منتدى فلسطين يبحث تأثير الاستيطان في البيئة والزراعة

30 يناير 2023
خلال جلسة اليوم من منتدى فلسطين السنوي (العربي الجديد)
+ الخط -

تناولت الجلسة السادسة من المنتدى السنوي لفلسطين، التي عقدت اليوم الإثنين، تأثير الاستعمار الاستيطاني في البيئة والزراعة في فلسطين.

وسلطت المحاضرة في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بجامعة إدنبرة في المملكة المتحدة خلود العجارمة، في ورقتها "زراعة التبغ في فلسطين"، الضوء على صراعات المزارعين على ملكية الأرض في سياق الاستعمار الاستيطاني.

وناقش المنتدى، الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وانطلقت أعماله السبت الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، 62 ورقة علميّة محكّمة في جلسات متخصّصة، إلى جانب عدد من ورش العمل العامّة التي تخص الشأن الفلسطيني.

ولفتت العجارمة إلى أن  البيانات التي تقدمها الورقة تستند إلى ثلاثة عشر شهرًا من العمل الميداني الذي أجري في محافظة جنين وقراها في الفترة من إبريل/ نيسان 2021 إلى مايو/ أيار 2022. واستعرضت أمثلة على النضالات اليومية للمزارعين الفلسطينيين ومشاركتهم النشطة في حماية الأراضي في مواجهة الاستعمار الاستيطاني وسياسات تدمير المكان. 

وأوضحت العجارمة أن إنتاج التبغ من أهم القطاعات في اقتصاد مدينة جنين وقراها في شمال الضفة الغربية في فلسطين، وأن سلسلة النشاطات المضيفة للقيمة الخاصة بالتبغ توفر فرص عمل ومعيشة لمئات المزارعين والتجار والعاملات اللاتي يعالجن المحصول داخل منازلهن. 

وتطرقت إلى ما سمته "المقاومة اليومية" للمزارعين، معتبرة زراعة التبغ مقاومة للقيود المادية المفروضة على الأراضي الزراعية بهدف مصادرتها أو منع وصول المزارعين إليها، لافتة إلى أن زراعة التبغ ارتبطت بمعان مجتمعية، تاريخية وثقافية، تطغى على الجانب الاقتصادي لإنتاجه. 

أما الباحثة روان سمامرة، فقدمت ورقة بعنوان "المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية نهج للبناء الاستيطاني والسيطرة على الحيّز"، وحاولت تفسير كيفية تداخل السياحة والمناطق المحمية، فـ"من خلال تحويل الأرض إلى محمية طبيعية لحماية موقع أثري، تصبح السياحة أداة أخرى في يد إسرائيل تستخدمها في المناطق المحمية للاستمرار في الاستيطان بغطاء بيئي".

وتنتقد الورقة علاقات القوة الاستعمارية للمستوطنين وكيف تتسلل هذه العلاقات إلى السياحة، وتحدد مسارات تعطيل ثقافات السكان الأصليين ومحوها، وتختتم بأثر المناطق المحمية في علاقة الإنسان الفلسطيني بأرضه وما عليها من حيوانات برية ونباتات، وتأثيرها في سبل عيشهم، وكيف تؤثر المحميات الطبيعية في سلوك الحيوانات البرية، فيصبح الصراع مع الحيوان البري بالنسبة إلى الفلسطيني جزءا من صراعه مع المنظومة الاستعمارية الاستيطانية.

وسعت الباحثة ياسمين قعدان، في ورقتها لدراسة البيئة في زمنية الفلّاح الفلسطيني، من خلال تتبع مسارات الحركة في القرية الفلسطينية من الأسماء المحلية للأرض التي تحيط بالفلاحين، وتعطيهم علائقية بمعانٍ متعددة ومتناقضة تحت الواقع الاستعماري.