استمع إلى الملخص
- **أزمة الكهرباء وتدخل الجزائر**: أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انقطاع الكهرباء بسبب نفاد الوقود، وتدخلت الجزائر لتزويد لبنان بالنفط. وأكد وزير الطاقة على البيروقراطية التي تعرقل الحلول السريعة.
- **تحسينات مرتقبة وزيادة في التغذية**: أشار وزير الطاقة إلى تأمين 200 ميغاوات من الديزل وزيادة التغذية تدريجياً إلى 1000 ميغاوات بالتعاون مع العراق والجزائر، مع تحسن جذري متوقع الأسبوع المقبل.
طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال إجراء تحقيق فوري بموضوع الانقطاع الكلي لتيار كهرباء لبنان مع الأشخاص المعنيين بالملف من دون استثناء وذلك في سبيل ترتيب المسؤوليات القانونية بناءً على النتائج. وذكر ميقاتي في كتابه الموزّع اليوم الاثنين، أن "تقصيراً ظهر بعدم دعوة مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان للانعقاد أدى إلى وقوع أزمة كان من الممكن تفاديها ما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها منعاً لتكرارها بعد أن وضعت الحكومة مسألة الكهرباء من أولويات خطة الطوارئ لديها"، لافتاً إلى أن مجلس إدارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام لا بل بسبب قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أي من أعضاء المجلس بالصلاحيات ولا سيما المالية منها.
وقال إنه "رغم الحالة الطارئة والخطيرة، ورغم تجاوب مجلس الوزراء مع طلبات وزارة الطاقة والمؤسسة، لم يبادر مجلس إدارة المؤسسة إلى القيام بواجباته ولم يجتمع لاتخاذ القرارات اللازمة بغياب أي دعوة من رئيسه حتى تاريخ يوم أمس الأحد، وذلك بعد أن حصلت العتمة الكاملة وانفصلت الشبكة عن الخدمة ووقعت الأضرار التي كنا نسعى جاهدين لتفاديها".
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان أعلنت، أول من أمس السبت، انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، بما فيها مطار ومرفأ العاصمة بيروت والسجون ومرافق الصرف الصحي وضخ مياه الشرب، وذلك بعد أن خرجت آخر مجموعة وحدات إنتاجية معمل الزهراني، عن الخدمة من جرّاء نفاد الوقود المشغل لها، ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً لجميع الأراضي اللبنانية.
وتطلّ أزمة كهرباء لبنان برأسها من فترة إلى أُخرى برغم الزيادة الكبيرة التي طرأت على التعرفة، في ظل مشكلة السيولة التي تفاقمت إبان بدء الأزمة الاقتصادية أواخر عام 2019، ما جعل المواطنين والقطاعات والمؤسسات والشركات يعتمدون أساساً على المولدات الخاصة والطاقة الشمسية، الأمر الذي كان يغنيهم عن "كهرباء الدولة" التي بالكاد تتوفر ساعتين أو ثلاثاً في اليوم.
وفيما فشلت الجهات المعنية في إيجاد الحلول السريعة في قطاعٍ يُعدّ الأكثر فساداً وهدراً في البلاد، تدخلت الجزائر بتوجيه من رئيسها عبد المجيد تَبُّون لتزويد لبنان فوراً بكميات من النفط "لمساعدته على تجاوز الأزمة الحالية".
في السياق، اجتمع ميقاتي اليوم الاثنين، مع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الذي وضعه في صورة آخر التطورات الخاصة بأزمة الكهرباء.
وقال فياض "استطعنا تأمين الديزل من منشآت النفط، حيث كان هناك بعض العرقلة الإدارية بسبب عدم وجود صلاحية لاتخاذ القرار"، لافتاً إلى أنّ "آليات اتخاذ القرارات فيها الكثير من البيروقراطية مما يؤخر العمل كثيراً، وقد ظهر الأمر في الأزمة التي مررنا بها، وكان بالإمكان تفاديها لو تم اتخاذ الديزل الموجود في المنشآت بفتحة الحنفية، خصوصاً أنني كنت اقترحت طريقتين مختلفتين لتزويد المعامل بالديزل الأولى عبر الجيش والمخزون الموجود لديه والثانية عبر المنشآت كإعارة وتعددت الآليات الإدارية ولكن الهدف كان واحداً".
