هاورد لوتنيك: عراب ترامب في وول ستريت

11 سبتمبر 2024
أصبح لوتنيك رقماً مهماً في فريق ترامب، نيويورك 11 سبتمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تشابهات ومواقف سياسية مشتركة**: يتشابه هاوارد لوتنيك مع دونالد ترامب في طريقة عملهم وتوجهاتهم السياسية، مما جعله من أبرز داعمي ترشيح ترامب في انتخابات 2024.
- **مساهمات مالية ودعم كبير**: لوتنيك تبرع بنحو 11 مليون دولار لحملة ترامب ونظم حملة لجمع التبرعات، مما دفع ترامب لتعيينه لقيادة فريق انتقالي محتمل.
- **مستقبل واعد في إدارة ترامب**: دعم لوتنيك لترامب شمل التبرعات المالية ودعمه لإسرائيل وخبرته في العملات المشفرة، مما قد يؤهله لمناصب رفيعة في حال فوز ترامب.

يتشابه رجل الأعمال الأميركي هاوارد لوتنيك مع الرئيس السابق ومرشح انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 دونالد ترامب في كثير من الأمور سواء تلك التي تتعلق بطريقة عملهم بوصفهما رجلَي أعمال في وول ستريت أو توجهاتهما ومواقفهما السياسية، وهو ما دفع لوتنيك إلى واجهة داعمي ومروجي ترشيح ترامب في الانتخابات المقبلة داخل مجتمع الأعمال الأميركي في وول ستريت.

تُعرّف مجموعة BGC لوتنيك بأنه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة المجوعة التي تعمل في مجال الوساطة والتكنولوجيا المالية العالمية، كذلك فإنه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "Cantor Fitzgerald, L.P" إحدى شركات الخدمات المالية وإدارة الأصول الكبرى في العالم، ورئيس مجلس إدارة "Newmark Group Inc" المعروفة عالمياً في مجال خدمات العقارات التجارية.

ووفقاً لتقرير حديث من وكالة "بلومبيرغ"، بات لوتنيك الأقرب من مركز دوائر المال والسلطة في حملة ترامب لانتخابات الرئاسة الأميركية" ورافعي شعارها المعلن: لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى والمعروفة اختصاراً بـ MAGA. واشتهر لوتنيك بتبرعاته السخية للجمعيات الخيرية، وهو أكبر مانح على الإطلاق لجامعته التي تخرج منها، هافرفورد في بنسلفانيا. وأصبح أحد كبار المساهمين في حملة ترامب، حيث تبرع بنحو 11 مليون دولار للمرشح ولجان العمل السياسي ذات الصلة في العام الماضي، وفقاً للوكالة ذاتها.

ورغم عقلية لوتنيك التجارية التي كانت تدفعه في السابق للتبرع للحزبين مع ميل أكثر للجمهوريين، إلا أنه حسم توجهه سريعاً لصالح حملة ترامب. ووفقاً للتقرير ذاته، فإن حجم التبرعات المعلنة منه زادت بمعدل كبير، حيث نظم حملة لجمع التبرعات لحملة ترامب في بيته الضخم في لونغ أيلاند، ونجح في جمع 15 مليون دولار، ما دفع ترامب بعدها بأسبوعين إلى تعيين لوتنيك لقيادة فريق انتقالي محتمل للعودة إلى البيت الأبيض، حيث سيعمل مع فريق مكون من رئيسة المصارعة المحترفة السابقة ليندا ماكماهون وروبرت ف. كينيدي جونيور وعضوة الكونغرس الديمقراطية السابقة تولسي غابارد، للمساعدة في تشكيل فريق إدارة ترامب المحتملين في المناصب السياسية، فضلاً عن رسم سياسات الحكومة، في حال فوز المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية، ما يؤكد مدى أهمية لوتنيك في فريق ترامب.

لم تكن أموال لوتنيك وتحركاته واتفاقه مع ترامب في مواقفه، فقط هي سبب انضمامه إلى فريق حملة ترامب المقربين منه، بل وفقاً لمستشار حملة ترامب براين هيوز، فإن دعمه لإسرائيل وخبرته في العملات المشفرة هي محط إشادة، واصفاً إياه بأنه "أحد أنجح قادة الأعمال والخبراء الماليين في بلادنا"، وإن ترامب ممتن لـ"دعمه وصداقته"، وهي مؤهلات تمنحه أيضاً مستقبلاً في إدارة ترامب.

ففي إحدى شركاته التي يعمل فيها نحو 13 ألف موظف على مستوى العالم، وهي كانتور فيتزجيرالد، التي تنشط في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية والتداول والسمسرة وإدارة الأصول، يتساءل الموظفون عما ينتظر رئيسهم التنفيذي في حال فوز ترامب، ويتكهن بعضهم -وفقاً لبلومبيرغ- بأنه قد يصبح سفير الولايات المتحدة في القدس المحتلة، بينما يتوقع آخرون أن يصبح وزيراً للخزانة، حيث يترقب كبار الأثرياء الأميركيين تنفيذ ترامب لوعوده بخفض الضرائب على الدخل الشخصي لهم وعلى أعمالهم.

ومثل رجال الأعمال الآخرين الداعمين والمؤيدين لحملة ترامب الرئاسية، فإن لوتنيك حوّل القرب من السلطة إلى ميزة له ولشركته. سواء ربح ترامب أو خسر، سيحصد لوتنيك ثمار العلاقات التي زرعها داخل معسكر مؤيدي ترامب من كبار رجال الأعمال النافذين في وول ستريت.