نقص الغاز المصري يثير قلق الأسواق العالمية

11 ابريل 2024
ناقلة الغاز الروسية "دامبيير"/ 22 يونيو 2019 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مصر، التي كانت تصدّر الغاز الطبيعي، تواجه الآن نقصًا في إنتاجها المحلي وتحولت إلى مستورد صافٍ للغاز الطبيعي المسال لمواجهة النقص المتزايد في الطاقة، مما يضغط على السوق العالمية.
- الطلب العالمي على الغاز الطبيعي في ارتفاع، خاصة مع اقتراب فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي وبداية فصل الشتاء في أميركا الجنوبية، مما يزيد من التنافس على شحنات الغاز ويعقد الوضع لمصر.
- إنتاج مصر من الغاز وصل لأدنى مستوياته بسبب الانخفاض الطبيعي في حقولها، ومع توقف الصادرات منذ مارس والتوقعات بتشديد السوق العالمية، تواجه البلاد تحديات كبيرة حتى بدء تشغيل محطات الغاز الجديدة في 2026.

قد تجد مصر نفسها في حالة تدافع على شحنات الغاز مع تعافي الطلب في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد نقصاً في إنتاجه محلياً، وفقاً لتقرير أوردته شبكة بلومبيرغ الأميركية أمس الأربعاء. وبحسب التقرير، يحصل المضاربون على صعود أسعار الغاز الطبيعي على الدعم من زاوية غير متوقعة في السوق، حيث بدأت مصر، التي لطالما كانت مصدّرة لهذه المادة، في شراء شحنات من الغاز الطبيعي المسال لدرء النقص المتزايد في الطاقة.

وتكمن المشكلة في أن الطلب آخذ في الارتفاع في أجزاء أخرى من العالم أيضاً، بعد انخفاض الأسعار من أعلى مستوياتها المسجلة عام 2022، وهذا ما يزيد الضغط على العرض. وبحسب الشبكة الأميركية، قد تجد مصر نفسها في حالة تدافع على الشحنات في الأشهر المقبلة، خاصة إذا ارتفعت درجات الحرارة فيها خلال الصيف القادم، مثلما حدث في العام الماضي حينما برزت الحاجة الملحّة إلى مزيد من الطاقة لتشغيل مكيفات الهواء.

في هذا الصدد، نسبت بلومبيرغ إلى المحلل في شركة "إنرجي أسبكتس ليمتد" جاكوبو كاسادي تحذيره من أن "تحوّل مصر إلى مستورد صاف للغاز الطبيعي المسال سيؤدي إلى تضييق سوق الغاز الطبيعي المسال في المحيط الأطلسي". وفي الوقت الذي يتجه فيه نصف الكرة الشمالي سريعاً للدخول في فصل الصيف قريباً، عندما ينخفض الطلب على وقود التدفئة، تتزامن مشتريات مصر من الغاز مع بداية فصل الشتاء في أميركا الجنوبية، حيث تستورد دول بينها الأرجنتين الغاز الطبيعي المسال بكثافة لتغطية الطلب. كما يُستخدم الغاز أيضاً في سلسلة صناعات، من مصانع إنتاج المواد الكيماوية إلى الأسمدة، وقد رسّخت أوروبا نفسها بقوة كعميل رئيسي يشتري الوقود المسال بعد توقف معظم تدفقات خطوط الأنابيب الروسية على أثر انطلاقة الحرب في أوكرانيا والتي تزال تتوالى فصولاً حتى الآن.

وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج مصر من الغاز انحسر إلى أدنى مستوياته منذ سنوات، الأمر الذي عزته الحكومة إلى الانخفاض الطبيعي في حقولها، علماً أن مصر تعتمد جزئياً أيضاً على الإمدادات المنقولة عبر الأنابيب من الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتم مراقبتها من كثب مع احتدام العدوان على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر أصلاً منذ سنوات طويلة.

ولم تصدّر مصر الواقعة في شمال أفريقيا أي شحنات منذ منتصف مارس/آذار الماضي، ومن المحتمل ألا تشحن أي شحنات خلال فصل الصيف. وهذا ما من شأنه أن يضغط على السوق العالمية التي من المتوقع بالفعل أن تتشدد أوضاعها هذا الشهر، وفقا لخدمة "بلومبيرغ إن إي إف" BloombergNEF. ومن المحتمل أيضاً أن تحدث مثل هذه الأزمات قصيرة الأجل نقصاً في العرض حتى يتم بدء تشغيل محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة قيد الإنشاء في الولايات المتحدة ودولة قطر، لكن هذا لن يحدث قبل عام 2026، علماً أن أي انقطاع في العرض يهدّد بارتفاع الأسعار وتشويه التوازن الهش السائد في الأسواق.

المساهمون