مصر: شركات سيادية وخليجية تهيمن على سوق التمور الفاخرة

27 مارس 2023
الغلاء يحرم نسبة كبيرة من المصريين من التمور
+ الخط -

زحفت قوافل تجارة التمور إلى أسواق الجملة والمحال الكبرى، في العاصمة المصرية القاهرة والمدن الرئيسية، مع صعود كبير في أسعار البيع بالجملة والتجزئة التي تتراوح بين 25%، و50% عن أسعار العام الماضي. عرض تجار وكالة البلح، بمنطقة الساحل شمال القاهرة، كميات هائلة من التمور الشعبية القادمة من محافظات أسوان والوادي الجديد، للأنواع الأكثر استخداما خلال شهر رمضان.

بينما انفردت بعض المجمعات التجارية الكبرى بعرض التمور المستوردة بسبب الارتفاع الهائل في الأسعار، بما يمثل 3 أضعاف قيمتها عن أسعار العام الماضي، وعلى رأسها أصناف البارحي والسكري وتمور المدينة المحشوة بالمكسرات، التي تستورد من السعودية والإمارات.

إقبال ضعيف
يشهد سوق الجملة للتمور – على غير العادة - حركة إقبال خفيفة، رغم دخول شهر رمضان، ما أصاب التجار بمخاوف من عدم القدرة على تصريف منتجات هائلة، تعاقدوا على بيعها خلال الأسابيع المقبلة. يأتي ذلك في بلد يحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج التمور، تأتي من 16 مليون نخلة، تحصد 1.8 مليون طن سنويا، وما زال يعاني من صعوبات فنية لا تمكنه من تصدير أكثر من 50 ألف طن سنويا، أو تنويع الصناعات المرتبطة بالتمور، ليصبح شهر رمضان الفرصة الكبرى لتسويق الحصاد.

يعرض أحد تجار التمور حمادة البحار، منتجاته بشغف على الموزعين بأسعار يعتبرها مخفضة عن باقي منافسيه. يشير البحار لـ"العربي الجديد" إلى حرصه على التواصل مع المستهلكين لبيع منتجاته، في شهر رمضان تلافيا لحالة ركود في المبيعات متوقعة، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية واللحوم التي تستنفد الجزء الأعظم من ميزانية الأسر.

ارتفعت أسعار الجملة للتمور الأكثر شعبية، إذ وصل سعر السكوتي إلى ما بين 20 و25 جنيها للكيلوغرام، والبرتموته من 25-30 جنيها، وقرن الغزال 30-35 جنيها، والجنديلة 25 جنيها، بينما تراوحت أسعار الإبريمي والشامي والأبيض الغزال والمركابي والبان بين 18و25 جنيها (الدولار = نحو 30.95 جنيها).

وترتفع أسعار التمور الشعبية بنحو 20% لدى الموزعين، حيث يباع السكوتي لدى تجار التجزئة في عبوات بلاستيك بالكيلو ما بين 28 و40 جنيها، وفقا لجودة المنتج ونظافته. لجأت محلات إلى تخفيف وزن العبوات من التمور الشعبية، من كيلو غرام للعبوة إلى 770 غراما، ومن 500 إلى 350 غراما للعبوات الصغيرة.

التمور الفاخرة
تنتظر وكالة البلح وصول كميات جديدة من التمور الفاخرة، التي يطلق عليها عادة أسماء المشاهير الذين شاركوا في صناعة أحداث جماهيرية خلال العام، وخاصة تمور البارحي والعمري والرتمودا والسيوي والحياني. أخبر تجار تمور "العربي الجديد" بأن شركات خليجية وأخرى تابعة لجهات سيادية تسيطر على سوق التمور الفاخرة، وترسل مئات الشحنات منها يوميا إلى دول الخليج، مع ارتفاع أسعارها بالدولار، حيث يصل سعر طن التمر السيوي إلى نحو 2000 دولار، والمجدول إلى 10 آلاف دولار.

ويبدي التجار دهشتهم من لجوء بعض هذه الشركات إلى إعادة تصدير بعض التمور المصرية للسوق المحلية من جديد بعد إضافة المكسرات أو التغليف الجيد، لتباع بأسعار فلكية، مع تمور السكري والمدينة التي يفضلها أصحاب الدخول المرتفعة. يعتمد التجار حاليا على تصريف جزء من المخزون عبر فروع السلاسل التجارية الكبرى، التي تقدم عروضا بتخفيضات للتمور الشعبية التي تباع ضمن "كرتونة رمضان" التي تتضمن كيلو من التمر مع عبوة سكر وأرز وزيت.

برامج اجتماعية ومعارض
تقبل الأسر البسيطة على شراء العروض، مع مساهمة القادرين على شرائها، لتوزيعها، في إطار برامج اجتماعية لمساعدة الآخرين، في وقت يزداد فيه معدل التضخم وتقع كثير من الأسر تحت خط الفقر، الذي وقع نحو 60% من المصريين في أسره، حسب تقارير دولية، مع انهيار قيمة الجنيه بما يزيد عن 50% منذ موسم رمضان الماضي، وتدهور القوة الشرائية للمواطنين.

وقفز معدل التضخم الأساسي في مصر، خلال فبراير/ شباط الماضي، إلى 40.26 بالمائة، على أساس سنوي، حسب بيانات البنك المركزي المصري التي أكدت أن التضخم الأساسي، ارتفع على أساس شهري بنسبة 8.1 بالمائة في فبراير/ شباط 2023، مقابل 6.3 بالمائة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وتعرض الحكومة مبيعات التمور بمعارض "أهلا رمضان"، بمتوسط أقل من سعر السوق بنحو 20%، وفقا لتصريحات وزير التموين المصري، علي مصيلحي، لكن يبدو من نوعيتها حسب مصادر لـ"العربي الجديد" أنها من مخلفات العام الماضي، وتحتوى على نسبة عالية من التمور المكسورة وسيئة التعبئة والتنظيف.

المساهمون