أعلنت أوكرانيا أخيراً أنها أوقفت عبور الغاز الروسي في منطقة لوغانسك شرقي البلاد بسبب الغزو الروسي، وبعد أن أصبح من المستحيل السيطرة على محطات الضخ، وفقاً لمشغل شبكة الغاز الأوكرانية.
ويؤثر هذا الوقف على تدفق الغاز والتغذية إلى أوروبا، وبالفعل أكدت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" هذا الواقع، وقالت إنّ كمية أقل من الغاز يتم توجيهها بالفعل عبر أوكرانيا نحو أوروبا، وهذا ما نتج عنه توجس من خلق اختناقات توريد إلى ألمانيا.
وعن مدى تأثير تقليل ضخ كميات الغاز على ألمانيا، قال الخبير الاقتصادي ماركوس كيوب، في حديث مع شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، إنّ إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر هذا الخط المسمى سوخرانوفكا تبلغ 33 مليون متر مكعب في اليوم. ولفت إلى أنه، وفقاً لشركة تشغيل الغاز الأوكرانية، هناك فقدان لما يصل إلى 32,6 مليون متر مكعب من الغاز يومياً.
وأضاف أنه مع ذلك "الأمر ليس بهذه الأهمية لأمن الإمدادات في أوروبا"، موضحاً أنه في عام 2009 كان ما يقرب 80% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز تنقل عبر أوكرانيا، ويتدفق الآن حوالي 43% من إجمالي 200 مليار متر مكعب عبر خطوط أنابيب روسية في أوكرانيا كل عام.
وأعلنت شركة "جي تي إس" الأوكرانية، في بيان نشر على موقعها على الإنترنت، في 11 مايو/ أيار الحالي، أنّ الحرب جعلت من المستحيل الوصول إلى مناطق من شبكتها لضمان سلامتها، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في منطقة لوغانسك.
وأفادت الشركة بأنها ستوقف نحو 32.6 مليون متر مكعب من الغاز يومياً بموجب القرار.
إلى ذلك، أكد غيورغ تساشمان من مركز أبحاث برويغل في بروكسل أنه في الوقت الحالي يمرّ ربع الصادرات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا، وقد تأثرت حوالي ثلث كميات نقل الغاز من خلال محطة عبور سوخرانوفكا، وفي المجموع تشكل أقل من 10% من جميع الواردات الروسية.
أما رئيس تحليل الطاقة في معهد أبحاث سوق الطاقة أندريس شرودر، فأشار، في حديث مع الشبكة، إلى أنه حتى الآن حقق خط النقل من أوكرانيا ما مجموعه حوالي 110 ملايين متر مكعب يومياً، وهذا يعني أنّ خط العبور "مهم ولكنه أقل أهمية من إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب عبر بحر البلطيق نورد ستريم 1"، والذي يزود ألمانيا بأكثر من 150 مليون متر مكعب في اليوم، هذا إضافة إلى أنّ منشآت تخزين الغاز الألمانية أضحت الآن في مستوى صحي مرة أخرى.
في المقابل، قالت خبيرة الطاقة كلوديا كيمفرت من المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية في مقابلة مع "إيه آر دي" الإخبارية، أنّ أمن الإمدادات الأوروبية هو ما يجب النظر إليه ولا سيما في جنوب وشرق أوروبا، حيث تعتمد دول مثل النمسا وإيطاليا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا على خط عبور أوكرانيا.
وأضافت أنه على سبيل المثال، فإنّ إيطاليا تحصل على 40% من الغاز الروسي عبر كييف، قبل أن تستدرك قائلة إنّ هناك انخفاضاً لاستهلاك الغاز في الربيع، والعديد من الدول اتخذت احتياطات من خلال بناء محطات الغاز المسال أو تنويع الواردات.