معاناة الأسهم الأميركية في أغسطس مستمرة

19 اغسطس 2023
مستثمرو "وول ستريت" يخفضون تعرضهم للمخاطر مع تأزم الوضع في الصين (Getty)
+ الخط -

رغم تقليص خسائرها في الدقائق الأخيرة، واصلت الأسهم الأميركية أداءها السيئ خلال شهر أغسطس/آب الحالي، لتنهي الأسبوع بخسارة هي الأسوأ منذ الربع الأول من العام، مدفوعة برغبة المستثمرين في التخلص من الأصول مرتفعة المخاطر، بالتزامن مع اضطرابات سوق العقارات الصينية.

وبعد إعلان مطور العقارات الصيني "إيفرغراند" عن تقدمه يوم الخميس بطلب لإعادة هيكلة ديونه، والحماية من الدائنين، امتدت خسائر مؤشرات الأسهم الرئيسية ليوم الجمعة، الذي شهد تراجع ناسداك بنسبة 0.2%، وبقاء مؤشر إس أند بي 500 في المنطقة الحمراء، وإن بأقل نسبة خسارة يمكن تسجيلها، بينما نجا مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً بنسبة 0.07%.

واليوم الجمعة قالت "إيفرغراند" الصينية، التي تكافح لتجنب التخلف عن سداد ديون بقيمة 340 مليار دولار، إنها تطلب من المحكمة الأميركية الموافقة على خطة إعادة هيكلة لحاملي السندات الأجانب، رافضة ما قالت إنها تقارير إخبارية تشير إلى تقديمها طلباً للحماية من الإفلاس.

وجاء صدى الأخبار السيئة الواردة من الصين فيما أظهرته بيانات في هونغ كونغ توضح أن المستثمرين الأجانب هربوا من سوق الأسهم والسندات الصينية خلال الأسابيع الماضية. وأرجع محللون الهروب الجماعي من الأسواق الصينية لثلاثة عوامل رئيسية، وهي احتمال عدم إجراء الصين مزيداً من التحفيز للاقتصاد الصيني، واستمرار أزمة ديون الشركات العقارية، وقوة العائد الاستثماري في السندات الأميركية.

وفي أوروبا، تراجعت أسواق الأسهم يوم الجمعة، مع تراجع المعنويات والميل للحذر، في وقت يترقب فيه المستثمرون في مختلف البقاع تطورات سوق العقارات الصينية، ومستقبل السياسة النقدية، وقرارات المركزي الأوروبي.

وبنهاية تعاملات آخر أيام الأسبوع، كان مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية متراجعاً بنسبة 0.6%، بعد أن عوض جزءاً من خسائر الساعات الأولى. 

وتراجعت أسهم شركات التعدين بنسبة 1.5%، وخسرت أسهم قطاع التجزئة نسبة 1.2%، بينما انزلقت كل القطاعات والبورصات الرئيسية تقريباً إلى المنطقة الحمراء.

وأغلق مؤشر الأسهم الأوروبية جلسة الخميس منخفضاً 0.9%، بعد أن أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي في يوليو/تموز أن المزيد من رفع أسعار الفائدة لم يكن بعيداً عن الطاولة.

وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% اليوم الجمعة، وسط مؤشرات على تباطؤ الإنتاج في الولايات المتحدة، لكن الخامين القياسيين أنهيا أطول سلسلة مكاسب أسبوعية لهما في 2023 بسبب تزايد المخاوف بشأن نمو الطلب العالمي، مع استمرار تباطؤ النمو الصيني.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 68 سنتاً أو 0.8% إلى 84.80 دولاراً للبرميل عند التسوية، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 86 سنتاً أو 1.1% إلى 81.25 دولاراً للبرميل عند التسوية.

وارتفع الخامان القياسيان اليوم الجمعة، بعد أن أظهرت بيانات أن عدد منصات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة انخفض للأسبوع السادس على التوالي. وقد يؤدي التراجع في الإنتاج الأميركي إلى تفاقم نقص الإمدادات المتوقع خلال الفترة المتبقية من العام.

وجاءت المخاوف مدفوعة بتخفيض منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) للإمدادات، مما ساعد في ارتفاع أسعار النفط لمدة سبعة أسابيع متتالية منذ يونيو/حزيران. وارتفع خام برنت بنحو 18% بينما زاد خام غرب تكساس الأميركي 20% خلال الأسابيع السبعة المنتهية في 11 أغسطس/آب.

لكن أسعار النفط انخفضت هذا الأسبوع بنحو 2% مقارنة مع الأسبوع الماضي، إذ أدت الأزمة العقارية المتفاقمة في الصين إلى زيادة المخاوف بشأن تباطؤ التعافي الاقتصادي في البلاد، وقلصت شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

وقال روب هاوورث المسؤول في "يو.إس بنك" لإدارة الثروات: "لا يزال المستثمرون قلقين وسط تباطؤ النمو العالمي، والإمدادات العالمية التي لا تزال شحيحة".

المساهمون