مهرجانات الشتاء وجهات سياحية للترفيه والرياضة وتذوق المأكولات

27 نوفمبر 2024
مهرجان هاربين الدولي للجليد والثلج في الصين، 5 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تلعب المهرجانات الشتوية دورًا حيويًا في تنويع الاقتصاد وزيادة الإيرادات من خلال جذب السياح وتشغيل اليد العاملة، مثل مهرجان هاربين في الصين الذي يحقق مليارات الدولارات.

- تستضيف السعودية وقطر مهرجانات ثقافية وترفيهية مثل مهرجان طنطورة وكرنفال كتارا، مما يعزز التراث المحلي ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم بتجارب متنوعة.

- تعتبر تركيا والصين وجهات شتوية مميزة بفضل مهرجاناتها الثقافية والثلجية، حيث يجذب مهرجان هاربين الدولي ملايين السياح بمنحوتاته الجليدية وعروضه الليلية.

باتت مهرجانات الشتاء سمة أساسية في استراتيجيات الدول لتنويع اقتصاداتهم وجذب الإيرادات المالية وتنمية الاقتصاد وتشغيل اليد العاملة، ومع مرور السنوات، تستقطب المهرجانات الشتوية التي تتضمن الكثير من الفاعليات والأنشطة الترفيهية كبار نجوم الفن، الكتاب، الرياضيين، حتى إن جزءاً كبيراً من السياح يخصصون ميزانية لزيارة دول تحتضن مثل هذه المهرجانات.

سياحة باردة

بالأرقام، باتت المهرجانات الشتوية فرصة مهمة لزيادة إيرادات الدولة، فعلى سبيل المثال، يعتبر مهرجان هاربين الصيني مورداً مهماً لضخ مليارات الدولارات في خزينة الدولة، بحسب بيانات رسمية صينية، فإنه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 إلى فبراير/ شباط 2024، زار أكثر من 87 مليون سائح هاربين، مما أدى إلى توليد حوالي 124 مليار يوان (17.3 مليار دولار) في الإيرادات.

وتجذب مهرجانات الشتاء المتخصصة بالسياحة العلاجية، وتحديداً في دول أوروبا، أكثر من 100 مليون زائر، بمعدل إنفاق يفوق العشرة مليارات دولار. فإن كنتم تبحثون عن فرصة استثنائية للاستمتاع بأجمل مهرجانات الشتاء، فإن هذه القائمة ستنال أعجابكم، وستكون وجهتكم التالية.

مهرجانات طنطورة

تحتفل الكثير من المدن السعودية بقدوم فصل الشتاء عبر مهرجانات ثقافية وفنية متنوعة، إلّا أنّ مكانة مهرجات طنطورة في المدينة العلا، له طابعه الخاص لدى السعوديين، والعرب، وحتى السياح الأجانب.

يحتفل المهرجان الذي يبدأ من التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2024 وحتى 11 يناير/ كانون الثاني 2025، بتراث وتقاليد العلا. تشير كلمة "طنطورة" إلى الساعة الشمسية التقليدية، الموجودة في البلدة القديمة، والتي استخدمها السكان على مر القرون للإشارة إلى بداية موسم الزراعة الشتوي.

يتضمن المهرجان الكثير من الفعاليات التي تظهر تقاليد مدينة العلا التاريخية وثقافة شمال غربي شبه الجزيرة العربية، عبر عدد لا يحصى من الأحداث المستوحاة من التراث والمغامرات المثيرة والحفلات الموسيقية والكرنفالات والعروض الثقافية، بالإضافة إلى تجارب تناول الطعام غير العادية.

احتفالاً بعام الجمل، سيضم مهرجان شتاء طنطورة ليلة سنام العلا، وهي تعتبر تجربة جديدة في عالم الموسيقى، حيث يمزج الاحتفال بين الموسيقى التقليدية والضيافة السعودية الأصيلة. ويقدم شتاء طنطورة تجارب وأنشطة موجهة للعائلة. وسيسلط موسم الحمضيات الضوء على إنتاج العلا الموسمي و29 نوعاً من الحمضيات في المنطقة.

باختصار، يمثل المهرجان فرصة للتعرف إلى ثقافات مختلفة، بأسعار تنافسية. بحسب موقع مهرجان طنطورة، فإنّ معظم الاحتفالات الشعبية مجانية للجميع، ويمكن الحصول على تذاكر لبعض الاحتفالات، من خلال برامج الإقامة التي توفرها الفنادق التقليدية.

قطر الثقافية

تجذب قطر خلال فضل الشتاء الملايين من الزوار، مع انخفاض درجات الحرارة، وكمية النشاطات والفعالية التي تستضيفها الدولة على مستويات عديدة، فضلاً عن مهرجانات التسوق، وفاعليات الطهي وغيرها. عادة تشهد قطر منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول استقطاب للزوار، ويزداد حجم السياح مع بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول وحتى منتصف مارس/ آذار من كلّ عام.

