معاناة اليمنيين تتفاقم خلال رمضان الثامن تحت الحرب

04 ابريل 2022
ألقت الأزمات الاقتصادية والإنسانية بظلالها على حياة اليمنيين (فرانس برس)
+ الخط -

للعام الثامن على التوالي، يحلّ شهر رمضان والحرب اليمنية مستمرة، مخلّفة آثارا كارثية على حياة الغالبية العظمى من اليمنيين، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية وتدهور أسعار العملة المحلية أمام الدولار.

هذا المزيج من الأزمات التي تواجه اليمن أدى إلى إحداث تراجع اقتصادي ومعيشي للسكان في مختلف المحفظات من دون استثناء، متزامنا مع ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والدقيق والخضار.

مدينة تعز اليمنية ترتفع فيها وتيرة الحركة التجارية وتزدحم بالمتسوقين مع قدوم شهر رمضان، لكن القوة الشرائية ضعيفة لشحّ السيولة.

ألقت الأزمات الاقتصادية والإنسانية بظلالها على حياة السكان إلى حد كبيرٍ، مع تأثر شريحة كبيرة من السكان الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب توقف مصالح ومؤسسات وشركات في القطاعين العام والخاص.

يقول المواطن أحمد حمود سعيد لوكالة "الأناضول": "دخلنا العام الثامن على التوالي من الحرب، ويدخل أيضاً علينا الشهر الكريم للمرة الثامنة ونحن نعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة". وأضاف: "لكن هذه المرة كان حلول رمضان الأشد علينا، حيث يعيش الناس في بطالة كبيرة، ولا يملكون المال لشراء حاجيات الشهر، غير القلة القليلة من المواطنين والذين يعتمدون بشكل كبير على عائدات المغتربين".

وترتفع أسعار السلع الرئيسة في اليمن بنسبة تتراوح بين 15 و40 بالمئة عما كانت عليه نهاية العام الماضي، خاصة القمح ومشتقاته، والخضار والفواكه، والأرز، وبعض المواد التموينية الرئيسة.

ويقول سعيد: "حرب أوكرانيا وروسيا زادت من الطين بِلة.. وتسببت بارتفاع أسعار القمح والدقيق وجشع التجار.. بينما التجار يتحكمون في أسعار السلع التي تشهد زيادات غير مبررة.. المواطن اليمني لا يستطيع تحمل كل هذه المنغصات".

ألقت الأزمات الاقتصادية والإنسانية بظلالها على حياة السكان إلى حد كبيرٍ، مع تأثر شريحة كبيرة من السكان الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب توقف مصالح ومؤسسات وشركات في القطاعين العام والخاص

ولم يستثن ارتفاع الأسعار أية مدينة يمنية، سواء تحت سيطرة الحكومة الشرعية أو حتى مناطق تحت سيطرة الحوثي.

وتأتي هذه الأزمة كذلك بالتزامن مع نقل البنك المركزي إلى محافظة عدن، وعدم التزام دول التحالف العربي بإنقاذ اليمن بوديعة مالية أو الاستفادة من تصدير النفط والغاز.

وتواجه العملة المحلية (الريال) انهيارا كبيرا إلى متوسط 1200 لكل دولار، بينما وصل قبل عدة أشهر إلى 1600 ريال لكل دولار، مقارنة مع 215 قبل الحرب في عام 2015.

أمام هذا التراجع، أضحت الحكومة عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، وعجزت حتى عن تسديد رواتب الموظفين الحكوميين، وكل ذلك ألقى بظلاله على استقبال رمضان في مختلف المناطق.

يقول عبد الباسط الشميري، موظف حكومي لم يتسلم راتبه منذ عام ونصف العام: "نقاوم الحياة بصعوبة نتيجة الغلاء الفاحش.. المواطن اليمني غير قادر على شراء أي شيء". وأضاف أن فارق الأسعار بين العامين، الحالي والسابق، كبير، مبينًا بالقول: "لم أستطع شراء علبة (سمن)، وجدت الفارق بينها وبين السابق أكثر من 7 آلاف ريال ".
وقال الشميري: "الأسماك التي هي من خيرات بحار اليمن وصل سعر الكيلو فيها إلى 8 آلاف ريال (6 دولارات)، وعلى حكومتنا أن تصحو وترحم الشعب".

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأحد، بأن احتياجات اليمن "هائلة تتجاوز الخيال"، وذلك في رسالة لليمنيين بمناسبة شهر رمضان.

والأسبوع الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 25.5 مليون يمني باتوا يعيشون تحت خط الفقر، جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وأوضحت المنظمة، في تغريدة عبر "تويتر"، أن "سبع سنوات من حرب اليمن جعلت 25.5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر"، من أصل 30 مليونا إجمالي السكان.

(الأناضول)

المساهمون