وأشار فياض إلى أنه "في موضوع تجديد الالتزام العراقي، فإن العراق قيادة وشعباً يؤكد وقوفه إلى جانب لبنان وإعادة التزامه بتزويد لبنان بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك التزامه بزيادة الكميات خلال هذا الشهر ليصبح 125 ألف طن بدلاً من 100 ألف طن ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الحالي. كذلك نحن بصدد تنفيذ اتفاقية تبادل "كرود أويل" من العراق والتي من خلالها سنتحصل على زيادة الكمية والعراق أكد التزامه بذلك".
وتابع أن "ما حصل معنا استراتيجياً خلال هذه الازمة منبثق عن اعتمادنا على مصدر واحد، بينما الاتكال على عدة مصادر هو الأفضل، ولدينا استعداد منذ فترة للاستحصال على "سبوت كارغو" وتحدثنا في السابق أن العراقيين قد ينزعجون من هذا الموضوع، وكان مدير عام الكهرباء طلب تغطية من الرئيس ميقاتي بقرار خطي ولكن على العكس من ذلك كي يكون لدينا مصدر آخر لاستيراد الفيول حتى لا نقع بالعتمة، علماً أننا أجرينا المناقصة في يونيو/حزيران وتم تلزيمها مؤقتاً في أوائل يوليو/تموز، وانتظرنا أكثر من عشرة أيام للتلزيم النهائي كي تكون شركة الكهرباء مستعدة لاستلام البضاعة ولكنها ربطت قرارها بمجلس الوزراء أو بقرار مكتوب من الحكومة مما أدى إلى تأخر الموضوع".
وأردف فياض "المهم اليوم هو بروز دور الجزائر في معركة الصمود وأصدقاء لبنان يبرزون اليوم حيث تبين أن العراق والجزائر نستطيع الاتكال عليهما، وبالتالي نحن نتفق مع الجزائريين على ضوابط ومعايير هذه الهبة أي الكمية والنوعية، فنحن الآن بحاجة إلى نوعين من ناحية الغاز أويل لدير عمار والزهراني، ومن ناحية ثانية نحن بحاجة إلى الفيول أويل "غريد ب" لمعملي الزوق والجية".
كذلك، أوضح فياض أنه "بالنسبة لإعادة التغذية للكهرباء بشكل متدرج، فاليوم لدينا 200 ميغاوات من مخزون الديزل الذي تم أخذه من المنشآت بطريقة الإعارة وهذا سيستمر معنا حتى نهاية الأسبوع، وإذا كان هناك حاجة إلى أكثر من ذلك فيمكن عندها فتح الحنفية، وشركة الكهرباء يمكنها إعادة هذه الكميات، ومن المتوقع أن يكون تم فتح الاعتماد من قبل مصرف لبنان ومن شركة كهرباء لبنان وبالتالي ليست هناك أي عوائق ويمكن تعبئة سبوت كارغو التي سيتم تعبئتها في مصر ستكون متوفرة في 26 أغسطس/آب بلبنان، وعندها ترتفع التغذية تدريجياً إلى 600 ميغاوات، وهذا ما كان متوفراً لدينا في السابق في ظل استقرار الطاقة النسبي أي بحدود خمس إلى ست ساعات".
ولفت إلى أن "التحسن سيكون جذرياً ابتداء من أول الأسبوع المقبل بالإضافة إلى ذلك قريباً وفي فصل الخريف وما يتعلق بمعملي الزوق والجية اللذين يستطيعان تأمين 200 ميغاوات سيتم تشغيلهما بحسب قرار مجلس الإدارة الذي وافقنا عليه والذي تأخر".
ولفت إلى أنه "يمكن لهذين المعملين أن يعطيا كهرباء بكمية 200 ميغاوات زيادة عن 600 وعندها يمكننا أن نصل إلى 800 ميغاوت، أما بالنسبة للمجموعة الرابعة في دير عمار وفي الزهراني يمكن أن تزيد هذه المجموعة 200 ميغاوات لنصل إلى 1000 ميغاوات إذا تم تزويدها بالفيول، وهذا هو طموحنا من الأساس، ونتمنى أن يزيد التعاون لصالح تحقيق الأهداف وهي زيادة التغذية واستمراريتها وتنويع المصادر".