موجة جليد قاسية تهدد مخزونات الغاز الأوروبية وترفع الأسعار

توقعت نشرة "ناتشرال غاز إنتيليجنس" العالمية ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي خلال الشهر الجاري، بسبب موجة الجليد القاسية التي ضربت القارة الأوروبية وسط مخاوف من تناقص مستوى مخزونات الغاز الأرضية بدول الاتحاد الأوروبي.
وحسب النشرة، فقد انخفضت مخزونات الغاز تحت الأرض بشكل طفيف في أوروبا من حوالي 94% إلى 91% من السعة القصوى. كما تم سحب مخزونات التخزين العائمة في البحر، مما أدى إلى انخفاض أسعار الشحن مع تحرير المزيد من السفن.

ومن بين العوامل غير المؤاتية في سوق الطاقة الأوروبي خلال الشتاء الجاري التوليد المحدود للطاقة النووية، كما ظل كذلك توليد طاقة الرياح ضعيفًا خلال الصيف الماضي بسبب الظروف المناخية.

وتراجعت أسعار الشحن الفورية في حوض المحيط الأطلسي مما يقرب من 500 ألف دولار يومياً الشهر الماضي إلى 228.5 ألف دولار يوم الثلاثاء، وفقًا لبيانات شركة "سبارك كوميدتيز" الأوروبية.

ولكن رغم موجة البرد التي من المتوقع أن ترفع الطلب على الغاز الطبيعي، هنالك عوامل تدعم وفرة الغاز الطبيعي خلال الشتاء الجاري بالقارة الأوروبية أهمها توريد الغاز الطبيعي المسال القوي، حيث تجذب أسعار الطاقة المرتفعة في أوروبا الشركات العالمية لتفضيل السوق الأوروبي على الأسواق الأخرى.

طاقة

التحديثات الحية

خلاف أوروبي مستعر حيال السقف المحتمل لأسعار الغاز

في السياق، قال محلل الطاقة بشركة "رايستاد أنيرجي" النرويجية، فابيان رونينجين، في مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء، إن واردات الغاز الطبيعي المسال ظلت قوية في أوروبا، موضحاً أن استهلاك الغاز في القارة انخفض بنسبة تصل إلى 25% سنويًا بسبب ارتفاع الأسعار.

وكانت المفوضية الأوروبية قد طلبت من جميع دول الاتحاد خفض استهلاك الغاز بنسبة 15% خلال العام الجاري. 

وتتركز مخاوف نقص الغاز في أوروبا على دول الاستهلاك الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا.

وتشير بيانات "ناتشرال غاز إنتيليجنس"، إلى أن ألمانيا تستعد لاستلام شحنات مستوردة من الغاز الطبيعي المسال الأسبوع المقبل. كما ستبقي سفناً كوحدات تخزين عائمة لإعادة تحويل الغاز المسال إلى بخار.

وحتى الآن، قفزت الواردات الأوروبية من الغاز المسال بنسبة 10% شهرياً إلى 10.6 ملايين طن في نوفمبر/تشرين الثاني وكانت قريبة من الأرقام القياسية التي تم تسجيلها في وقت سابق من هذا العام، وفقاً لما ذكرته شركة TPH.

كما أظهرت بيانات شركة كيبلر الأميركية أن واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية بلغت 12.04 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو رقم قياسي لهذا العام.

موقف

التحديثات الحية

أوروبا القلقة تتألم بشدة

وأدى الطلب القوي المدفوع بالطقس في أوروبا إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا خلال الأسبوع الماضي، إلى 30 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وشهدت تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية ازدهاراً إذ بلغت 34 مليون طن في نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفاعاً من 31.4 مليون طن في نفس الشهر من العام الماضي. كما ارتفعت الواردات الآسيوية بنسبة 1.1 مليون طن شهرياً، مع تحرك الصين واليابان لتأمين الإمدادات لفصل الشتاء.