مهرجانات الخريف السياحية... من الترفيه إلى استكشاف ثقافات وأساليب عيش

10 سبتمبر 2024
مهرجان هاربين الدولي للجليد والثلج في مقاطعة هيلونغجيانغ الصينية، 5 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مهرجانات الخريف العالمية**: تبرز كوجهة سياحية مميزة مع انتهاء العطلة الصيفية، مثل مهرجان اليقطين في كندا، "أكتوبر فيست" في ألمانيا، واحتفالات يوم الموتى في المكسيك، مما يعزز السياحة والتعرف على ثقافات مختلفة.

- **مهرجان القمر في الصين**: يُحتفل به في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن من التقويم القمري الشمسي، ويشمل إضاءة الفوانيس وأكل كعكات القمر، مع فعاليات فنية وغنائية، مما يعزز الوعي الثقافي الصيني عالمياً.

- **مهرجانات الأنوار في تايلاند وأوجنيسانتي الإيطالي**: في تايلاند، يُحتفل بمهرجانات "لوي كراتونغ" و"يي بينغ" بإطلاق الفوانيس الورقية وتزيين القوارب بالأزهار. في إيطاليا، يُحتفل بمهرجان أوجنيسانتي بزيارة المقابر وتزيينها بالزهور والشموع.

بعد انتهاء العطلة الصيفية وعودة الطلاب إلى المدارس، يبرز الإقبال على مهرجانات الخريف السياحية، فيما تشهد اقتصادات بعض الدول انكماشاً، نوعاً ما، وتحديداً الدول التي تعتمد على السياحة بدرجة كبيرة، إذ إن انخفاض العائدات السياحية، يؤثر بشكل ما في واقعهم الاقتصادي. ورغم ذلك، تسعى بعض الدول لتغيير المفاهيم الخاصة بالسياحة، من خلال تطوير برامج تحاكي جميع فصول السنة، وبخاصة فصل الخريف.

مهرجانات الخريف

في السنوات الماضية، عمدت دول مثل كندا إلى جذب السياح لحضور مهرجان اليقطين، وهو مهرجان خريفي يجذب سنوياً الآلاف من السياح، فيما عمدت ألمانيا بدورها إلى إحياء تقاليد قديمة في المناطق الريفية، وتعريف السياح بثقافة الشعوب السلافية من خلال مهرجان "أكتوبر فيست"، ونجحت في جذب عدد كبير من السياح من دول أوروبا للتعرف إلى الحضارة الألمانية.

وتنظم دول أخرى مهرجانات تتسم بطابعها المخيف نوعاً ما، لكنها تجذب الكثير من السياح. باتت احتفالات المكسيك بيوم الموتى، مهرجاناً ثقافياً وفنياً، وفرصة للتعرف إلى عادات الشعوب في أميركا الجنوبية. فإن كنتم تحبون اكتشاف آفاق جديدة للسياحة في فصل الخريف، لا بد من تخصيص وقت لزيارة المهرجانات الخريفية.

مهرجان القمر في الصين

تتحول الأنظار في فصل الخريف إلى الصين، خصوصاً أن مهرجان الحصاد الصيني، المعروف باسم مهرجان منتصف الخريف، يعتبر واحداً من أهم المهرجانات حول العالم، إذ توسعت الاحتفالات به في عدد كبير من دول العالم، ولم يعد محصوراً فقط بالأراضي الصينية.

يُقام في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن من التقويم القمري الشمسي الصيني، تحت اكتمال القمر. وهذا يعني أنه يقام عادةً بين منتصف سبتمبر وأوائل أكتوبر، وفي عام 2024 سيقام في 17 سبتمبر/أيلول. للاحتفال بالمهرجان، تُضاء الفوانيس وتُؤكل كعكات القمر (معجنات غنية محشوة بالعجين). ترمز الفوانيس إلى المنارات التي تضيء طريق الناس إلى الرخاء والحظ السعيد، بينما ترمز كعكات القمر إلى الاكتمال واللقاء.

يتضمن المهرجان الكثير من الاحتفالات الفنية والغنائية، وعروضاً ومسيرات في الشوارع العامة، تحاكي عدداً من القصص والأساطير السابقة التي تتناول طرق معيشة الصينيين القدماء. تقام جميع الفاعليات مجاناً، حتى إنه في بعض الأماكن العامة تُوزَّع الأطعمة والحلويات مجاناً. تبقى تكاليف السفر والإقامة العبء الأكبر على عاتق السياح.

