مصر تخشى ضغوطاً شديدة على الموازنة والغذاء... تداعيات الاجتياح الروسي لأوكرانيا

27 فبراير 2022
مزارعون مصريون يحصدون القمح في موسم سابق (فرانس برس)
+ الخط -

قال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري نادر سعد إن بلاده تأمل ألا تمتد الأزمة الروسية ـ الأوكرانية لفترة طويلة، تفادياً لتعرض موازنة مصر لضغط شديد، مشيرا إلى العمل على خطة لاستيراد القمح من مناطق أخرى بدلا من موسكو وكييف.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن سعد قوله، أمس، إن مصر لديها 14 دولة معتمدة لتوريد القمح، بعضها خارج القارة الأوروبية.

وروسيا وأوكرانيا هما عادة أكبر مصدري القمح إلى مصر، إذ بلغت نسبة الواردات الروسية نحو 50%، في حين بلغت الأوكرانية 30% من إجمالي واردات مصر من القمح في عام 2021، وفقاً لبيانات من اثنين من المتعاملين في المنطقة، بحسب وكالة رويترز.

وأضاف سعد أن مصر لديها مخزوناً استراتيجياً من القمح يقترب من 5 ملايين طن في الصوامع أو المطاحن، وسينضم القمح المحلي إليها بداية من 15 إبريل/ نيسان المقبل، ليكفي المخزون لمدة تسعة أشهر.

وقال في مداخلة هاتفية لإحدى القنوات الخاصة المصرية إن البنك المركزي والحكومة يعملان لتأمين الاحتياجات المصرية، وفقاً لما نقلته الوكالة الرسمية. وعبّر عن أمله في ألا تمتد الأزمة الروسية ـ الأوكرانية لفترة طويلة حتى "لا نضغط وبشدة على الموازنة".

وبعد خفض وزن الرغيف المدعوم، تفكر الحكومة الآن في زيادة سعره. في عام 1977، فعل الرئيس أنور السادات ذلك، وعلى الفور اندلعت "انتفاضة الخبز"، ولم تتوقف حتى عاد السعر القديم.

وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، قفزت العقود الآجلة لشحنات القمح والذرة الأميركية إلى أعلى مستوى منذ أكثر من تسعة أعوام، نهاية الأسبوع الماضي.

ولا تقتصر مخاوف الدول المستوردة لهذه السلع الرئيسية على توقف صادرات القمح الروسي والأوكراني فقط، بل قد تتسع الدائرة لتشمل الدول الغربية الموردة التي قد تدخل في الصراع.

وجاءت روسيا في صدارة الدول المصدرة للقمح خلال عام 2020، وفق بيانات صادرة حديثاً عن وزارة الزراعة الأميركية، بما يصل إلى 37.3 مليون طن سنوياً.

وحلّت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بـ 26.1 مليون طن، تليها كندا بـ 26.1 مليوناً، ثم فرنسا بـ19.8 مليون طن، وأوكرانيا 18.1 مليون طن، فالأرجنتين بـ 10.6 ملايين طن، وأستراليا بـ 10.5 ملايين طن، ألمانيا بـ 9.2 ملايين طن، كازاخستان بـ 5.2 ملايين طن، وبولندا بنحو 4.7 ملايين طن.

في المقابل، تشير بيانات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن مصر والجزائر جاءتا في صدارة الدول العربية المستوردة للقمح، إذ استوردت مصر خلال 2020 نحو 9.6 ملايين طن تشكل 5.8% من واردات العالم من القمح في ذلك العام، بينما استوردت الجزائر نحو 7 ملايين طن، تمثل 4.3% من الاستيراد العالمي في العام ذاته.

وتحلّ العديد من الدول العربية في مراكز تالية، إذ يأتي المغرب بعد الجزائر بواردات تبلغ نحو 4.8 ملايين طن، العراق 3.3 ملايين طن، اليمن 3.3 ملايين طن، السعودية 3.2 ملايين طن، السودان 2.7 مليون طن، الإمارات 1.8 مليون طن، وتونس 1.6 مليون طن.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون