مصر لن تصدّر الغاز إلى لبنان: 3 موانع

19 اغسطس 2024
محطة كهرباء الزوق توقفت عن العمل، بيروت في 17 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **مصر لن تصدر الغاز الطبيعي إلى لبنان**: مصر لن تصدر الغاز إلى لبنان بسبب ذروة استهلاك الغاز محلياً وعدم وجود بنية تحتية لبنانية لاستقبال الغاز المسال.

- **معوقات وصول الغاز المصري إلى لبنان**: تشمل الموانع عدم اعتماد محطات الكهرباء اللبنانية على الغاز، وعدم تأهيل البنية التحتية، والقيود الأميركية على سوريا.

- **دعم الجزائر للبنان في أزمة الكهرباء**: الرئيس الجزائري أمر بإرسال شحنات وقود لدعم لبنان في أزمة الكهرباء الناتجة عن نقص الوقود والضائقة المالية.

أكدت مصادر حكومية رفيعة المستوى بقطاع البترول أن مصر لن تقوم بتصدير الغاز الطبيعى الذي تنتجه إلى لبنان، إذ يوجه كامل الإنتاج للسوق المحلية التي تشهد ذروة استهلاك غير مسبوقة منذ بدء الموسم الصيفي، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية.

وقال مسؤول مصري، اشترط عدم ذكر اسمه، إنه "لا توجد شحنات غاز مسال إضافية لدى مصر لإرسالها إلى لبنان، كما أن لبنان لا يمتلك تسهيلات لاستقبال غاز مسال من الأساس". وتأتي تصريحات المسؤول على خلفية استنفاذ محطات توليد الكهرباء في لبنان الوقود اللازم لإنتاج الكهرباء، وفي أعقاب تصريحات وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، الذي أكد قبل يومين أن بلاده تنتظر وصول شحنات غاز من مصر بحلول الثالث والعشرين من شهر أغسطس/آب.

لبنان لا يعتمد على الغاز المسال

وأشار المسؤول إلى أن هناك ثلاثة موانع تعيق وصول أي شحنات من الغاز الطبيعي المسال من مصر إلى لبنان، موضحاً أن "أولها هو أن أغلب محطات الكهرباء اللبنانية لا تعمل بالغاز الطبيعي، وإنما بمشتقات الوقود السائل، وثانيها أن البنية التحتية هناك غير مؤهلة لاستقبال الغاز المسال عبر الناقلات، وأخيراً القيود المفروضة من الولايات المتحدة الأميركية على سورية والتي تصعب استغلال خط الغاز العربي في تلك العملية".

وأوضحت المصادر أنه "يتم الاستعانة بتسهيلات الموانىء المصرية ووحدات التخزين، لاستقبال الوقود السائل المورد من كيانات عربية، بما فيه من بنزين وسولار وغيره، ثم تتم إعادة توريده إلى الأسواق الأخرى". وأضافت أن الجانب اللبناني بدأ إجراءات فعلية لاستقبال شحنات من الوقود السائل من إحدى الدول العربية عبر مصر، مؤكدة أن مصر مستعدة للتعاون وتقديم الدعم لكل الدول الشقيقة، ولكن من دون التأثير سلباً على السوق المحلية، خاصة خلال وقت ذورة الموسم الصيفي الحالي.

ولفتت المصادر إلى أن هناك اتفاقية فعلية وقعها لبنان منتصف عام 2022 مع مصر وسورية لنقل وتبادل الغاز من مصر إلى لبنان مروراً بالأراضي السورية، ولكن لم يتم تفعيلها لعدم حصول بيروت على التمويلات اللازمة للتنفيذ، فضلاً عن العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق، المعروفة باسم قانون قيصر، والتي منعت التوريد عبر الخط العربي.

وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أعلنت خروج آخر مجموعة إنتاجية متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، وذلك جراء نفاد مخزون الغاز، ما أدى إلى توقف تغذية التيار الكهربائي لجميع الأراضي اللبنانية مساء السبت، بما فيها المرافق الأساسية من مطار ومرفأ ومضخات مياه وصرف صحي وسجون، بحسب بيان المؤسسة.

وأمس الأحد، أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حكومته بإرسال فوري لشحنات من الوقود إلى لبنان لمساعدة البلاد في التغلب على أزمة انقطاع الكهرباء. وأكد بيان لرئاسة الحكومة أنه "بتكليف من رئيس الجمهورية، أجرى الوزير الأول نذير العرباوي مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، لإبلاغه بالقرار الصادر عن الرئيس تبون بالوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف العصيبة".

ويأتي قرار الجزائر بدعم لبنان بالوقود في ظرف عصيب يشهده والمنطقة بشكل عام، في ظل التطورات المتصلة بالحرب الدائرة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في كل من فلسطين ولبنان، ليعزز قدرة لبنان على الصمود في وجه التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضده. 

وقبل عامين، ارتفعت وتيرة انقطاع كهرباء لبنان بشكل كبير؛ بسبب معاناة الحكومة من ضائقة مالية نتج عنها عدم قدرتها على توفير النقد الأجنبي لاستيراد الوقود. وكان حجم إنتاج الطاقة في لبنان يراوح بين 1,600 و2,000 ميغاوات يومياً، إلا أن شح الوقود في السنوات الماضية خفّض الإنتاج تدريجياً إلى مستويات متدنية غير مسبوقة.

المساهمون