طالبت مصلحة الضرائب المصرية صانعي المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بتصويب أوضاعهم، ممثلة في المداخيل المالية التي يحصلون عليها.
وخاطبت مصلحة الضرائب، في بيان نشر من خلال صفحتها الموثقة على موقع "فيسبوك"، أمس السبت، الأفراد الذين يقومون بنشاط صنع المحتوى "البلوجرز، اليوتيوبرز"، بتصويب أوضاعهم الضريبية، من خلال فتح ملفات في دائرة الضرائب.
وسيكون أمام هاتين الفئتين من صناع المحتوى خيار فتح ملفين ضريبيين، وفق البيان.
والملف الضريبي الأول مرتبط بمأمورية الضريبة على الدخل، والثاني بنظيرتها المعنية بضريبة القيمة المضافة، متى بلغت إيراداتهم 500 ألف جنيه (نحو 32 ألف دولار)، خلال 12 شهراً من تاريخ مزاولة النشاط".
وفيما قال طلعت سليمان، مدير عام المكتب الفني لرئاسة مصلحة الضرائب، إن الضريبة ستصل في السنة إلى 2500 جنيه (159 دولاراً) فقط لمن إيراداتهم بين 250 ألفا (نحو 16 ألف دولار) و500 ألف.
وأضاف سليمان، في تصريحات إعلامية، مساء السبت، أن الضريبة لن تتجاوز 5 آلاف جنيه لدخل أقل من مليون جنيه. وأشار إلى أن هذه الضرائب ستؤول غالبا لتنمية المشروعات الصغيرة.
وأكد أن "لدينا طرقنا الخاصة للوصول لحجم الأموال الأصلية التي يتم تحصيلها من التجارة الإلكترونية"، مضيفاً: "لدينا بروتوكول مع وزارة الاتصالات يسمح بالحصول على بيانات كافية عن المتعاملين من خلال شبكة الإنترنت، ونحن في تواصل مستمر مع منصات مهمة جدا للحصول على معلومات للناس الذين يتعاملون معها".
وقال السيد صقر، رئيس وحدة التجارة الإلكترونية بمصلحة الضرائب، إن "هذا ليس إجراءً جديدا، فالقانون 91 لسنة 2005 يتحدث عن ضرورة فتح ملف ضريبي لأي شخص يمارس نشاطا يدر عليه دخلا". وأضاف، في تصريحات إعلامية أيضا، أن كل من يقدم أو يصنع محتوى عبر الإنترنت أو يروج لسلعة فهو يخضع للقانون المذكور.
وكشف صقر عن أنه تم إحالة 4 حالات إلى النيابة العامة بسبب التجارة الإلكترونية لتهرّبهم من الضرائب، مضيفا أن الحصيلة المتوقعة من الضرائب خلال العام الجاري تصل إلى تريليون جنيه.
وقال محسن الجيار، مدير إدارة ضرائب المسجلين بمصلحة الضرائب، في تصريحات إعلامية، إن عمل البلوجرز واليوتيوبرز وغيرهم، يعد عملا غير رسمي، لذا تقوم الجهات المعنية برصد وتجميع البيانات المختلفة من منبع تأديتهم للخدمة، وتحويل الممتنعين إلى خانة التهرب الضريبي، واتخاذ الإجراءات القانونية كافة.
وتعد تلك أول خطوة من نوعها تجاه صناع المحتوى في مصر، الذين يعرف عنهم، بحسب تقارير صحافية محلية، جني إيرادات بين متوسطة ومرتفعة حسب الشهرة. ويتنوع نشاط صناع المحتوى في مصر ما بين ترفيهية وتوعوية وسياسية وترويجية واجتماعية.
ثروات خيالية
وتؤكد مصلحة الضرائب أن "البلوجرز" و"اليوتيوبرز" يحققون مكاسب خيالية من أنشطتهم على وسائل التواصل، وخاصة موقع يوتيوب، دون أن تخضع تلك الإيرادات للضرائب.
ووفقا لوسائل إعلام محلية مصرية، فإن بعض مشاهير اليوتيوبرز في مصر يحققون إيرادات قدرت بعشرات الملايين من الجنيهات من خلال نشر الفيديوهات الخاصة بهم على حساباتهم.
ومن أشهر هؤلاء حسابات أحمد وزينب (AZ family)، وتصل أرباح قناتهما السنوية إلى مليون و400 ألف دولار(نحو 22 ميون جنيه)، بينما قدرتها مصادر أخرى بأضعاف ذلك المبلغ، وحمدي ووفاء بأرباح تقدر بنحو 4.4 ملايين دولار، ومحمود الجمل بنحو 9.6 ملايين، وأحمد وندى 9 ملايين دولار، إضافة إلى الفنانين محمد رمضان (نمبر 1) ورامز جلال وحسن شاكوش، وغيرها من الحسابات المعروفة.
(الدولار=15.72 جنيها تقريباً)
(الأناضول، العربي الجديد)