موسكو: الصناعات الأوروبية تضررت بتراجع وارداتها من النفط الروسي

موسكو: الصناعات الأوروبية تضررت بتراجع وارداتها من النفط الروسي

12 فبراير 2024
أوقفت بلدان الاتحاد الأوروبي معظم عمليات الشراء المرتبطة بالطاقة من روسيا (فرانس برس)
+ الخط -

قال الممثل الدائم بالإنابة لروسيا الاتحادية لدى الاتحاد الأوروبي كيريل لوغفينوف اليوم الاثنين، إن رفض دول الاتحاد الأوروبي موارد الطاقة والنفط الروسي كان له الأثر السلبي الأكبر على القطاع الصناعي الأوروبي، الذي فقد كل القدرة التنافسية العالمية. 

وأضاف لوغفينوف في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي، في تقرير أن " القطاع الصناعي في الاتحاد الأوروبي وجد نفسه في أصعب الوضع، وخاصة الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة".

وانخفض إجمالي الإنتاج الصناعي في الاتحاد الأوروبي في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى نوفمبر 2023، بنسبة 5.8%، بحسب الوكالة.  وأوضح الدبلوماسي الروسي أن زيادة تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الطاقة قوضت بشكل خطير القدرة التنافسية العالمية للصناعة الأوروبية، مما أدى إلى انخفاض الطلب على المنتجات المصنعة في أوروبا، ونقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة وإغلاق الشركات الفردية.  

وأوقفت بلدان الاتحاد الأوروبي معظم عمليات الشراء المرتبطة بالطاقة من روسيا للضغط اقتصادياً على موسكو بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا. 

وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

وتعد صادرات الطاقة مصدراً رئيسياً للإيرادات بالنسبة لموازنة روسيا، وارتفعت عائدات روسيا من النفط والغاز في يناير/كانون الثاني 2024 رغم العقوبات الغربية إلى 675 مليار روبل (نحو 7.5 مليارات دولار) مقابل 426 مليار روبل في يناير 2023، وبزيادة 58.7%، وفقاً لأرقام وزارة المالية الصادرة الأربعاء الماضي.

تراجع التبادل التجاري الروسي الأوروبي 

وانخفض حجم التجارة الروسية مع الاتحاد الأوروبي خلال 11 شهراً من عام 2023 وفقاً للدبلوماسي الروسي، بنسبة 66.1% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وذلك من 243.5 مليار يورو إلى 82.5 مليار يورو". 

وبلغت واردات الاتحاد الأوروبي من المنتجات الروسية 46.9 مليار يورو بانخفاض قدره 75.6%، وانخفضت صادرات السلع من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا إلى 35.6 مليار يورو، بانخفاض قدره 30.3%.

في السياق، قالت هيئة الجمارك الروسية اليوم إن الصادرات الروسية لأوروبا تراجعت بأكثر من الثلثين في 2023 بأكمله مع خفض الاتحاد الأوروبي بشكل كبير عمليات شراء النفط والغاز الروسيين.

وأضافت الهيئة، أن قيمة السلع التي يتم شراؤها من آسيا واصلت الازدياد فارتفعت بنسبة 29.2 % إلى 187.5 مليار دولار، بينما ارتفعت الصادرات إليها بنسبة 5.6 % إلى 306.6 مليار دولار.

وبلغت قيمة التبادل التجاري الثنائي بين روسيا والصين في العام 2023 نحو 240 مليار دولار، وفقاً لأرقام صينية رسمية. 

وأفاد البنك المركزي الروسي الأسبوع الماضي بأن أرصدة اليوان الصيني في حسابات روسيا المصرفية تجاوزت تلك التي بالدولار الأميركي لأول مرة على الإطلاق، مع تبني النظام المالي الروسي العملة الصينية في مواجهة العقوبات المرتبطة بإمكانية وصولها إلى الدولار. 

وبلغت قيمة الفائض التجاري الروسي 140 مليار دولار عام 2023، بانخفاض نسبته 58.5 % عام 2022 والذي أدى إلى تحقيق موسكو إيرادات كبيرة من الطاقة بعد ارتفاع أسعار النفط والغاز.

وسبق أن صرحت الحكومة الروسية أكثر من مرة بأن الغرب ارتكب خطأ فادحاً برفضه شراء المحروقات من روسيا، وسيقع في تبعية جديدة أقوى بسبب ارتفاع الأسعار. 

وذكرت موسكو أن أولئك الذين رفضوا سيستمرون في شراء النفط والغاز الروسيين ولكن بسعر أعلى من خلال وسطاء. وأكدت أن البلاد ستتعامل مع ضغوط العقوبات التي بدأ الغرب يمارسها على روسيا منذ عدة سنوات وما زالت تتزايد، وأشارت موسكو في بيانات رسمية سابقة إلى أن الغرب يفتقر إلى الشجاعة للاعتراف بفشل العقوبات ضد روسيا الاتحادية.

في وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن سياسة احتواء روسيا وإضعافها هي استراتيجية طويلة المدى للغرب، وإن العقوبات وجهت ضربة خطيرة إلى الاقتصاد العالمي كله. 

المساهمون