ميناء إيلات بلا سفن.. إليك أهميته في إسرائيل وتداعيات توقفه

17 يوليو 2024
ميناء إيلات، 1 فبراير 2020 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إفلاس ميناء إيلات:** أعلن ميناء إيلات إفلاسه بعد توقفه لأكثر من ثمانية أشهر بسبب هجمات الحوثيين، مما أدى إلى انخفاض النشاط بنسبة 85% وتأثر الحركة التجارية نحو إسرائيل بشكل كبير.

- **أهمية الميناء:** يلعب ميناء إيلات دوراً مهماً في استيراد السيارات وتصدير البوتاس، ويوفر بوابة لإسرائيل إلى الشرق دون المرور عبر قناة السويس، لكن المخاوف الأمنية حولت مسار السفن وزادت تكاليف الشحن.

- **تداعيات الأزمة:** تعرض نصف العاملين في الميناء لخطر فقدان وظائفهم، واستمرت الهجمات الحوثية رغم التحالف الدولي، مما زاد من تعقيد الوضع الاقتصادي ودفع الميناء لطلب تعويضات من الحكومة.

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بخبر إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي، مع توقفه عن العمل لأكثر من ثمانية أشهر بسبب العمليات التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر. فكيف وصل الميناء إلى هذه المرحلة من الأزمات؟ وكيف يؤثر ذلك على الحركة التجارية نحو الاحتلال؟ وما هي أهميته بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي؟

نشر موقع "وورلد كارغو نيوز" المتخصص في الملاحة البحرية خبراً منذ أيام بعنوان: "ميناء إيلات يعلن إفلاسه"، قال فيه إن ميناء إيلات أعلن إفلاسه بسبب انخفاض النشاط بنسبة 85% بسبب هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وطلب المساعدة من الحكومة الإسرائيلية.

وفيما لم يرصد "العربي الجديد" نشر الخبر في المواقع الإخبارية الإسرائيلية، يشرح موقع "سي ترايد ماريتايم" المتخصص في الملاحة البحرية، في تقرير نشره الأسبوع الماضي، أن التأثيرات الاقتصادية للضربات الحوثية في البحر الأحمر باتت واضحة مع طلب ميناء إيلات المساعدة المالية من الحكومة الإسرائيلية بعد انخفاض أحجام الشحن بنسبة 85%.

وذكرت صحيفة "كالكاليست" أن 149 ألف مركبة دخلت إيلات في عام 2023، بينما لم تدخلها أي مركبة منذ بداية عام 2024.

استيراد السيارات عبر ميناء إيلات

ويعتبر ميناء إيلات، الذي يتعامل في المقام الأول مع واردات السيارات وصادرات البوتاس القادمة من البحر الميت، ضئيل الحجم مقارنة بالموانئ الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط ​​في حيفا وأشدود، والتي تتعامل مع كل تجارة إسرائيل تقريبا. ولكن إيلات، الواقع بالقرب من نقطة الوصول الساحلية الوحيدة للأردن في العقبة، يوفر لإسرائيل بوابة إلى الشرق دون الحاجة إلى التنقل عبر قناة السويس.

ويُعتبر قطاع السيارات الأكثر تأثراً بأزمة ميناء إيلات، فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، انخفضت حركة السفن إلى ميناء إيلات. وبحسب البيانات التي قدمتها إدارة ميناء إيلات لـ"كالكاليست" في مايو/ أيار من العام الماضي، إن آخر دخول لسفينة تحمل مركبات (سفينة غالنوا) كان في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، قُدر عدد السيارات في ميناء إيلات والمناطق المحيطة بها بنحو 60 ألف سيارة. وفي منتصف إبريل/ نيسان من 2023 وصل عددها إلى حوالي 10 آلاف، وجرى تخزينها بشكل رئيسي في المناطق المحيطة بإيلات. وبحسب مصادر "كالكاليست" في صناعة السيارات، فإنه بحلول نهاية مايو/ أيار 2023 جرى نقل جميع السيارات من الميناء.

بحسب بيانات هيئة الشحن الإسرائيلية حتى اندلاع الحرب وبدء استهداف السفن، كان ميناء إيلات يستقبل معظم واردات المركبات. وفي عام 2023، جرى استيراد 149.5 ألف سيارة إلى إسرائيل عبر الميناء، مقارنة بـ 114 ألف سيارة مستوردة عبر ميناء أشدود، و81.2 ألف سيارة تصل عبر ميناء حيفا.

لا نشاط ولا إيرادات

وتمت خصخصة ميناء إيلات في عام 2013، وتم شراؤه مقابل 122 مليون شيكل في اتفاقية تستمر حتى عام 2028 مع خيار التمديد لمدة 10 سنوات أخرى.

في اجتماع مع لجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست في 7 يوليو/تموز، قال الرئيس التنفيذي للميناء جدعون غولبر إنه لم يكن هناك أي نشاط في الميناء لمدة ثمانية أشهر ولم ترد أي إيرادات منه.

وفي حديث مع موقع كالكاليست الإسرائيلي في نهاية العام الماضي، قال غولبر إنه في أعقاب الأزمة المتصاعدة، ستطالب إدارة الميناء "الدولة" بتعويضات عن فقدان بعض الإيرادات.

ولفت إلى أن السفن تخشى المرور في مضيق باب المندب في طريقها إلى ميناء إيلات، لذلك تتوجه إلى طريق يتجاوز القارة الأفريقية بأكملها بشكل يزيد من مدة الرحلة البحرية بحوالي 20 يومًا. وهكذا تدخل السفن البحر الأبيض المتوسط ​​عبر مضيق جبل طارق ومن هناك تواصل إبحارها إلى موانئ حيفا وأشدود، حيث لا فائدة من مرورها عبر قناة السويس إلى ميناء إيلات.

وعلى نطاق أوسع، أدت عمليات الحوثيين إلى تحويل مئات السفن كل أسبوع إلى رحلة أطول بكثير، حوالي 4000 ميل أطول، مما أدى إلى زيادة تكاليف الوقود والشحن وارتفاع كلفة المخاطر.

تسريح العمال

وشكلت الولايات المتحدة تحالفا دوليا من القوى البحرية لتوفير الحماية للسفن في البحر الأحمر. كما بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضرب أهداف للحوثيين في اليمن في يناير/كانون الثاني، ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال الحوثيون يشنون هجمات كبيرة.

ومر ميناء إيلات في العديد من الأزمات مع بدء الإبادة الجماعية في غزة، واستهداف الحوثيين للسفن المتجهة إلى إسرائيل أو المتعاملة معها. وفي مارس/ آذار الماضي، قالت نقابة العمال الرئيسية في إسرائيل وفق "ذا تايمز أوف إسرائيل" إن نصف العاملين في ميناء إيلات معرضون لخطر فقدان وظائفهم بعدما تعرض الميناء البحري الجنوبي لضربة مالية كبيرة بسبب الأزمة في ممرات الشحن في البحر الأحمر.

قالت نقابة عمال الهستدروت، المنظمة التي تضم مئات الآلاف من العاملين في القطاع العام، إن إدارة الميناء أعلنت أنها تنوي فصل نصف موظفي ميناء إيلات البالغ عددهم 120 موظفا.

وفي ديسمبر/كانون الأول، قال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات لـ"رويترز" إن النشاط انخفض بنسبة 85% منذ بدأ الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. وقال في ذلك الوقت إنهم قد يضطرون إلى تسريح العمال إذا استمرت الأزمة.

المساهمون