تشهد قطر مجموعة مذهلة من الأحداث في مجالات الرياضة والترفيه والأنشطة الثقافية في الأشهر المقبلة. سواء كنتم من محبي الموسيقى أو من المتحمسين للرياضة أو من محبي الطعام أو من الباحثين عن الإثارة، فهناك وجهات تناسب الجميع.

يبدأ موسم الشتاء في حي كتارا الثقافي ضمن ما يعرف بكرنفال الشتاء. بالنسبة للعديد من الناس، أصبحت هذه القرية الثقافية في قطر مرادفة لتراث البلاد واحتفالها بالتنوع الثقافي. في الواقع، يجمع الكرنفال بين كلّ هذه العروض التقليدية والحرف اليدوية المحلية والعديد من الأنشطة المناسبة للعائلة.

كما يعد مهرجان الدوحة للطعام أحد أفضل الأحداث الغذائية التي تقام للمغتربين في قطر. فهو يجمع بين الطهاة المحليين والدوليين وشاحنات الطعام والطعام الفاخر. ويمكن للزوار المشاركة في عروض الطهي الحيّة، وجلسات تذوق الطعام، ومجموعة من المرح الترفيهي الذي يكمل الأجواء الاحتفالية للمهرجان.

وإن كنتم من محبي قضاء الوقت في الهواء الطلق، فإليكم القائمة المثالية للأنشطة الممتعة لعشاق الرياضة من جميع المستويات التي يقدمها مهرجان أسباير للرياضات الشتوية. ويشمل بطولات كرة القدم، وجلسات اليوغا في الهواء الطلق، ومجموعة من تحديات اللياقة البدنية، وغيرها الكثير من الفاعليات.

تركيا بخيارات عديدة

تشكل تركيا عادة وجهة سياحية صيفية، ويقصدها الملايين للاستمتاع بأجوائها الصيفية الترفيهية، لكنها في المقابل، تعتبر وجهة شتوية مهمة، في ظل برامج ثقافية وتراثية تستضيفها تركيا منذ نهاية 2024 وحتى منتصف 2025.

على مر السنين، تطورت المهرجانات التركية لتشمل مزيجاً من الطقوس القديمة والاحتفالات الحديثة، مما يجذب السكان المحليين والسياح على حد سواء. تعكس المجموعة المتنوعة من المهرجانات على مدار العام تاريخ وعادات البلاد الراسخة.
تلعب المهرجانات دورا حاسمًا في الحفاظ على الهوية الثقافية لتركيا وتعزيز الشعور بالمجتمع بين شعبها. تعمل هذه الأحداث كمنصة لنقل التقاليد من جيل إلى جيل، مما يضمن عدم نسيان تراث تركيا الغني.

تقدم كل من مدينتي إسطنبول وأنقره، مهرجانات خاصة بالحرف اليدوية التركية المتنوعة بما في ذلك الفخار والنسيج والأعمال المعدنية والمزيد، فيما تستضيف إسطنبول أيضاً مهرجان خاص بالطعام التركي الشتوي التقليدي.

مهرجان هاربين الجليدية

من المقرّر أن تستضيف هاربين الصينية مهرجان المنحوتات الجليدية والثلجية الدولي الحادي والأربعين في عام 2025، ومن المقرر أن يكون تاريخ الافتتاح الرسمي في 5 يناير 2025. وستنتشر المعارض التي تضم الفوانيس الجليدية والمنحوتات الجليدية في مواقع مختلفة حتى شهر مارس. وأبرز ما في المهرجان، والأغلى تكلفة للحضور، هو عالم هاربين للجليد والثلج السادس والعشرون.

يعرض هذا الجذب أكثر المنحوتات المبهرة والملهمة، والقلاع الجليدية، والمنزلقات الجليدية، وعجلة فيريس العملاقة، والعروض الليلية، ومجموعة متنوعة من الأنشطة الجليدية الجذابة.

خلال موسم الشتاء في هاربين، يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى -35 درجة مئوية، لذلك يُنصح بارتداء ملابس دافئة مع سترات مبطنة وقفازات سميكة وحتى أقنعة إذا كنت تخطط للاستمتاع بفن الجليد. المهرجان يجذب سنوياً الملايين من السياح، بخاصة أنه يتضمن الكثير من الأنشطة، ومن ضمنها معرض صن آيلاند الدولي لنحت الثلج، إذ يمكن للسياح المشاركة به.

كما يمكن للأطفال الاستمتاع بزيارة حديقة الحيوانات وخاصة حديقة النمر السيبيري، التي تضم عدة مناطق كبيرة محاطة بأقفاص حيث تتجول النمور والأسود بحرية وتعيش كما لو كانت تعيش في بيئتها الطبيعية، كما يمكن زيارة طيور البطريق والحيتان والدببة القطبية والفقمات والدلافين والذئاب والثعالب. يتم تنظيم عروض الفقمة والحيتان كل يوم.

المساهمون