يعاني أكثرمن 300 ألف نازح في ستة معسكرات للنازحين في دارفور من أوضاع اقتصادية ومعيشية قاسية بسبب تقلص دعم المنظمات الإنسانية.
وقال الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال لـ"العربي الجديد"، إن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في معسكرات النازحين سيئة جداً بسبب تأخر برنامج الغذاء العالمي في توفيرالاحتياجات الغذائية المخصصة لهم، ما تسبب في تزايد حالات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة ليطاول 802 طفل، ولفت إلى تسبب الأمطار والسيول والفيضانات الأخيرة في تفاقم الأزمات لما خلفته من انهيار كلي وجزئي للمنازل.
ووصف القيادي في "معسكر كلمة للنازحين" خضر محمد علي أحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، الوضع المعيشي والغذائي في المعسكرات بالمأساوي، خاصة بعد إيقاف المنظمات الدعم، مشيراً إلى أن غالبية النازحين لا يملكون ثمن الوجبات الغذائية الأساسية ويظلون بلا طعام، وتابع "إلى جانب ذلك كله تسببت السيول والأمطارالأخيرة في انهيار مساكن عدد كبير منهم وصاروا بلا مأوى".
وشدد أحمد على صعوبة عودة النازحين إلى قراهم في الوقت الحالي بسبب التوترات الأمنية واستغلال أراضيهم، داعيا للإسراع في تشكيل حكومة رشيدة لبسط هيبة الدولة وإنهاء الصراعات الأهلية في مناطق النزاعات كافة ليتمكن النازحون من العودة لديارهم وينعمون بالعيش الكريم مع أطفالهم والذي حرموا منه طيلة الأعوام الماضية بسبب الحرب. وحذرت مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي من تزايد الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين في السودان، بسبب الارتفاع الكبير في كلفة المعيشة وتداعيات الحرب الأوكرانية واستمرار تداعيات جائحة كورونا.
وقال المختص في الشأن الدارفوري محجوب حسون لـ"العربي الجديد"، إن الغذاء تقلص بنسبة 95 في المائة في المعسكرات ويعاني المواطنون من ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة، لاستبدال المنظمات الإنسانية الدعم العيني والغذائي بالنقدي الذي لا يكاد يفي بالاحتياجات اليومية للأسرة الواحدة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية في الولاية.
وشرح حسون دواعي تقلص دعم المنظمات الإنسانية للمعسكرات بسبب توجهها إلى سورية وغيرها، مع استتباب الأمن في ولايات دارفور بشكل عام، مشيرا إلى أن المنظمات قلصت دعمها إلى مبالغ نقدية قليلة تقدر بـ5 آلاف جنيه للفرد الواحد، مع التركيز أكثر على تمويل قطاعي الصحة والتعليم في المعسكرات.