عقد وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، اجتماعاً مع مجلس رجال الأعمال السعودي المصري، الجمعة، لبحث سبل تعزيز التعاون والتوسع في الاستثمار السعودي بالقطاع الصحي المصري، وذلك ضمن برنامج زيارة الوزير للمملكة العربية السعودية.
وبحث عبد الغفار مع مجلس رجال الأعمال السعودي سبل دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البلدين، وتعزيز التعاون من خلال تبادل الخبرات في مجال الرعاية الصحية، داعياً المجلس إلى "الاستثمار" في عدد من المشروعات والخطط التوسعية بالشركة العربية للصناعات الطبية والمستلزمات الطبية (أكديما)، والشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا)، واللتان تمتلكهما وزارة الصحة المصرية.
وتأسست أكديما عام 1976 كأول شركة للأدوية لخدمة الدول العربية، وتخصصت في الصناعات والخامات الدوائية وألبان الأطفال والمستلزمات الطبية. أما فاكسيرا فهي واحدة من أقدم مصانع الأمصال واللقاحات في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، وكانت تسمى الهيئة القومية للمستحضرات الحيوية واللقاحات، ثم تحولت إلى شركة قابضة عام 2002.
وبحسب بيان لوزارة الصحة، فإن اجتماع عبد الغفار مع رجال الأعمال السعوديين تطرق إلى فرص الاستثمار المطروحة في بناء وتطوير المستشفيات المصرية، والبنية التحتية للقطاع الصحي، علاوة على بحث عدد من المقترحات لفتح مجالات للتعاون في السياحة العلاجية.
وشهد الاجتماع توافقاً في الرؤى حول مشاركة التجارب الصحية المصرية، ممثلة في مبادرة حياة كريمة، والمبادرات الرئاسية الأخرى، ومشروع التأمين الصحي الشامل، إلى جانب التعاون والدعم في مجال الرقمنة والحوكمة، والاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية في التحول الرقمي بالمجال الصحي، وفقاً للبيان.
وتأتي الزيارة بعد أيام من اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عبد الغفار، ومطالبته بالعمل على توسيع الشراكة مع القطاع الخاص في المجال الصحي، وطرح عدد من المستشفيات الرئيسية في بلاده للشراكة، مثل مستشفى أم المصريين في محافظة الجيزة، ومستشفيات هليوبوليس ومبرة المعادي والمستشفى القبطي في العاصمة القاهرة.
وتشهد مصر زيادة في وتيرة الاندماجات والاستحواذات بالقطاع الصحي، الذي أصبح جاذباً بشكل كبير لمستثمري الخليج، نتيجة الأرباح والعوائد الضخمة التي تحققها المستشفيات الخاصة، لتحتل الاستحواذات المالية في هذا القطاع المرتبة الثانية من إجمالي القطاعات الاقتصادية المصرية.
ويتزايد القلق بشأن التكتلات الاحتكارية في القطاع الطبي، الذي بات أغلب المصريين يشكو من انفلات أسعار خدماته، إثر استحواذ مجموعة علاج الطبية السعودية على 9 مستشفيات كبرى، منها الإسكندرية الدولي وابن سينا التخصصي والأمل والعروبة، بالإضافة إلى معامل "كايرو لاب" للتحاليل الطبية واسعة الانتشار في مصر، ومراكز "تكنو سكان" للأشعة التي تمتلك بدورها 24 فرعاً في محافظات مختلفة.
في حين استحوذت شركة "أبراج كابيتال" الإماراتية على مجموعة من المستشفيات الكبرى، مثل كليوباترا والقاهرة التخصصي والنيل بدراوي، وأكبر سلسلتين من معامل التحاليل في البلاد، وهما "البرج" (926 فرعاً و55 معملاً بيولوجياً) و"المختبر" (826 فرعاً).