نهوض السياحة مجدداً في إقليم كردستان العراق

06 نوفمبر 2021
استقطب الإقليم مئات آلاف السياح (فرانس برس)
+ الخط -

رغم تمتع العراق بثروات طبيعية هائلة، إلا أن مسار التنمية والتعافي ليس متكافئا في كافة أرجاء هذا البلد الغني والمضطرب اقتصاديا وسياسيا وأمنيا منذ سنوات طويلة. وهذا ما ينعكس على مختلف القطاعات بما فيها السياحة والخدمات.

وفي هذا السياق، سجلت محافظات إقليم كردستان العراق، خلال العام الجاري، انتعاشا ملحوظا في القطاع السياحي، إذ استقطبت مئات الآلاف من السياح، غالبيتهم من داخل العراق، في وقت أكد مسؤولون أن شلل السياحة بالمحافظات العراقية الأخرى وتراجع الاستقرار الأمني انعكس إيجابا على سياحة الإقليم.

ووفقا لمدير سياحة محافظة دهوك خيري علي، فإن "عدد السائحين الذين زاروا المحافظة بلغ 850 ألف سائح منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم"، مبينا في إيجاز قدمه للصحافيين، أن "السائحين قدموا من مدن إقليم كردستان وباقي محافظات العراق، وكذلك من معبر إبراهيم الخليل الحدودي مع تركيا".

وحدد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان ماجد شنكالي أسباب انتعاش القطاع السياحي خلال الفترة الحالية بالإقليم، وأكد أن "أغلب أهالي جنوب ووسط العراق والمحافظات الأخرى يتجهون نحو السياحة في محافظات الإقليم لأسباب من بينها المناخ المعتدل، والظرف الأمني المناسب، والخدمات"، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الظرف العام في الإقليم يساعد على زيادة حجم السياحة فيه، فضلا عن أن جائحة كورونا تسببت بتحجيم السفر إلى الخارج".

وأشار إلى "اتساع حجم السياحة في الإقليم خلال الفترة الأخيرة"، مبينا أن "سياحة الإقليم استقطبت السياح العراقيين مستفيدة من تعطيل السياحة بالمحافظات العراقية الأخرى، بشكل شبه كامل، لعدم توفر مناطق ترفيهية وسياحية، كما أن الخدمات المقدمة غير فعالة، بسبب الإهمال وسوء الخدمات، والذي أدى إلى تلاشي السياحة بشكل شبه تام، والتوجه نحو الإقليم".

كما أكد أن "حكومة الإقليم مهتمة بالسياحة، لكننا نحتاج إلى اهتمام أكبر بكثير، والكثير من السياح الأجانب يقصدون محافظات كردستان"، داعيا إلى "اهتمام أكبر بهذا القطاع الحيوي".

بدوره، عضو برلمان إقليم كردستان العراق أوميد محمد أشار إلى أن السياحة في محافظات الإقليم الثلاث (أربيل ودهوك والسليمانية) تتسع بشكل ملحوظ جدا، مقارنة ببقية محافظات العراق، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "العراق يمتلك الكثير من الأماكن السياحية، ومنها السياحة الدينية، في المحافظات خارج حدود الإقليم، لكن الإهمال الحكومي لهذا القطاع دفع السياح إلى الاتجاه نحو مناطق أكثر أمنا واستقرارا، وهي في الإقليم".

كذلك، أشار إلى أن "السياحة في الإقليم تمثل جزءا كبيرا من موازنة الإقليم، وجزءا كبيرا من واردات الدولة، وساعدت الخزينة، لذا فإن الاهتمام بها يأتي من هذا الجانب، الأمر الذي أدى إلى انتعاشها".

أما الباحث في الشأن الاقتصادي للإقليم أرشد طه، فقد أكد أن حكومة الإقليم تريد تنويع وارداتها وعدم الاعتماد على النفط فقط، وأن السياحة تندرج ضمن خططها لتنويع الواردات، وقال طه لـ"العربي الجديد"، إن "السياحة تمثل جزءا من اقتصاد الإقليم، لكنها ليست جزءا كبيرا في الوقت الحالي، والأرباح المتحصلة من هذا القطاع تمثل نسبة بسيطة من واردات الإقليم".

وأكد أن الإقليم "يحتاج إلى تطوير القطاع وجذب سائحين من أنحاء العالم، حتى يكون له أثر كبير في الاقتصاد العام لإقليم كردستان"، مؤكدا أن "هناك اتجاها حكوميا حاليا لتنويع عائدات الإقليم، والسياحة هي جزء حيوي ضمن الخطة".

واستدرك: "لكن هذه الخطوة تحتاج إلى تخصيص موازنات لتوسيع البنية التحتية للسياحة في المناطق السياحية والمرافق الترفيهية، وهذا يحتاج أيضا إلى وقت ومخصصات مالية".

وشهدت محافظة دهوك أخيرا افتتاح 15 موقعا سياحيا جديدا في حدود المحافظة، أكبرها هو موقع تلفريك دهوك، والمجمع السياحي في جبل زاوا المطل على مركز مدينة دهوك، في وقت أقدمت فيه حكومة الإقليم على تخفيف إجراءات دخول وخروج السياح الوافدين إلى الإقليم، ما تسبب بانتعاش القطاع بشكل واضح.

وتعد محافظات الإقليم من المناطق السياحية المهمة في العراق، وتضم مناطق أثرية تعد جاذبة للسياح من كافة دول العالم، وتضم محافظة دهوك وحدها 1400 موقع أثري سياحي مسجل في دائرة آثار المحافظة، كما تضم آلاف المواقع الأخرى غير المسجلة.

المساهمون