تتسابق الإمارات مع نفسها، مسرّعة إجراءات التطبيع مع الاحتلال. إذ تكاد وكالات الأنباء تغص بالأخبار المتلاحقة حول الاتفاقيات اليومية التي يتم توقيعها بين الطرفين.
الثلاثاء كان حافلاً بالخضوع للكيان الإسرائيلي، حيث قام وفد إماراتي رسمي بزيارة هي الأولى من نوعها إلى الأراضي المحتلة بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين الطرفين، الشهر الماضي، بوساطة أميركية.
وهبطت طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران تقل مسؤولين بالحكومة الإماراتية برئاسة وزير الدولة للشؤون المالية الإماراتية حميد عبيد الطاير، ترافقهم شخصيات أميركية، في مطار اللد (بن غوريون).
وكان في استقبال الوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية غابي أشكينازي ووزير المالية إسرائيل كاتس. وعلق واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على الزيارة قائلا "اليوم هذا التطبيع وهذه الهرولة الإماراتية للتطبيع مع الاحتلال تشكل علامة فارقة في ظل تصاعد العدوان ضد الشعب الفلسطيني، سواء البناء وطرح عطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني".
وفي غزة، قال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة حماس: "هذه الزيارة سوف تشجع الاحتلال على مواصلة الضم التدريجي لأراضي الضفة الغربية".
وبالرغم من رفض أصحاب الأرض، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل والإمارات اتفقتا على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يستثنى مواطنوها من هذا الإجراء من قبل كيان الاحتلال.
كذا، وقّع مسؤولون إسرائيليون وإماراتيون، الثلاثاء، 4 اتفاقيات للتعاون المشترك بين الجانبين. والاتفاقيات التي تم توقيعها هي في مجالات الطيران، وحماية الاستثمارات، والإعفاء من تأشيرات الدخول، والعلوم والتكنولوجيا، بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. فيما قالت شركة خطوط الأنابيب الإسرائيلية إي.إيه.بي.سي، الثلاثاء، إنها وقعت اتفاقا مبدئيا للمساعدة في نقل النفط من الإمارات العربية المتحدة إلى أوروبا عبر خط أنابيب يربط مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر وميناء عسقلان على ساحل البحر المتوسط.
وقالت الشركة المملوكة للدولة، إنها وقعت مذكرة تفاهم مع ميد-ريد لاند بريدج، وهي شركة مملوكة لإسرائيليين وإماراتيين، في أبوظبي، الاثنين، خلال مراسم زيارة وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين. أيضاً، أعلن آدم بونر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الأميركية للتعاون المالي، الثلاثاء، تأسيس صندوق "أبراهام" للتنمية، بشراكة إماراتية إسرائيلية، ويكون مقره القدس المحتلة، "لتنفيذ استثمارات في مجالات تنموية متعددة".
وذكر بونر أن صندوق "أبراهام"، الذي سيكون مقره في مدينة القدس، برأسمال 3 مليارات دولار، يستهدف تنفيذ استثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل المغرب. ورحب بدخول شركاء دوليين يرغبون بالاستثمار في الصندوق، "الهادف لتنفيذ مشاريع تخلق فرص عمل جديدة وازدهارا للمسيحيين واليهود والمسلمين في دول المنطقة".