توقع تقرير صادر عن منتدى البلدان المصدرة للغاز ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنحو 34% بحلول عام 2050، وأن ترتفع مساهمته في المزيج الطاقوي العالمي من 23% حالياً إلى 26%.
وأشار التقرير الصادر بعنوان توقعات الغاز العالمية 2050 "Global Gas Outlook" الذي عُرض على هامش أشغال القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات المنتدى في العاصمة الجزائرية، أمس الجمعة، إلى أنّ الغاز الطبيعي يُعَدّ مصدر طاقة متعدد الاستخدامات، وعليه سيبقى ضرورياً في العقود المقبلة.
وتوقع التقرير الذي سينشر كاملاً في 12 مارس/ آذار الجاري، أن يستمر الغاز الطبيعي في أداء "دور مهم في المزيج الطاقوي العالمي حتى عام 2050 وما بعد".
وأكد التقرير، الذي أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، أنّ "الغاز الطبيعي كشريك استراتيجي لمصادر الطاقة المتجددة يتأهب لأداء دور محوري في تعزيز انتقالات طاقوية عادلة ومنظمة ومنصفة".
وأشار إلى أنّ استخدام الغاز الطبيعي باعتباره أنظف المحروقات، حيث يساهم "بشكل معتبر في الحد من التلوث الداخلي وإتلاف الغابات مع تحسين نوعية الهواء، كذلك يلعب دوراً أساسياً في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويوفر دعماً مهماً لمصادر الطاقة المتجددة وإنتاج المواد البتروكيماوية والأسمدة لضمان الأمن الغذائي".
ورجحت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الفصلي الأخير الصادر في يناير/ كانون الثاني، أن يسجّل الطلب على الغاز زيادة ملحوظة في 2024 مقارنة بالعام المنصرم، عازية ذلك إلى توقعات بتسجيل درجات حرارة منخفضة وتراجع أسعار هذه المادة.
وتوقعت الوكالة نمو إمدادات الغاز المسال بنسبة 3.5% هذا العام، أي أقل بكثير من معدل النمو البالغ 8% بين عامي 2016 و2020، مشيرة إلى أن تأخير محطات الإسالة الجديدة والمشكلات المحيطة بتوافر غاز التغذية (الغاز المسلَّم لمحطات الإسالة) في المشروعات القائمة، قد يؤدي إلى تأجيل نمو المعروض إلى عام 2025.
وتواجه سوق الغاز ضغوطاً منذ عام 2021 في مرحلة ما بعد الجائحة، أضيفت إليها التوترات الجيوسياسية التي أعقبت بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع 2022.
وشهد العامان الماضيان زيادة ملحوظة في صادرات الغاز الطبيعي المسال عبر الناقلات من الولايات المتحدة لتعويض الانخفاض الحاد في كميات الغاز الروسي المصدّرة إلى أوروبا عبر الأنابيب.
ويضم منتدى البلدان المصدرة للغاز 12 دولة، هي الجزائر ومصر وبوليفيا وغينيا الاستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا وترينيداد وتوباغو والإمارات وفنزويلا، بالإضافة إلى دول بصفة مراقب وهي أنغولا وأذربيجان والعراق وماليزيا وموريتانيا وموزمبيق وبيرو.
والمنتدى منظمة حكومية تمثل أهم الدول المصدرة للغاز، وتشكل معاً 70% من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة، وأكثر من 40% من الإنتاج المسوَّق و47% من الصادرات عبر الأنابيب، وما يفوق نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي.
والجزائر المستضيفة لقمة منتدى البلدان المصدرة للغاز، أكبر مصدّر للغاز الطبيعي في أفريقيا. ولقيت صادراتها طلباً متزايداً من دول أوروبية، منها إيطاليا، راغبة في تنويع مصادرها وتعويض النقص في الواردات من روسيا.