مصر: التخوف من تعويم ثالث للجنيه يُنعش مبيعات سبائك الذهب 70%

07 ديسمبر 2022
وصل سعر غرام السبيكة عيار 24 إلى نحو 2100 جنيه مصري (فرانس برس)
+ الخط -

أدت المخاوف المتصاعدة من تعويم ثالث للجنيه المصري إلى إقبال كثيف على شراء المعدن الأصفر لتزيد مبيعات سبائك الذهب في الأسواق المحلية بنسبة عالية جدا ناهزت 70%.

فماذا يحصل في سوق الذهب الآن؟

سجلت أسعار الذهب محليا ارتفاعات قياسية لم تحدث في تاريخ صناعة وتجارة الذهب المصرية، إذ وصل سعر الغرام عيار 21 الأكثر طلبا على الذهب المشغول إلى نحو 1850 جنيها، فيما وصل سعر غرام السبيكة عيار 24 إلى نحو 2100 جنيه. (الدولار=24.6485 جنيها).

وهذا الأمر الذي دفع بعض متاجر الذهب إلى التوقف عن نشر الأسعار إلى حين استقرار الأسواق، في الوقت الذي ارتفعت فيه حركة مبيعات السبائك والجنيهات الذهبية إلى أكثر من 70% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

رئيس اللجنة النقابية للعاملين في تجارة الذهب ميشيل جورج يقول لـ"العربي الجديد" إن قيام بعض التجار برفض تسعير الذهب نتيجة وجود حالة من الارتباك في السوق، انعكس على استقرار الأسعار، مشيرا إلى أن رفض التسعير معناه عدم الشراء والبيع وهو ما يمثل خسائر محققة للتاجر تتمثل في تكاليف التشغيل، بخلاف سمعة التاجر التي حتما ستتأثر حال توقف مبيعاته.

وقال: "إن هناك إقبالا غير عادي على شراء السابائك والجنيهات الذهبية، تخطت نسبته حاجز 70% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بسبب اتجاه الغالبية للاستثمار في الذهب عقب تحريك سعر الدولار".

وعزا ارتفاع أسعار الذهب بنحو 400 جنيه مقارنة بأسعار البورصات العالمية، أو بأسعار الأسواق العربية، إلى سبب رئيسي يرجع لتناقص المعروض مقابل الطلب، في ظل وقف عمليات استيراد خام الذهب، إضافة إلى سعر الدولار في السوق المحلي.

كما أشار إلى أنه رغم ارتفاع اسعار الذهب إلى مستويات قياسية وصلت إلى 1850 جنيها لغرام 21، إلا أنه بحساب التكاليف التشغيلية، تُمنى ورش التصنيع بخسائر يومية، في الوقت الذي لا تستطيع فيه أن تتخلى عن عمالتها، إذ إنها من النوع النادر ويصعب تعويضها.

وأوضح خبير في تجارة وصناعة الذهب عبدالرازق رضوان أن الإقبال هذه الأيام على شراء السبائك والجنيهات الذهبية كنوع من الاستثمار، أدى إلى تراجع الطلب بشكل كبير على المشغولات الذهبية، بما يهدد بغلق الكثير من ورش تصنيع الذهب وتسريح العمالة.

وأشار في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إلى أن بعض ورش التصنيع ستضطر للتنازل عن جزء من أرباحها أو كلها بهدف تحريك عملية البيع، تفاديًا لعملية الغلق.

ورأى الخبير الاقتصادي عبدالنبي عبدالمطلب أن حفاظ المصريين على مدخراتهم من خلال شراء الذهب، سواء فى شكل سبائك أو جنيهات ذهبية، يرجع إلى حالة التخوف من حدوث تخفيض جديد في قيمة الجنيه، بخلاف أن الكثيرين يرون أن  شراء الذهب عمل مشروع وفيه نسبة كبيرة من الأمان عند المقارنة بشراء الدولار.

موقف
التحديثات الحية

ووفقا لبيانات صادرة عن مجلس الذهب العالمي، سجلت مبيعات الذهب خلال النصف الأول من 2022 نحو17.1 طنا، مقابل 16.7 طنا، بزيادة نسبتها 2.4%.

وأظهر تقرير المجلس ارتفاع الطلب على المشغولات الذهبية والمجوهرات في مصر بنسبة 8.4% خلال الربع الثالث من عام 2022 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فيما تراجع خلال الربع الثاني من 2022، مسجلا 7 أطنان، مقابل 8.7 أطنان خلال الربع الأول من 2022 (19.5%)، و7.3 أطنان في نفس الفترة من 2021.

وأظهر أحدث تقرير للمجلس التصديري للحراريات والمواد المعدنية ارتفاع صادرات مصر من الذهب خلال أول 9 أشهر من 2022 بنحو 34%، مسجلة 1.2 مليار دولار مقابل 939 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2021، فيما تصدرت كندا قائمة الدول المستوردة بنحو 601 مليون دولار ثم الإمارات 521 مليون دولار.

وتستخرج مصر الذهب من حوالي 270 موقعا، لكن معظمه يتم الحصول عليه من منجم السكري، فيما يقدر حجم الإنتاج السنوي بنحو 15.8 طنا سنويا.

المساهمون