تشكل الأزمة الروسية - الأوكرانية تحديا صعبا للاقتصاد العالمي، بما في ذلك صناعة السيارات، حيث العديد من الشركات تشغل مصانع في كلا البلدين وتعتمد في أعمالها على الموردين المحليين.
فما هو تأثير الحرب على هذا القطاع؟
لن تكون خطوط الإنتاج فقط موضع إشكال في ظل فوضى الحرب الحالية، بل ثمة علامات واضحة على زيادة أسعار الطاقة والوقود، الأمر الذي سيؤثر على جميع الزبائن، بحسب المجلة الإلكترونية المتخصصة "أوتوسبياس" AutoSpias، التي حاولت تجميع أحدث المعلومات حول آثار الحرب على شركات السيارات.
تبين أن من الممكن جدا حدوث اضطراب في سلسلة التوريد، وسط مخاوف من ارتفاع تكاليف الإنتاج، مع توقع ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء، فيما أوقفت بعض الشركات خطوط إنتاجها، ومنها العملاقة الألمانية "فولكسفاغن" VW.
وتُعد روسيا حاليا أقل إثارة للاهتمام كسوق للمبيعات، لكن حتى وقت قريب كان يُنظر إلى روسيا على أنها سوق المستقبل وقد انتهى هذا الآن، وبالتالي ربما لن تربطها صلة بسوق المبيعات أو مواقع الإنتاج لسنوات عدة قادمة، مع أنه لا تزال لدى العديد من الشركات مواقع إنتاج في روسيا في الوقت الحالي، فيما سلاسل التوريد أصبحت الآن في خطر بسبب العقوبات.
ويُعتبر المصنعون الألمان أقل تأثرا، مع أن العملاقين الألمانيين "بي إم دبليو" BMW و"مرسيدس" Mercedes-Benz لا يستطيعان تقييم التأثيرات بشكل كامل حتى الآن.
ومع ذلك، أعلنت "فولكسفاغن" الآن أنه سيتعين عليها وقف إنتاج السيارات الكهربائية في مصانع تسفيكاو ودريسدن لبضعة أيام لأن أجزاء مفقودة من أسلاك الكابلات ينبغي أن تأتي إليها من أوكرانيا، وهو أمر مستحيل بسبب الأعمال الحربية.
وبالتالي، لن يكون هذا التأخير المتجدد بالتأكيد نافعا بالنسبة إلى مواعيد تسليم السيارات الكهربائية، والتي تم تأخيرها فعلا بسبب الأزمة الأوكرانية.
عموما، تحافظ صناعة السيارات الألمانية على علاقاتها مع حوالي 49 موردا أو منشأة إنتاج في روسيا وأوكرانيا، لكن لأسباب تتعلق بالسلامة، فإن الآلات في مدن الإنتاج الأوكرانية معطلة تماما في الوقت الحاضر، وتقرر إرسال جميع الموظفين إلى منازلهم.
كذلك، من المؤكد أن الضيق سيصيب على نحو خاص شركة "أفتوفاز" Avtovaz، التي تُعد أكبر شركة لتصنيع السيارات في روسيا، والتي تنتمي إلى مجموعة "رينو" Renault الفرنسية، إذ تؤثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو سلبا في توريد الرقائق الإلكترونية اللازمة للإنتاج، علما أن "أفتوفاز" تحقق ما نسبته 90% من مبيعاتها في روسيا، فيما تشكل مصدرا لنحو 6% من إجمالي مبيعات "رينو".
وحتى لو لم تكن روسيا ولا أوكرانيا سوقا قويا لمبيعات الشركات الألمانية والأوروبية، فإن الحرب المستعرة ستترك بصماتها على مصنّعي المركبات، حيث إن الطاقة اللازمة لإنتاج السيارات والتي تحتاج إليها لتشغيل المركبات، سواء أكانت تعمل بالبنزين أم بالديزل أم بالكهرباء، يمكن أن تصبح أكثر كلفة على نحو لافت نتيجة العمليات العسكرية.