سجلت إيرادات سياحة المغرب ارتفاعاً بنسبة 11.7% إلى 10.59 مليارات دولار عام 2023، مساهمة بنحو 30% في احتياطي النقد الأجنبي.
وقال مكتب الصرف، التابع لوزارة الاقتصاد والمالية، في تقرير اليوم الجمعة، إن هذه الإيرادات تعكس التوافد القياسي للسياح العام الماضي.
وكان "بنك المغرب" قد توقع سابقاً ارتفاع إيرادات السياحة العام الماضي إلى حدود 10.6 مليارات دولار، قبل أن تستقر في عام 2024، ثم تقفز إلى 11.3 مليار دولار في عام 2025.
ويشير صندوق النقد الدولي، في تقريره الصادر، أول أمس الأربعاء، إلى أن النمو الاقتصادي الذي بلغ في العام الماضي 3%، تترجمه قوة إيرادات السياحة وانتعاش الطلب الداخلي.
وتدعم الإيرادات المتأتية من السياحة رصيد المغرب من احتياطي النقد الأجنبي، والذي وصل في نهاية العام الماضي، إلى حوالي 36 مليار دولار، بحسب بيانات "بنك المغرب".
وتعكس الإيرادات المتأتية من السياحة التوقعات الرسمية المراهنة على توافد عدد قياسي من السياح العام الماضي، وهو ما من شأنه أن يدعم رصيد احتياطي العملة الصعبة.
وكشفت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن المغرب شهد العام الماضي توافد 14.5 مليون سائح، بزيادة 34%، مقارنة بالعام السابق، و12% قياساً بعام 2019.
ويأتي تحقيق هذا الرقم بفضل المغتربين المغاربة الذين مثلوا في العام الماضي 51% من الوافدين إلى المملكة لغرض السياحة، بزيادة 27%، بينما مثّل السياح الأجانب 49% بزيادة ناهزت 3%.
وتشير الوزارة إلى أنه "رغم السياق الجيوسياسي العالمي المعقد، شهد شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي إقبالاً غير مسبوق، حيث تم تسجيل توافد 1.3 مليون سائح توزعوا بالتساوي بين المغتربين والأجانب".
ويدعم هذا المنحى الخطة التي وضعها المغرب في مستهل العام الجاري، والرامية إلى جذب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، ما سيمكن من توفير 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاعات السياحية.
ولبلوغ هذا الهدف، خصصت الحكومة ميزانية قدرها 610 ملايين دولار في الأعوام الأربعة المقبلة، مع مضاعفة سعة النقل الجوي، وتعزيز الترويج والتسويق، وإيلاء اهتمام خاص للرقمنة، وتنويع منتجات التنشيط الثقافية والترفيهية، مع تأهيل الفنادق، وإحداث قدرات إيوائية جديدة، حيث ينتظر رفع عدد الأسرة في الفنادق من 300 ألف إلى 340 ألف سرير في 2026.
وتعكف الناقلة الوطنية "الخطوط الملكية المغربية" على مخطط لمضاعفة أسطولها 4 مرات، بما يساعد على زيادة عدد طائرات الشركة من 50 طائرة إلى 200، بما يخدم الهدف السياحي المنشود.