مصر: تعويم الجنيه يعمّق خسائر مربّي المواشي والدواجن
أكد مصدر مسؤول بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن في مصر، أن تجار الأعلاف يتعاملون مع أصحاب المزارع على سعر 30 جنيهاً للدولار الواحد، وليس 24.2 جنيهاً، وهو ما أدى إلى رفع سعر طن الذرة الصفراء إلى 11 ألف جنيه، وكذلك طن فول الصويا إلى 24500 جنيه.
وأشار إلى أن تكلفة عبوة البيض "30 بيضة" على أصحاب المزارع حالياً تصل إلى 83 جنيهاً، فيما يُباع في الأسواق بـ70 جنيهاً، الأمر الذي أدى إلى خروج أكثر من 40% من دائرة الإنتاج، لافتاً إلى أنه في حال عودة مزارع الدجاج البياض المغلقة للإنتاج مرة أخرى، تأخذ حوالى 7 أشهر، وهو ما يؤدي إلى حدوث فجوة ما بين الاستهلاك والإنتاج خلال الأيام المقبلة
وأوضح أحمد محمد (تاجر مواشٍ) أن ارتفاع أسعار الدولار لم يؤثر بأسعار المواشي في الأسواق، إذ ثبتت الأسعار عند 70 جنيهاً للكيلو القائم من اللحم البقري، و60 جنيهاً للجاموسي.
وعزا في تصريحات لـ"العربي الجديد" الأسباب إلى زيادة المعروض نتيجة محاولة أغلب صغار المربين التخلص من قطعانهم عقب ارتفاع أسعار الأعلاف، كذلك إن ارتفاع سعر الدولار وعدم استقرار الأسواق يؤديان في الغالب إلى تأخير قرار الشراء.
وأضاف أنه بحساب أسعار المواشي في الأسواق، مقابل حساب تكلفة التربية، يخسر المربي حوالى 15% عند البيع، وفي حال بقائها لدى المربي مع الارتفاع المتتالي للأعلاف تتراكم هذه الخسائر، إذ إن الماشية الواحدة تستهلك علفاً يومياً بحوالى 120 جنيهاً، تعطي 6 كيلو لبن بـ 90 جنيهاً، وهو ما يعني خسارة يومية بمعدل 30 جنيهاً.
من جانبها، حذرت جمعية مواطنون ضد الغلاء من تداعيات توقف البنوك عن تمويل طلبات الشركات المستوردة للحوم السودانية بالعملة الأجنبية، وهو ما فاقم من أزمة اللحوم في الأيام القليلة الماضية.
وطالب محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، بضرورة الإسراع في تدبير الاحتياجات من العملات الأجنبية في أسرع وقت ممكن، حتى لا تحدث اختناقات في أسواق اللحوم ، محذراً من استمرار تعطيش الشركات، بحجب الدولار عنها، وتعطيلها عن الاستيراد من دولة السودان، وهو ما قد يصل بسعر كيلو اللحم البلدي إلى 250 جنيهاً على الأقل خلال الأسابيع المقبلة.
وكشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن تراجع واردات مصر من فول الصويا بنحو 24.2%، مسجلة نحو 226.3 مليون دولار خلال مايو/أيار الماضي، مقابل 299.5 مليون دولار خلال العام الماضي.
وتحتاج مصر سنوياً إلى نحو 4 ملايين طن فول صويا خلال العام التسويقي 2022/ 2023 وفقاً لتوقعات مكتب الشؤون الزراعية الأميركية في القاهرة، فيما سجلت واردات فول الصويا 4.58 ملايين طن خلال عام 2020، طبقاً لتقرير صادر عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي.
وسجلت قيمة واردات مصر خلال شهر مايو/ أيار 2022 من الذرة الصفراء نحو 202 مليون دولار، مقابل 281 مليون دولار العام الماضي، بنسبة تراجع 28%.
ويبلغ استهلاك مصر من الذرة نحو 18 مليون طن، فيما يبلغ الإنتاج المحلي نحو 8.1 ملايين طن، وتحتاج إلى حوالى 10 ملايين طن لسد الفجوة سنوياً.
وتستهدف وزارة الزراعة المصرية تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل العلفية من طريق الزراعة التعاقدية، بوضع سعر عادل قبل التعاقد، يضمن هامش ربح مرضي للمزارع، وهو ما بدأته هذا الموسم بالتعاقد على زراعة الذرة الصفراء بمشاركة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، وكذلك زراعة حوالى 250 ألف فدان الموسم المقبل بفول الصويا.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