مهرجانات الأنوار في تايلاند

يحتفل التايلانديون خلال فصل الخريف بعدد كبير من المهرجانات، إلا أن أجملها، وأكثرها شعبية، مهرجان "لوي كراتونغ" ومهرجان"يي بينغ". باتت المهرجانات في دول آسيا عموماً، مقصداً للكثير من السياح، بهدف التعرف إلى ثقافات مختلفة، كذلك ساهم الانتشار الشعبي من الصين، الهند، تايلاند، وغيرها من دول جنوب آسيا في زيادة الوعي الثقافي عند الناس حول طبيعة الحياة والتقاليد.

في تايلاند، وتحديداً في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، تكون البلاد على موعد مع أكبر المهرجانات السنوية، التي جذبت العام الماضي بحسب بيانات رسمية أكثر من مليون زائر. يعتبر مهرجان" يي بينغ"، أو "مهرجان الأضواء"، الأشهر، وهو عبارة عن إرسال المواطنين فوانيس ورقية إلى السماء، للتخلص رمزياً من أي حظ سيئ من العام السابق.
يعود تاريخ مهرجان "يي بينغ" إلى مملكة لانا القديمة، أي قبل ملايين السنين، وكان يُحتفل به بين السكان لاستقبال فصل الشتاء.

كذلك، يحتفل التايلانديون أيضاً بمهرجان "لوي كراتونغ"، إذ يزيّن الناس عادة القوارب المصنوعة من الأوراق بالزهور الملونة ويجعلونه تطفو في النهر، جنباً إلى جنب مع القليل من الصلاة من أجل الحظ السعيد. ويتضمن المهرجان الكثير من الفاعليات الغنائية وفرق الرقص التي تجول الشوارع.

أوجنيسانتي الإيطالي

على الرغم من طابعه الحزين نوعاً ما، إلا أنه بات بمثابة عيد وطني تُغلق فيه المدارس والمتاجر والمكاتب الحكومية. يعود تاريخ هذا الاحتفال إلى ملايين السنين، حيث يُحيي السكان ذكرى من فقدوهم في الحياة، ويسعون لزيارة المقابر، وتزيينها بشكل جميل بالزهور والشموع الحمراء. وتتناول الأسر وجبة كبيرة معاً، وتخصص مكانًا إضافيًا على طاولة العشاء على أمل عودة روح أحد الأحباء إلى المنزل.

مع مرور الوقت، بات هذا الاحتفال مناسبة يحتفل بها السكان في الشوارع العامة، من خلال مهرجانات فنية، حيث يعزف الموسيقيون ألحاناً مختلفة من التراث القديم في الشوارع والساحات العامة.

وما يميز هذا الاحتفال في إيطاليا، اختلاف العادات بين المناطق والقرى الإيطالية. ففي الجنوب يحرص السكان على تحضير أطعمة معينة، والجلوس في المنزل، وإضاءة الشموع، أما في مناطق الشمال فيختلف الأمر، وتحول في السنوات الأخيرة إلى مهرجانات شعبية. ففي صقلية على سبيل المثال، يُعتقد أنه خلال ليلة أوجنيسانتي، يجلب الموتى الحلوى أو الهدايا للأطفال الذين تصرفوا جيداً.

مهرجان ثقافي فرنسي

بعيداً من أجواء الترفيه أو حتى الغرابة التي تطغى على مهرجانات عديدة، ففي فرنسا والدول الفرنكوفونية، يحتفل الناس في فصل الخريف بما يسمى الليلة البيضاء. وهو مهرجان فرنسي تقليدي، يعرف باسم "نوي بلانش"، تسمح خلاله السلطات الفرنسية للمعارض والمتاحف بافتتاح أبوابها طوال الليل لاستقبال السياح والسكان، بمعنى مهرجان فني يستمر طوال الليل ويضم متاحف ومعارض فنية ومؤسسات ثقافية أخرى تفتح أبوابها مجاناً أمام الناس.

في كندا على سبيل المثال، يقام الاحتفال بشهر أكتوبر ويحول المساحات العامة في تورنتو إلى مناظر طبيعية غير عادية، إذ تقوم سنوياً السلطات، بإطلاق العديد من الألعاب النارية، وحتى ألعاب الليزر في الفضاء، لرسم لوحات فنية.

ويتضمن البرنامج أيضاً سلسلة من المحادثات والجولات وورش العمل التي تساعد الناس على فهم التاريخ الكندي، وطرق عيش السكان القدامى، وعاداتهم وتقاليدهم. باختصار، يعتبر المهرجان مناسباً جداً لمن يهتم بالشؤون التاريخية والفنية.

المساهمون