وصلت ناقلة نفط إيرانية محملة بمليون برميل نفط خام اليوم الأربعاء إلى ميناء بانياس في محافظة طرطوس غربي سورية، وهي الثانية منذ مطلع الشهر الجاري، وذلك ضمن إطار اتفاق الخط الائتماني الإيراني – السوري الذي تم تجديده مطلع العام الحالي.
ونقل موقع "أثر برس" عن مصدر في ميناء بانياس قوله إنه فور وصول الناقلة إلى ميناء بانياس النفطي تم البدء بالإجراءات الفنية اللازمة للتربيط وإنجاز العمليات البحرية اللوجستية المتبعة، لتبدأ فيما بعد عمليات التفريغ، موضحا أن استمرار ورود نواقل النفط تباعاً إلى ميناء بانياس، يضمن استمرار عمل مصفاة بانياس لتلبية احتياجات السوق المحلية، خاصة أن عمليات تفريغ النواقل تجري بالتوازي مع عمليات الشحن وتسليم مادة للشركة العامة للمحروقات، لتقوم بتوزيع مادة المازوت على المحافظات.
ورغم استمرار وصول ناقلات النفط الإيرانية إلى سورية، إلا أن أزمة المحروقات تفاقمت خلال الأيام الأخيرة مع ارتفاع أسعار البنزين في السوق السوداء إلى 7500 ليرة لليتر الواحد والمازوت إلى 5000 ليرة، علما أن سعر المدعوم 1700 ليرة والصناعي 2500 ليرة إن توفر.
وتزامنت هذه الأزمة مع فرض حكومة النظام إجراءات صارمة لتقنين هذه المواد ورفع الدعم عنها وتقليص المخصصات، حيث باتت تصل رسائل الدعم للفئات المشمولة بالدعم من السائقين.
وفي هذا الصدد، قال الناشط الإعلامي في اللاذقية أبو يوسف جبلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن أزمة المحروقات وصلت أوجها مع صعوبة إيجاد المواد في محطات الوقود وتأخر وصول الرسائل للمشمولين بالدعم من 6 أيام إلى 12 يوما، وهو ما يعني الحصول على نصف الكمية فقط.
وأضاف أن الأزمة أثرت بشكل كبير على قطاعي النقل والصناعات، وسط مخاوف من استمرار فقدان المحروقات مع قدوم الشتاء.
وأكد جبلاوي أن سائقي التكاسي توقفوا عن التجول ضمن مدينة اللاذقية بحثاً عن زبائن، مكتفين بالوقوف في الساحات بانتظار الركاب، بينما تشهد كراجات المدينة اكتظاظا كبيرا نتيجة غياب حافلات النقل العامة (السرافيس).
وحول أسباب استمرار الأزمة رغم وصول ناقلات نفط، قال الخبير الاقتصادي السوري أحمد غريب، لـ"العربي الجديد"، إن حكومة النظام تحاول سد العجز في دعم المحروقات من الخزينة العامة من خلال تسريب هذه الكميات في السوق السوداء وبيعها بأسعار أعلى من تلك التي تباع بشكل رسمي.
وأضاف أن المحروقات متوفرة في السوق السوداء لمن يريد، لكن ليس بالأسعار الرسمية، والسبب أن حكومة النظام السوري عاجزة عن دفع ثمن النواقل القادمة من إيران نتيجة ارتفاع أسعار النفط.
وكانت حكومة النظام أطلقت مؤخرا وعودا بانفراجات في تأمين المحروقات ضمن مناطق سيطرتها مع استمرار وصول التوريدات من إيران، وأكد مسؤولون أن الكميات ستنعكس إيجاباً على تقليل مدة تسلّم رسائل البنزين.