موازنة العراق رهينة أسعار النفط ومخصصات الرواتب تفوق 58 مليار دولار

12 يونيو 2023
يقدر عجز الميزانية بنحو 64.36 تريليون دينار عراقي (الأناضول)
+ الخط -

صوت البرلمان العراقي، فجر اليوم الاثنين، على موازنة قياسية، في الوقت الذي حذر فيه خبراء من تداعيات رهن الموازنة بالنفط الذي يمثل نحو 90% من إيراداتها والنفقات المرتفعة خاصة في بند الأجور والرواتب.

وقال محمد نوري، عضو اللجنة المالية بالبرلمان، لوكالة "رويترز" قبيل الجلسة، إنه تمت إضافة أكثر من مليون عامل جديد، بما في ذلك المتعاقدون والموظفون اليوميون والموظفون العاملون بدوام كامل.

بينما قدر أحمد الطبقجلي، الزميل الزائر في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، عدد الموظفين الجدد بنحو 600 ألف، وهو ما قال إنه سيرفع الكلفة الإجمالية للأجور العامة ومعاشات التقاعد إلى أكثر من 58 مليار دولار (76 تريليون دينار).

وقال "كلما زدت هذا النوع من الإنفاق، زادت نقاط ضعفك. يجب أن يرتفع سعر النفط أكثر فأكثر فقط للحفاظ على الإنفاق... وسيؤدي إلى المزيد والمزيد من الاقتراض".

وتحدد الميزانية سعر الصرف لإيرادات النفط بالدولار الأميركي عند 1300 دينار مقابل الدولار. وسيظل هذا ساريا حتى 2025، لكنه سيكون قابلا للتعديل، ويشمل سعر النفط الذي يستخدمه العراق في ظل اعتماده الكامل تقريبا على إيرادات النفط.

وتضيف الميزانية أكثر من نصف مليون وظيفة جديدة للقطاع العام، وهو ما يتعارض مع توصيات العديد من المراقبين الذين يقولون إن على العراق تشديد السياسة المالية.

وقال صندوق النقد الدولي في مذكرة بتاريخ 31 مايو/أيار إن زيادة فاتورة رواتب القطاع العام ستساهم في تصاعد العجز والضغط المالي، ما لم تحدث زيادة كبيرة في أسعار النفط.

ولتحقيق التعادل، ذكر الصندوق أن العراق طلب سعرا للنفط يبلغ 96 دولارا للبرميل، بينما بلغ متوسط ​​السعر 71.3 دولارا للبرميل في مايو.

وقال صندوق النقد الدولي "هناك حاجة إلى سياسة مالية أكثر صرامة لتعزيز المرونة وتقليل اعتماد الحكومة على عائدات النفط مع حماية احتياجات الإنفاق الاجتماعي الهامة".

فقد وافق البرلمان العراقي على ميزانية 2023 وتبلغ 198.9 تريليون دينار (153 مليار دولار)، تشمل إنفاقا قياسيا على فاتورة أجور حكومية متزايدة ومشروعات تنمية تهدف لتحسين الخدمات وإعادة بناء البنية التحتية التي دمرها الإهمال والحرب.

ووفقا لمشرعين ووثيقة ميزانية يقدر عجز الميزانية بنحو 64.36 تريليون دينار عراقي، وهو مستوى مرتفع على نحو قياسي ويبلغ أكثر من مثلي آخر عجز ميزانية مسجل في 2021.

وقال مشرعون إن الميزانية تستند إلى سعر نفط 70 دولارا للبرميل وتوقعات بتصدير 3.5 ملايين برميل نفط يوميا، منها 400 ألف برميل يوميا من إقليم كردستان.

ومن المفترض أن يتم اعتماد ميزانية العراق قبل بداية السنة التي تغطيها، لكنها تتأخر في كثير من الأحيان أو لا يتم تمريرها على الإطلاق بسبب عدم الاستقرار والخلافات السياسية.

وتتخذ الميزانية خطوات لمعالجة الخلافات طويلة الأمد بين العراق وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، إذ من المقرر إيداع عائدات النفط في حساب يشرف عليه البنك المركزي العراقي.

ولم يكن لبغداد في السابق أي رأي في إنفاق كردستان لعائدات النفط، إذ كان الإقليم يصدر النفط الخام من جانب واحد عبر تركيا على الرغم من اعتراضات بغداد.

لكن المسؤولين الأكراد أجبروا على التفاوض مع بغداد بعدما أوقفت تركيا صادرات الخام في إبريل/ نيسان عندما قضى حكم تحكيم دولي بأنها غير قانونية.

وبموجب اتفاق أبرم بين بغداد وأربيل في إبريل/نيسان، ستكون لشركة تسويق النفط العراقي الحكومية (سومو) سلطة تسويق وتصدير النفط الخام الذي تنتجه حقول يسيطر عليها إقليم كردستان.

ولم تستأنف تدفقات النفط على الرغم من أن بغداد طلبت ذلك من أنقرة في 11 مايو. 

(سعر الدولار في الميزانية = 1300 دينار عراقي)

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون