أصبح المنتجون الرئيسيون للنفط في العالم بين فكي كماشة خلال الأسابيع الاخيرة، فما بين دعوات وضغوط من مستهلكي النفط الرئيسيين، ومن بينهم الولايات المتحدة والصين والهند، لزيادة المعروض لمواجهة الطلب وخفض الأسعار، ومقررات قمة المناخ الأخيرة في غلاسكو (كوب26) الداعية لتقليل مصادر الوقود الأحفوري.
وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الاثنين، لمؤتمر "أديبك" السنوي للطاقة في أبو ظبي، إن النفط والغاز "استُهدفا" للمرة الأولى في مؤتمر المناخ "كوب 26" على أساس أنه لا مكان لهما في انتقال العالم إلى مصادر مستدامة للطاقة.
وأضاف باركيندو وفقا لوكالة "رويترز" أن من النتائج التي تمخض عنها المؤتمر أن الدول المنتجة للنفط سيكون عليها أن تنجز الكثير.
من جانبه، قال وزير النفط الكويتي اليوم إن بلاده ستزيد إنتاجها النفطي بالتوازي مع العمل على خفض الانبعاثات من أجل ضمان أمن الطاقة.
وأضاف في المؤتمر ذاته، وفقا لـ"رويترز"، أن الكويت ستفحص مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الهيدروجين، كجزء من "مسار مواز" للمضي قدما.
The ADIPEC Strategic Conference Ministerial Panel titled 'The New World of Energy' featured the UAE, Kuwait, Sultanate of Oman, Iraq, Equatorial Guinea and OPEC. The panellists discussed the global trends shaping the energy industry and market dynamics. #ADIPEC #ADIPEC2021 #ADNOC pic.twitter.com/rf5O1B0h1S
— ADIPEC (@ADIPECOfficial) November 15, 2021
وفي سياق منفصل، قال وزير الطاقة العماني إن بلاده ستواصل أيضا تطوير الوقود الأحفوري إلى جانب الهيدروجين ومصادر أخرى للطاقة المتجددة.
استثمارات ضخمة
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص للإمارات للتغير المناخي سلطان الجابر، وفقا لوكالة "فرانس برس"، "إننا في مرحلة تاريخية. لقد اختتم المجتمع الدولي للتو +كوب 26+، وبشكل عام كان ناجحًا".
وأضاف الوزير الذي يتولى رئاسة شركة بترول أبوظبي الوطنية في في افتتاح المؤتمر: "مع ذلك، كشفت ديناميكيات الطاقة الحالية عن معضلة أساسية. فبينما وافق العالم على تسريع انتقال الطاقة، فإنه لا يزال يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز".
وتابع "مع انتعاش الاقتصادات بعد جائحة كوفيد-19، فاق الطلب العرض، ودخل العالم في أزمة الإمدادات. لقد حان الوقت لكي نستيقظ".
واعتبر الوزير أنّه سيتعين على صناعة النفط والغاز "استثمار أكثر من 600 مليار دولار أميركي كل عام حتى عام 2030، لمجرد مواكبة الطلب المتوقع"، مضيفا "نعم، الطاقة المتجددة هي الجزء الأسرع نموًا في مزيج الطاقة. لكن النفط والغاز لا يزالان الأكبر وسيظلان لعقود قادمة".
وقال الجابر: "يجب أن نستثمر في الطاقة التي يحتاجها العالم اليوم لتمويل طاقة الغد".
من جهته، رفض وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الشكوك حيال استراتيجية بلاده في ما يتعلق بالحياد الكربوني، والتي اعتبرها خبراء بيئيون غير واقعية.
وقال: "أستطيع أن أتفهم الشكوك، لكنني سأحيل هؤلاء المتشككين أيضًا إلى ما اتفقنا عليه قبل يومين فقط"، في إشارة إلى مخرجات مؤتمر "كوب 26".
وتابع "نحن نركز بالفعل بشكل كبير على الحد من الانبعاثات".
ودعا الاتّفاق الدول كافّة إلى تسريع خفض انبعاثاتها، من خلال تقديم خطط وطنيّة جديدة بحلول 2022.
وعارضت الصين والهند التطرّق إلى أنواع الوقود الملوّثة. كما أنّ المفردات المستخدمة في النص النهائيّ، خصوصا ما يتعلق بالوقود الاحفوري، كانت أقلّ حدة من المسوّدات السابقة.
ودافعت الامارات والسعودية والدول النفطية الكبرى عن خططها بشأن مواصلة الاستثمار في الوقود الأحفوري، داعية إلى عدم التسرع في عملية الانتقال نحو الطاقة النظيفة.