مصر: انتقاد واسع لتحويل أراض زراعية بحثية إلى استثمار عقاري

22 يناير 2021
يتردد أن وراء الهجمة رجال أعمال ومستثمرين كبار (فرانس برس)
+ الخط -

خلال الأيام القليلة الماضية في مصر، فوجئ الباحثون في محطة كفر حمام ‏للبحوث الزراعية بالشرقية بلجان مساحية لا يُعرف تبعيتها على ‏وجه التحديد (رئاسة الوزراء - هيئة المجتمعات العمرانية - ديوان محافظة الشرقية) وهي ترفع إحداثيات أرض المحطة البالغة مساحتها 36 فدانا، بهدف ‏إنشاء عمارات سكنية، بحسب رد مسؤولي اللجان على تساؤلات ‏باحثي المحطة.

وفوجئ الباحثون بمحطة بهتيم للبحوث الزراعية البالغة مساحة أرضها 380 فدانا، هذا الأسبوع، بلجنة من القوات المسلحة لرفع إحداثيات أرض المحطة من دون علم القائمين عليها، لإدراجها ضمن مشروعات التطوير العقاري لمدينة شبرا الخيمة.

ويقول مصدر مسؤول في مركز البحوث الزراعية، في تصريحات خاصة، أن القوات المسلحة طلبت من القائمين على محطة بحوث بهتيم نقل تبعية 5 قطع تابعة للمحطة، تحت مسمى حماية حرم الطريق الدائري والمحاور الفرعية، وهذه القطع تقريبًا هي كل الأرض التي تملكها المحطة، بالرغم من أن هناك حوالى 5 أفدنة تفصل بين المحطة والمحاور.

ويؤكد المسؤول أن وراء هذه الهجمة رجال أعمال ومستثمرين كبار بهدف دخول منطقة المحطة ضمن الحيز العمراني، للاستفادة من موقعها المتميز، لافتًا إلى أن رد فعل وزير الزراعة، والذي تمتلك وزارته هذه الأرض، كان سلبيًا تجاه ما يتم التخطيط له للإطاحة بمحطة بحوث لها سمعتها الدولية وتمتلك أكثر من 380 فدانا.

ويرى وكيل أول وزارة سابق في وزارة الزراعة أن محاولات ‏فرض الوصاية على أراضي محطات البحوث الزراعية لصالح ‏جهات معينة، وتحويل مسارها من أراض للبحث العلمي إلى ‏مشاريع للاستثمار العقاري، هو بمثابة "خيانة للوطن".‏

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ويقول في تصريحات خاصة: "لا أستبعد نظرية المؤامرة على ‏الزراعة المصرية، بعد أن أسفرت جهود المراكز البحثية عن ‏نجاحات في زيادة إنتاجية العديد من المحاصيل الاستراتيجية، إذ ‏تم رفع إنتاجية فدان القمح من 10 أرداب إلى 18 إردبًا، والذرة ‏الشامية من 13 إردبًا إلى 25 إردبًا، والأرز من 2.4 طن إلى ‏‏4.2 أطنان، وقصب السكر من31.5 طنا/ فدان إلى ٥٠ طنا/ فدان‏، و بنجر السكر من 12 طنا/ فدان إلى 21 طنًا".‏

ويضيف وكيل الوزارة السابق أن الذي يثير الشكوك أن هذه المسألة ‏تكررت في أكثر من محطة زراعية، فقد سبق واقتطعوا مساحة ‏من محطة سخا للبحوث الزراعية بكفر الشيخ، ومنذ أيام وصلت ‏لجان مساحية لرفع إحداثيات محطة كفر حمام للبحوث الزراعية ‏بالشرقية، ونفس الشيء تكرر في محطة بحوث الدواجن في الصبحية ‏بمحافظة الإسكندرية، وأخيرًا محطة بحوث بهتيم في القليوبية.‏

ويكشف مصدر مسؤول في محطة بحوث بهتيم أن لجنة مساحية ‏تابعة للقوات المسلحة رفعت إحداثيات المحطة، بالتنسيق مع حي ‏شرق شبرا الخيمة، موضحًا أن تبعية المحطة لا علاقة لها ‏بالمحليات.

ومن جانبه، استغاث عبد الله سويلم، المدير الأسبق لمحطة ‏بحوث كفر حمام، برئاسة الجمهورية، لوقف  تدمير صرح علمي ‏يخدم 6 محافظات في شرق الدلتا.‏

وأوضح أن الشرقية من المحافظات ‏التي تتميز بوجود ظهير صحراوي على طول حدودها امتدادًا من ‏القاهرة وصولاً إلى بور سعيد، ولا تبعد كثيرا عن مدينة الزقازيق، ‏ويمكن في أي جزء منها إنشاء مدينة الزقازيق الجديدة، لتسكين ‏طاقات بشرية للاستفادة منها فى التوسع الزراعي والصناعي، بدلا ‏من الاعتداء على الأراضي القديمة عالية الإنتاجية والأقل في ‏استهلاك المياه والأسمدة.

ونفس الاستغاثة وجهها أكثر من 100 فرد من ‏العاملين بمحطة بحوث الدواجن في الإسكندرية، بعد ‏ورود معلومات للمحطة بتحويلها 12 فدانا إلى منطقة سكنية.‏

وحذروا في بيان لهم من تحويل مسار المحطة، إذ ‏إنها تحتفظ بغالبية التراكيب الوراثية لسلالات ‏الدواجن والأرانب المنتشرة فى ربوع مصر، بهدف ‏الحفاظ عليها في صورتها النقية وإجراء التحسين ‏الوراثي عليها باستمرار من أجل زيادة الدخل القومي.

وأوضحوا أن 90% من سلالات الدواجن ‏المحلية المنتشرة في ربوع مصر جرى ‏استنباطها على أيدي علماء تلك المحطة، كما أن المحطة فيها سلالات الأرانب المحلية والأجنبية ‏المنتقاة والتي تتميز بإنتاجيه عالية وملائمة لظروف ‏البيئة المصرية‎.

ويتبع مركز البحوث الزراعية وزارة الزراعة المصرية، ويضم 16 معهدًا بحثيًا و10 معامل مركزية و56 محطة بحثية منتشرة على مستوى ربوع مصر.

ويتجاوز إجمالي عدد العاملين في المركز 12 ألفا من ‏الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى ‏أكثر من 25 ألفا من العاملين في الكادر العام الإداري والفني و ‏الهيئات المعاونة.

المساهمون