هكذا تؤثر حرب الطاقة على العلاقات الأميركية السعودية

06 أكتوبر 2022
النفط يوتر العلاقات الأميركية السعودية (Getty)
+ الخط -

أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، خيبة أمله من قرار تحالف أوبك+ القاضي بخفض إمدادات النفط الخام بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وليست هذه المرة الأولى التي يعترض فيها بايدن على قرارات تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية، في وقت عانت فيه السوق الأميركية من ارتفاعات أسعار الوقود.

والأسبوع الجاري، صعدت أسعار البنزين في السوق الأميركية بمقدار 60 سنتا للغالون، إلى متوسط 4.9 دولارات، وذلك قبيل شهر واحد من انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة. وتعد السعودية أبرز المنتجين للنفط من بين الدول الأعضاء بتحالف "أوبك+" المؤلف من 23 عضوا.

وأصبحت الطاقة مصدر الخلاف الأكبر بين واشنطن والرياض منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اعترض في 10 مناسبات على قرارات تحالف "أوبك+". واستمرت الخلافات في عهد الرئيس الحالي بايدن، الأمر الذي قد تكون له انعكاسات على مجالات تحالف أخرى بين البلدين، وخاصة أن المملكة كانت حتى وقت قريب أكبر حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

مخاوف من خطوات مقبلة

خلال السنوات القليلة الماضية، لم تجد السعودية ومن خلفها الإمارات، الدعم الأميركي اللازم تجاه هجمات جماعة الحوثي والتي طاولت عمق البلدين عبر هجمات بطائرات مسيرة.

كما ترى المملكة ودول الخليج المنتجة للنفط أن واشنطن تبحث عن دور المتحكم الأول في سوق النفط العالمية، وبالتالي فإن قرار الغرب ومجموعة السبع بتحديد سقف لأسعار النفط الروسي قد تتبعه خطوات مماثلة على بقية المنتجين، وهي إحدى أبرز مخاوف المنتجين.

وزن السعودية في سوق النفط العالمية كبير، فهي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، بمتوسط يومي 11 مليون برميل، وقدرة فورية على زيادة الإنتاج حتى 12.3 مليون برميل يوميا.

أيضاً، السعودية هي أكبر مصدّر للنفط في العالم، بمتوسط يومي 7.3 ملايين برميل في الظروف الطبيعية، وقدرة فورية على رفع الصادرات فوق 8 ملايين برميل.

ويبدو أن انتقادات الإدارة الأميركية للسعودية كقائد فعلي لتحالف "أوبك+" ستتواصل، في وقت يشن فيه "الديمقراطيون" في الولايات المتحدة هجوما على شركات الطاقة، متهمين إياها بالتسبب في زيادات أسعار النفط.

عبء اقتصادي جديد

ويطمح الديمقراطيون إلى تجنب أي زيادات على الأسعار، لعلمهم بأنها ستؤثر على قرار الناخب داخل صناديق الاقتراع لصالح الجمهوريين في الانتخابات الجزئية المقبلة.

وبدا الهجوم على السعودية والتحالف واضحا في المؤتمر الصحافي، الأربعاء، الذي عقد بقيادة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إذ اعتبرت وسائل إعلام غربية، منها تلفزيون "CNBC"، أن قرار التحالف يحمل دعما لروسيا، وهو مصدر عبء جديد على التضخم العالمي، ويستخدم كورقة سياسية"، وهو ما نفته الرياض.

ويعكس هذا الهجوم بدرجة أو بأخرى فشل الدبلوماسية الاقتصادية الأميركية مع الخارج وخاصة دول الخليج العربي، إذ لم تشفع زيارة بايدن للمنطقة في تعديل الإنتاج صعودا بما يلبي رغبة الأميركيين.

وفي تحليل صباح اليوم الخميس، لصحيفة نيويورك تايمز، اعتبرت أنه "إذا كان هناك أي درس من تجربة بايدن المريرة (بخصوص زيادة إنتاج اوبك)، فقد ولت الأيام التي كان بإمكان الرؤساء الأميركيين أن يطلبوا فيها خدمات من حلفائهم السعوديين".

وأضافت: "نأى الأمير محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) بنفسه عمداً عن واشنطن، وأقام علاقات دولية أوسع لا سيما مع الصين وروسيا.. كما أوضح أنه لا ينظر إلى المملكة على أنها شريك صغير للولايات المتحدة وأنه على استعداد لتجاهل أي مطالب يعتبرها تتعارض مع المصالح السعودية".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون