مستوى قياسي لأسعار الدجاج في المغرب

26 اغسطس 2022
تغلب أسعار الدجاج القدرة الشرائية للأسر (Getty)
+ الخط -

يعد منتجو الدجاج في المغرب بخفض الأسعار بعد الصيف والدخول المدرسي، غير أنهم يعتبرون أن ذلك سيكون صعباً بالنظر لارتفاع أسعار المدخلات، ما يدفعهم إلى التخوف من تكبد خسائر كبيرة. ولا يعزى ارتفاع أسعار الدجاج في الأيام الأخيرة في المملكة إلى الطلب المرتبط بالأعراس وزيادة الاستهلاك في الصيف حصراً، بل يتعلق أيضاً بعوامل أخرى لها علاقة بالوسطاء في السوق وتأثير الحرارة على نمو الدواجن، وبالتالي تضاؤل المعروض في الأسواق.

ويصل سعر الدواجن في مراكز الإنتاج اليوم إلى 1.65 دولار لكيلوغرام الدجاج في الفترة الأخيرة، حسب الفيدرالية المهنية لمربي الدواجن، وهو ما يرد إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب التوتر في السوق الدولية، خاصة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقاً للمربين. وبلغ سعر الدجاج في سوق التجزئة في الفترة الأخيرة مستوى قياسياً، حيث قفز إلى 2.4 دولار للكيلوغرام، بعدما كان في فترات سابقة في حدود 1.3 دولار للكيلو الواحد.

ورأى محمد عبود رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدواجن، أن السعر الذي يباع به الدجاج في مراكز الإنتاج، لا يغطي التكلفة، خاصة بالنسبة للمربين الصغار الذين اضطر بعضهم للتوقف عن الإنتاج، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف.

وأكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن ذلك يؤثر على العرض في السوق في الفترة الحالية، خاصة أن بعض الضيعات الصغيرة عرفت نفوق ما بين 30 و50 في المائة من الدواجن بفعل الحرارة. وأكد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن ارتفاع أسعار الدجاج في الفترة الأخيرة غير مبرر في جزء منه، على اعتبار أن أسعار العديد من مكونات الأعلاف انخفضت في السوق الدولية.

وأشار في تصريح لـ "العربي الجديد" إلى أن درجات الحرارة لا تؤثر كثيرا على نمو الدواجن، على اعتبار أن النمو تساهم فيه عوامل أخرى مثل الضوء، مضيفا أن الضيعات تخفض في هذه الفترة من العام من استعمال غاز البوتان ما يساهم في خفض التكاليف. وذهب إلى أن الوسطاء يساهمون في رفع أسعار الدواجن بما بين 0.3 ودرهم واحد، ما ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للأسر.

ويرتفع الطلب على الدجاج في هذه الفترة من العام، خاصة في الصيف الحالي، بعد عامين عطلت فيهما التدابير الاحترازية المرتبطة بكوفيد الكثير من الأنشطة التي يراهن عليها المربون والتجار من أجل إنعاش سوق الدواجن ولحومها. وشهد العام الحالي عودة حفلات الأعراس التي ترفع الطلب في الصيف، إضافة إلى عودة حركة السفر، بما أفضت إليه من انتعاش في الفنادق والمطاعم، خاصة في المدن السياحية والساحلية.

ويأتي ارتفاع أسعار الدواجن في سياق مستوى تضخم بلغ 7.7 في المائة في يوليو/ تموز في المغرب، حسب ما أعلنت عنه المندوبية السامية للتخطيط الجمعة. ويعتبر مهنيون أن ارتفاع السعر لا يتوقف عند مستوى مراكز الإنتاج، بل يقفز إلى مستوى تضاعفه بفعل سلسلة التسويق التي يتدخل فيها عدد من الفاعلين، حيث تعرض الدواجن في المسالخ التي تبيع بالجملة، وتنتقل إلى المتاجر، ما يخلق هوامش ربح لكل متدخل.

وأثر ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت الأربعين في بعض المناطق منذ يوليو الماضي، على الإنتاج، على اعتبار أن بعض مراكز الإنتاج شهدت نفوق الدواجن، بل إن مستويات الحرارة المرتفعة تفضي إلى ضعف نمو الدواجن ما ينعكس على العرض، حسب الفيدرالية.

وكان المغرب أبرم عقودا مع المنتجين منذ أكثر من 14 عاما من أجل النهوض بقطاع تربية الدواجن، حيث تشير بيانات وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى أن القطاع بات ينتج 635 ألف طن من اللحوم بعد إنجاز استثمارات في حدود 1.3 مليار دولار، الأمر الذي ساعد في زيادة حجم سوق الدواجن في البلاد.

المساهمون