موسكو تحذّر واشنطن من عرقلة تشغيل خط الغاز الروسي "نورد ستريم 2"

29 نوفمبر 2021
"غازبروم" أعلنت أرباحاً قياسية بلغت 7.8 مليارات دولار في الفصل الثالث (فرانس برس)
+ الخط -

في جولة جديدة من فصول المواجهة الروسية- الأميركية من باب قطاع الطاقة الاستراتيجي، حذر الكرملين، يوم الاثنين، واشنطن من مغبة ممارسة الضغوط على أحد بشأن المصادقة على خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، وذلك بعدما فرضت عقوبات الثلاثاء الماضي ضد سفينتين روسيتين، وشركة واحدة على صلة بروسيا التي تشارك في تنفيذه.

ويأتي التحذير الروسي فيما ينتظر خط الأنابيب، الذي اكتمل تشييده مؤخرا، موافقة الهيئة التنظيمية في ألمانيا، قبل أن تتمكن روسيا من البدء في تصدير الغاز الطبيعي من خلاله، علما أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تعارض الخط الذي يلتف حول أوكرانيا، والمصمم لنقل الغاز مباشرة إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق.

وتعتقد الأطراف المناوئة لتشغيل الخط بأنه سيجعل أوروبا معتمدة بشدة على الغاز الروسي، لكن حكومات أوروبية أخرى تقول إن خط الأنابيب حيوي لتأمين إمدادات الطاقة.

والثلاثاء الماضي، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن الوزارة قدمت تقريرا للكونغرس ضمن قانون "حماية أمن الطاقة لأوروبا لعام 2019"، لافتة إلى أن التقرير يتضمن سفينتين وكيانا روسيا.

وأوضحت الوزارة أن العقوبات ستفرض على شركة "ترانسادريا ليميتد" الروسية وسفينة تابعة لها باسم "مارلين"، لضلوعها بعمليات مرتبطة بالخط الروسي، مؤكدة أن التقرير يتماشى مع المعارضة الأميركية المتواصلة للخط والتزامها بقانون حماية أمن الطاقة لأوروبا.

وشددت الخارجية على أن الإدارة الأميركية تواصل العمل مع ألمانيا والحلفاء الآخرين والشركاء لـ"تقليل المخاطر التي يشكلها خط الأنابيب لأوكرانيا وجبهة "الناتو" ودول الاتحاد الأوروبي".

وكانت الوكالة الفيدرالية الألمانية لتنظيم قطاع الطاقة قد أعلنت، هذا الشهر، أنها علقت بصورة مؤقتة آلية الترخيص لخط أنابيب الغاز المثير للجدل بين روسيا وألمانيا، مبررة ذلك بعقبة قانونية.

وكان "نورد ستريم 2" على مدى سنوات موضع خلاف بين واشنطن وبرلين، المستفيد الرئيسي من المشروع، كما بين الأوروبيين أنفسهم، وبين روسيا وأوكرانيا. وقد تعرض لانتقادات شديدة من واشنطن وبعض دول أوروبا الشرقية، التي ترى أنه سيجعل أوروبا أكثر اعتمادا على إمدادات الطاقة الروسية.

أرباح قياسية لشركة "غازبروم"

إلى ذلك، أعلن مسؤول في شركة "غازبروم" الروسية، يوم الاثنين، أن عملاق الغاز الروسي يتوقع أن يسجل أرباحا قياسية هذا العام وسط توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الغاز في سوقه الرئيسي في أوروبا حتى نهاية العام.

ونقلت "رويترز" عن "غازبروم" إعلانها في وقت سابق عن أرباح فصلية قياسية بلغت 581.8 مليار روبل (7.8 مليارات دولار) للربع الثالث، مما يعكس أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة، وقالت إنها تتوقع أرباحا أعلى في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

كما تتوقع "غازبروم" أن أسعار الغاز في أوروبا العام المقبل لن تكون أقل من مستويات 2021، مشيرة إلى أن متوسط سعر الغاز في أوروبا يبلغ 550 دولارا للألف متر مكعب في الربع الرابع، وأن الشركة ستواصل إعادة ملء مستودعات التخزين في المنطقة حتى نهاية العام، لأنها تبلغ الآن 75.25 مليار متر مكعب، وهو أقل من متوسط ست سنوات البالغ 90.73 مليار متر مكعب.

تحذير من إنهاء تمويل الغاز

على صعيد متصل، قال الرئيس السنغالي ماكي سال، في افتتاح قمة الصين-أفريقيا في داكار يوم الاثنين، إن خطط بعض الدول لإنهاء تمويل استكشاف الغاز الطبيعي سيوجه ضربة "مميتة" لبعض الاقتصادات الناشئة في أفريقيا.

وأبلغ سال القمة: "بعد أيام قليلة من نهاية كوب26، يجب علي أيضا أن ألفت الانتباه إلى القرار الذي اتخذته بعض الدول لوقف التمويل الأجنبي للوقود الأحفوري، بما في ذلك قطاع الغاز، حتى مع استمرار استخدام مصادر أخرى للطاقة أكثر تلويثا للبيئة"، مشيرا إلى مؤتمر المناخ الدولي الذي عقد هذا الشهر في غلاسكو.

وفي الوقت الذي تستعد فيه بضع دول أفريقية لاستغلال مواردها الكبيرة من الغاز، قال سال إن "إنهاء التمويل لقطاع الغاز، تحت ذريعة أنه مصدر للطاقة الأحفورية، سيكون له تكلفة مميتة لاقتصاداتنا الناشئة"، وحث الدول الأفريقية على العمل معا للحفاظ على التمويل للغاز كمصدر انتقالي للطاقة، قائلا إن وقف التمويل سيزيد من الغبن المتعلق بالمناخ الذي تعانيه أفريقيا بالفعل.