أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن منظمة الأمم المتحدة أعدت، بمساهمة أنقرة، حزمة جديدة من المقترحات بشأن اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده فيدان مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الخميس، على هامش زيارة يجريها الأول إلى العاصمة الروسية موسكو.
وقال فيدان: "الأمم المتحدة أعدت، بمساهمة تركيا، حزمة جديدة من المقترحات، ونعتقد أن ذلك يشكل أساسا مناسبا لإحياء الاتفاقية".
وفي نفس الاتجاه، قال أنطونيو غوتيريس إنه بعث لوزير الخارجية الروسي مجموعة مقترحات متماسكة لإحياء اتفاق توريد الحبوب عبر البحر الأسود، مشيراً إلى أن استئناف العمل بالاتفاق يجب أن يكون مستقرا ولا يواجه أزمة أو تعليقا. لكن دبلوماسي روسي، رفض ذكر اسمه، قال لرويترز "لا يوجد أي جديد نكشفه... (إنها فقط) تلخص أفكارا سابقة غير مجدية للأمم المتحدة".
وأشار فيدان إلى أن مبادرات تركيا ستتواصل بشأن اتفاقية الحبوب التي "تشكل أهمية كبيرة جدا بالنسبة إلى أمن الغذاء العالمي والاستقرار والسلام في البحر الأسود". وتابع: "أجرينا اليوم (مع لافروف) مشاورات مكثفة حول القضايا الثنائية والإقليمية. وكان إحياء مبادرة البحر الأسود على رأس جدول أعمالنا (..) أكدنا الدور الهام للمبادرة بالنسبة إلى الأمن الغذائي العالمي واستقرار منطقة البحر الأسود".
وأكد لافروف أن موسكو لا ترى أي علامة على أنها ستحصل على الضمانات التي اشترطتها لاستئناف اتفاق يسمح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود، لكن بلاده قد تعود إلى الاتفاق "غدا" إذا وفى الغرب بوعوده لموسكو.
وأكد لافروف حجة روسيا بأن العقوبات الاقتصادية الغربية تعرقل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية. وأضاف أن الخطة التي تُناقش حاليا لتوريد مليون طن من الحبوب الروسية إلى تركيا بسعر مخفض ستكون إضافة إلى إمدادات الحبوب التي وعدت روسيا بمنحها لدول أفريقية مجانا.
وأردف فيدان: "جددت إيماننا بأن إحياء المبادرة سيعيد الاستقرار إلى هذين المجالين". ولفت إلى أن "روسيا لديها مطالب حيال تصدير حبوبها وأسمدتها من دون أي انقطاع، وقد أكدنا أهمية تلبيتها".
وذكر وزير الخارجية التركي أنه بحث مع لافروف قضايا مختلفة مثل الاقتصاد والطاقة والسياحة والعلاقات القنصلية بين البلدين.
وردًا على سؤال لمراسل "الأناضول" عن إحياء مبادرة الحبوب، قال إن أنقرة "على اتصال مع جميع الجهات المعنية". وأشار إلى أن التركيز يتم على الفرص التي قد تتشكل في ما يتعلق بالخطوات الجادة الرامية إلى إحياء المبادرة من جديد.
وشدّد على أن الأمم المتحدة على وجه الخصوص تقوم بأنشطة هامة في هذا الملف، وهناك اتصالات مكثفة بين فريق الأمين العام أنطونيو غوتيريس والمسؤولين الأتراك المعنيين. وأوضح أن هناك مسارا قائما حاليا من أجل فهم موقف روسيا ومطالبها بشكل أفضل، والعمل على تلبيتها.
وفي 17 يوليو/ تموز 2023، أعلنت موسكو رفضها تمديد اتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية، لكنها قالت لاحقا إنها ستمددها "فور تنفيذ الجزء الروسي منها"، والذي يشترط إيصال الحبوب إلى الدول المحتاجة بما فيها البلدان الأفريقية.
وفي 22 يوليو 2022، وقّعت روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة مبادرة البحر الأسود المعروفة إعلاميا بـ"صفقة الحبوب"، التي تقضي بإخراج الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود من 3 موانئ، بما فيها ميناء أوديسا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم، في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو، ولا تزال المواجهات مستمرة على عدة جبهات.
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)