هكذا تضرب أسعار الفائدة المنخفضة رفاهية المتقاعدين حول العالم

18 أكتوبر 2020
عوامل كثيرة تؤثر سلباً في رفاهية المتقاعدين (Getty)
+ الخط -

تتأثر رفاهية المتقاعدين في غالبية دول العالم بتخفيضات أسعار الفائدة على خلفية التداعيات المترتبة على جائحة كورونا التي يتوقع تقرير متخصص أن تولّد موجته الثانية مزيداً من الألم المعيشي والاقتصادي.

إنها الكأس المُرّة: فترة طويلة من أسعار الفائدة المنخفضة أو السلبية، ومستوى قياسي من الدين العام، والركود، وعدم المساواة في الدخل، وتغير المناخ.

هذه هي عملياً بعض العناصر التي تؤثر سلباً في رفاهية المتقاعدين في جميع أنحاء العالم تقريباً، وهي التي تجعل احتمالات التقاعد الآمن مالياً بعيدة المنال اليوم أكثر من أي وقت مضى، وفقاً لـ"مؤشر التقاعد العالمي لعام 2020" Natixis Global Retirement Index  الصادر في الآونة الأخيرة.

التقرير السنوي الذي نقلت نتائجه أيضاً شبكة "بلومبيرغ" الأميركية، يُصنّف 44 دولة على مستوى رفاهية المتقاعدين والأمن المالي، أظهر أيسلندا وسويسرا والنرويج في القمة.

وصعدت الولايات المتحدة، التي احتلت المرتبة 16 بين الدول المتقدمة التي خضعت للدراسة، إلى مركزين على معايير محسّنة لجودة الحياة والرفاهية المادية، لكن ذلك كان استناداً إلى بيانات العام 2019، ولذلك فإن هذه النتيجة لا تشمل الارتفاع المفاجئ لمعدلات البطالة هذا العام.

وقد حذر التقرير من أن الموجة الثانية من انتشار وباء "كوفيد-19" قد ترفع معدلات البطالة إلى مستويات أعلى في الربع الرابع من العام 2020.

وأحد أكبر التهديدات لرفاهية المتقاعدين، بحسب التقرير، هو أسعار الفائدة المنخفضة أو السلبية، والتي يمكن أن تجعل من كسب دخل لائق من الاستثمارات الآمنة شبه مستحيل.

وخلص التقرير إلى أنه بالنسبة لـ16 دولة من أصل 44 دولة شملتها الدراسة، كان سالباً متوسّط الخمس سنوات لمعدلات الفائدة الحقيقية، أي المُعدّلة بحسب التضخم، علماً أنه في نسخة العام 2016 من التقرير، كان هذا الوضع ينطبق على دولة واحدة فقط، هي المملكة المتحدة.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

كذلك، أظهر التقرير الولايات المتحدة في المرتبة السابعة بالنسبة لعدم المساواة في الدخل، مع أنها تحتل المرتبة السادسة من حيث دخل الفرد. وحصلت الولايات المتحدة على أعلى درجات الإنفاق الصحي للفرد، لكنها تراجعت من أعلى 10 مراتب إلى المركز 16 بين البلدان المتقدمة في فئة الرعاية الصحية بسبب انخفاض متوسط العمر المتوقع.

المدير التنفيذي لمركز "ناتيكسيس إنسايت" الاستثماري، عقّب قائلاً إن "التركيبة السكانية وضعت تأمين التقاعد على أرض مهزوزة منذ وقت طويل، لكن المشكلات الأساسية التي تطرحها شيخوخة السكان تفاقمت الآن".

 
المساهمون