قالت لجنة تنظيم البترول النيجيرية، مساء الأحد، إن الرقابة غير الدقيقة لصناعة النفط والغاز النيجيرية مسؤولة عن خسارة 40 في المائة من النفط الخام للبلاد بسبب سرقة النفط في منطقة دلتا النيجرية.
وكانت الحكومة الفيدرالية النيجيرية قد قدرت العام الماضي، أن حوالي 200 ألف برميل من النفط تضيع يوميا في نيجيريا بسبب سرقة النفط وتخريب خطوط الأنابيب.
لكن مجموعة "فانغارد" الأميركية، التي يوجد مقرها في بنسلفانيا وتدير أصولاً عالمية قدرها 7 تريليونات دولار في أنحاء العالم، تقدر أن حجم سرقات النفط النيجيري أكبر من ذلك بكثير.
وأثارت مبادرات الشفافية في صناعة الطاقة النيجيرية على مر السنين ناقوس الخطر من أن الدولة لا تعرف بالضبط حجم النفط الخام الذي تنتجه الصناعة ودعت إلى تركيب عدادات لحساب الإنتاج في آبار النفط.
لكن خبراء يقدرون أن نيجيريا تخسر نحو 600 ألف برميل من النفط الخام يومياً بسبب لصوص النفط.
وحسب شركة النفط النيجيرية، فقد خسرت البلاد نحو ملياري دولار من دخلها النفطي في الثمانية شهور الأولى من العام الماضي.
وأظهر التدقيق الجنائي على حجم سرقة النفط الخام، الذي أجرته لجنة تنظيم التنقيب والإنتاج النيجيرية (NUPRC) للفترة بين يناير/كانون الثاني 2020 ونوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2022، أن 40% من كميات النفط فقدت بسبب سرقة النفط كانت وعدم الدقة في حساب الإنتاج.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط النيجيرية غيبنقا كومولافي، في كلمة ألقاها في ندوة صناعة الطاقة في لاغوس، حسب صحيفة "إندبندنت" النيجيرية ونقلت نشرة "أويل برايس" الأميركية اليوم الاثنين جزءاً منها: "من المسلم به أن أحد المجالات الرئيسية لتآكل القيمة في الصناعة هو خطر سرقة النفط الخام".
وأضاف: "تشير سجلاتنا إلى أن خطر سرقة النفط قد أثرت سلبًا على قطاع النفط والغاز لنحو عقدين".
وقال كومولافي إن لجنة الرقابة بشركة النفط النيجيرية ستكون الآن مسؤولة عن نشر وصيانة مرافق القياس لآبار النفط والغاز في نيجيريا من أجل الشفافية في معرفة إنتاج النفط والغاز بصورة دقيقة.
ولطالما عانت صناعة النفط والغاز في نيجيريا من سرقة النفط وتخريب خطوط الأنابيب، مما أدى إلى خروج الشركات الكبرى من البلاد وغالبًا ما أدت السرقة إلى ظروف قاهرة في محطات تصدير النفط الخام الرئيسية.
وأدى الجمع بين تخريب خطوط الأنابيب وسرقة النفط مع نقص الاستثمار في السعة إلى جعل نيجيريا أكبر دولة متخلفة في إنتاج النفط الخام ضمن تحالف "أوبك+".
وفقًا لتقرير أوبك الشهري الأخير لسوق النفط، ارتفع إنتاج نيجيريا من النفط الخام بمقدار 65000 برميل يومياً في يناير/كانون الثاني الماضي مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وهي أكبر زيادة بين جميع أعضاء أوبك الثلاثة عشر الشهر الماضي.
ورغم ذلك ظل مستوى إنتاج النفط الخام عند 1.336 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني أقل بكثير من حصة نيجيريا البالغة 1.742 مليون برميل يوميًا كجزء من اتفاقية "أوبك+" بين نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وديسمبر/كانون الأول من العام الجاري 2023.