أكمل عمال شركة الدلتا للأسمدة بطلخا بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر، أسبوعين من الاعتصام داخل ساحات مصنعهم، مع الحرص على تنظيم وقفات احتجاجية وترديد هتافات تحمل مطالبهم الرافضة لبيع الشركة وتصفيتها وتسريح العمال.
وردد العمال هتافات منها "بالروح بالدم، رزق عيالنا أهم"، و"أرض المصنع مش للبيع"، و"الصحافة فين، عمال الدلتا أهم"، و"بالدم بالروح، حقنا مش هيروح". وانضم للعمال في الاعتصام، أسرهم، للتأكيد على عدم إنهاء الاعتصام إلا بعد الحصول على قرار كتابي يفيد باستمرار تشغيل الشركة وعدم بيعها وتشريدهم.
كان العمال قد بدأوا اعتصامهم داخل مقر الشركة في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، اعتراضًا على بيع أراضيها وتشريد العمال في سبيل تخصيص أرض الشركة لإقامة مجمع سكني، بعد الحصول على موافقة كتابية من الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، على إنشاء المجمع ونقل المصنع وعماله إلى مدينة السويس، ما يعني تشريد آلاف العمال وأسرهم، وسط صمت مطبق من الحكومة على تدمير قلعة السماد المصرية.
حيث فوجئ العمال قبل تنظيم الاعتصام، بلجنة من هيئة المساحة يرأسها نقيب من القوات المسلحة المصرية، تعكف على رفع مساحة أرض الشركة بقرار من محافظ الدقهلية الذي قرر إنشاء مجمع سكني عليها بعد أن حصل على موافقات من الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، مقابل نقل المصنع وعماله إلى مدينة السويس، للعمل في مصنع شركة النصر للأسمدة الذي أسسته مع وزارة الإنتاج الحربي المصرية.
وسبق الاعتصام المستمر والمتواصل داخل الشركة، أن نظم مئات العمال والإداريين بمصانع شركة الدلتا للصناعات الكيماوية والأسمدة عددًا من الوقفات الاحتجاجية للتعبير عن رفضهم لسعي محافظ الدقهلية لبيع أرض المصنع وحصول المحافظة على جزء منها لإنشاء المجمع السكني، منذ أغسطس/آب الماضي.
وأصدر محافظ الدقهلية، قرارًا بوقف العمل بالشركة ونقل المصنع إلى مدينة السويس، بدعوى أنها ملوثة للبيئة، ما دفع العمال للاحتجاج بشتى السبل، وتقديم مذكرة رسمية لمجلس الوزراء المصري، تضمنت استغاثة 2500 عامل عمالة مباشرة و2500 عامل عمالة غير مباشرة أي حوالي 5000 أسرة من أسر العاملين بشركة الدلتا للأسمدة بخلاف 1500 أسرة أخرى تسكن المدينة السكنية بشركة الدلتا للأسمدة، يطالبون بتطوير الشركة على نفس أرضها، والتي تعتبر مدينة بذاتها، وعدم تصفية الشركة أو نقلها إلى محافظة السويس لأن النقل بمثابة التصفية.
شركة الدلتا للأسمدة تم إنشاؤها عام 1975 وتمثل قلعة لإنتاج السماد في مصر. توفر أكثر من نصف إنتاجها للفلاحين في مصر عن طريق البنك الزراعي المصري ووزارة الزراعة المصرية؛ إذ تنتج حوالي 223.1 ألف طن يوريا و72.6 الف طن نترات و36.6 ألف طن منتجات أخرى بقيمة 1.224 مليار جنيه سنويًا. لكنها شهدت توقف العمل في الرابع من إبريل/نيسان الماضي، بعدما شب حريق نتج عن انقطاع التيار الكهربائي، مما سبب توقف العمل في أحد أقسام المصنع الرئيسية "قسم الغاز- الأفران"، مما تسبب بتوقف المصنع بالكامل.
لكن الحكومة لم تستجب لاستغاثة العمال، ولم تنظر في خطة التطوير التي وضعتها الشركة القابضة للصناعات الكيماوية متضمنة التوافق البيئي، وتم طرح كراسة الشروط بتاريخ 16/8/2020 وتقدمت بعض الشركات العالمية منها شركتان تعملان حاليا على الدراسة وهذا ما أكد عليه قرار الجمعية العمومية للشركة بتاريخ 17/8/2020 والذي أكد فيه رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة بالإجماع مع مجلس الإدارة أن التطوير على أرض الشركة أفضل البدائل من حيث التكلفة والوقت والبعد الاجتماعي للحفاظ على الأسر من التشرد والتهجير والبطالة، حسبما جاء في مذكرة العمال لمجلس الوزراء.