استأنفت واشنطن ضغوطها على الاقتصاد الروسي، اليوم الثلاثاء، بسلسلة عقوبات واتهامات جرفت أكثر من 100 فرد وكيان مع حظر الواردات الجديدة من الذهب، تلازماً مع إضافة 36 شركة إلى القائمة السوداء التجارية، واتهام شركات صينية وغيرها بدعم الجيش الروسي انطلاقاً من الإمارات.
فقد أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن أنها أضافت 36 شركة إلى القائمة السوداء التجارية، متهمة شركات صينية مستهدفة بتقديم الدعم للقاعدة الصناعية العسكرية والدفاعية الروسية في أعقاب غزو موسكو أوكرانيا.
وتشمل الأهداف أيضاً شركات من روسيا والإمارات وليتوانيا وباكستان وسنغافورة والمملكة المتحدة وأوزبكستان وفيتنام، لبيانات السجل الفيدرالي.
عملياً، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان وحظرت الواردات الجديدة من الذهب الروسي، مما يزيد الضغط على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا وذلك تماشياً مع الالتزامات التي تعهدت بها مجموعة السبع هذا الأسبوع.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أنها فرضت عقوبات على 70 كياناً، قالت إنّ العديد منها ضرورية لقاعدة صناعة الدفاع الروسية، بالإضافة إلى 29 شخصاً في محاولة لإعاقة قدرة روسيا على تطوير ونشر الأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة في غزوها لأوكرانيا، حسب ما نقلت رويترز.
وزيرة الخزانة جانيت يلين قالت في البيان: "استهداف صناعة الدفاع الروسية سيقلل من قدرات الرئيس فلاديمير بوتين، ويزيد من إعاقة حربه على أوكرانيا، التي تعاني بالفعل ضعف الروح المعنوية وانهيار سلاسل التوريد والفشل اللوجيستي".
وشملت قرارات اليوم عقوبات جديدة على شركة "روستيخ"، شركة الفضاء والدفاع الروسية الحكومية. وقالت وزارة الخزانة: "ينضوي تحت إدارة روستيخ أكثر من 800 كيان عبر مجموعة واسعة من القطاعات"، مضيفة أنه تم حظر جميع الكيانات المملوكة لروستيخ بنسبة 50% أو أكثر، بشكل مباشر أو غير مباشر.
كما فُرضت عقوبات على شركة "يونايتد إيركرافت"، الشركة المصنعة للطائرات المقاتلة الروسية "ميغ" و"سوخوي"، وهي طائرات تملكها أيضاً دول حليفة للولايات المتحدة منها أعضاء في حلف شمال الأطلسي، والتي تملك "روستيخ" النسبة الكبرى فيها.
وقالت وزارة الخزانة إنّ العقوبات تهدف إلى "إضعاف قدرة روسيا على مواصلة هجومها الجوي على أوكرانيا".
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة "توبوليف" المصنعة للقاذفات الاستراتيجية الروسية وطائرات النقل. وحظرت أيضاً استيراد الذهب من منشأ روسي باستثناء الذهب الذي كان موجوداً خارج روسيا قبل اليوم الثلاثاء، ليستهدف أكبر الصادرات غير المتعلقة بالطاقة في روسيا.
والذهب من الأصول الحيوية للبنك المركزي الروسي، الذي يواجه قيوداً على الوصول إلى بعض أصوله الموجودة في الخارج بسبب العقوبات الغربية. وتنتج روسيا نحو 10% من الذهب المستخرج من المناجم على مستوى العالم سنويا.
وقالت وزارة الخزانة إنّ وزارة الخارجية فرضت اليوم أيضاً عقوبات على 45 كياناً و29 شخصاً، بما شمل وحدات عسكرية روسية وجهاز الأمن الاتحادي الروسي. كما سيخضع أكثر من 500 ضابط عسكري روسي لقيود على التأشيرات، إلى جانب مسؤولين آخرين.
أعلى مستوى للروبل منذ مايو 2015
في سوق العملات، سجل الروبل الروسي مستوى مرتفعاً جديداً في أكثر من 7 أعوام، اليوم الثلاثاء، مع حصوله على دعم من قيود على تحركات رؤوس الأموال ومدفوعات ضرائب في نهاية الشهر وهو ما غطى على تأثير بيانات غربية بأنّ روسيا تخلفت عن سداد مدفوعات سندات دولية.
وأصبح الروبل العملة الأفضل أداء في العالم هذا العام بدعم من إجراءات طارئة اتخذتها السلطات لحماية النظام المالي في روسيا من العقوبات الغربية بعد أن أرسلت موسكو عشرات الآلاف من جنودها إلى أوكرانيا.
وبحسب بيانات رويترز، عند أعلى مستوى في الجلسة، سجل الروبل 50.61 مقابل الدولار في سوق موسكو للمرة الأولى منذ أواخر مايو/أيار 2015. وقفز إلى 54.4 أمام اليورو، وهو أعلى مستوى منذ إبريل/نيسان 2015.
وعند الساعة 16:10 بتوقيت غرينتش، كان الروبل مرتفعاً حوالي 3% عند 51.88 مقابل العملة الخضراء وأكثر من 2.5% أمام اليورو عند 54.677.