مسؤولون أميركيون يتقاضون رواتبهم بـ"بيتكوين"... وسباق بين الولايات على جذب العملات المشفرة

05 ديسمبر 2021
عمدة ميامي فرانسيس سوريز يتحدث خلال مؤتمر عن العملات المشفرة (Getty)
+ الخط -

يسعى عمدة ميامي، فرانسيس سوريز، الذي قال الشهر الماضي إنه سوف يتقاضى راتبه المقبل "كاملاً بعملة بيتكوين"، إلى تنمية استخدام العملة المشفرة في مختلف أنحاء المدينة، ليلحق به مسؤولون أميركيون منهم عمدة نيويورك، وسط سباق بين الولايات الكبرى للتحول إلى مركز لهذه العملات، رغم سيطرة التذبذب الحاد على تعاملاتها.

يقول سوريز، وفق مقابلة مع تليفزيون بلومبيرغ الأميركي: "إننا في حاجة إلى اقتصاد يقوم على التكنولوجيا حتى تستطيع أي مدينة أن تبقى وتزدهر".

وسيستطيع سكان المدينة وفق هذه الرؤية دفع الرسوم والضرائب بعملة بيتكوين، كما أن العديد من الموظفين سوف يتقاضون رواتبهم بالعملة الرقمية.

يأتي التركيز على العملة المشفرة في إطار توجه نحو هذا القطاع في المدينة، حيث يسعى عمدتها إلى جذب مزيد من الشركات، حتى تنتقل إليها من مواقعها التي ترتفع فيها الضرائب، ويدافع من أجل أن تصبح ميامي مركزاً جديداً للتمويل الرقمي.

  بيتكوين هوت بنسبة 22% في تعاملات، أمس السبت، لتصل إلى حوالي 41.95 ألف دولار

ويعمل عمدة ميامي أيضاً في وظيفة محامٍ، كما يعمل لدى صندوق للاستثمار المباشر. وبحسب تغريدة له أخيرا فإن راتبه من القطاع العام، الذي حُدد بقيمة 97 ألف دولار في عام 2018. وقال إن هذه الراتب يتم تحويله إلى عملة "بيتكوين" تحويلاً فورياً عبر شركة "سترايك" للتكنولوجيا المالية.

وبعد تغريدة سوريز بفترة قصيرة، أعلن العمدة المُنتخب لمدينة نيويورك إيريك آدمز هو الآخر إنه سيتقاضى أول ثلاثة أشهر من راتبه بعملة بيتكوين، ابتداءً من يناير/ كانون الثاني المقبل، وأنه يستهدف كذلك تحويل المدينة إلى مركز للعملات المشفرة.

في وقت سابق من العام، أطلقت ميامي عملة رمزية تسمى "ميامي كوين"، وقال سوريز إنها حققت 30 مليون دولار إيرادات في غضون ثلاثة أشهر. و يتوقع أن تنضم مدن أخرى إلى المنافسة، كما انضمنت مدينة نيويورك بهدف جذب مزيد من استثمارات العملات المشفرة.

وفي مؤتمر لبلوميبرغ، يوم الجمعة الماضي، قال عمدة ميامي إن "أمام المدن خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تتظاهر بأن العملات المشفرة غير موجودة، أو أن تواجه الواقع وتُقبل على هذا الاضطراب، وتتبنى هذا التغيير".

لكن التوسع في استخدام عملة بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة يحمل مخاطر كبيرة في ظل التذبذب الحاد في تعاملاتها وأسعارها على مدار اليوم الواحد.

فقد خسرت بيتكوين خُمس قيمتها، أمس السبت، إذ أدى مزيج من جني الأرباح والمخاوف بشأن الاقتصاد الكلي إلى عمليات بيع للعملات المشفرة قيمتها نحو مليار دولار.

وهوت بيتكوين، أكبر وأشهر عملة مشفرة في العالم، بنحو 22% لتصل إلى حوالي 41.95 ألف دولار. كما تراجعت عملة إيثر أكثر من 10% مع عمليات البيع الواسعة للعملات المشفرة.

ميامي أطلقت في وقت سابق من العام الجاري عملة رمزية تسمى "ميامي كوين"

ويأتي التراجع في أعقاب أسبوع متقلب لأسواق المال. وهبطت الأسهم العالمية وعوائد السندات الأميركية القياسية، يوم الجمعة الماضي، بعدما أظهرت بيانات تباطؤ نمو الوظائف بالولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني، بينما استمر قلق المستثمرين حيال السلالة "أوميكرون" من فيروس كورونا.

كما تأتي عمليات البيع قبيل إدلاء مسؤولين تنفيذيين في ثماني شركات كبيرة للعملات المشفرة بشهاداتهم أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأميركي في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وستكون شهاداتهم الأولى التي يدلي بها لاعبون رئيسيون في أسواق العملات المشفرة أمام النواب الأميركيين، فيما يواجه صناع السياسات صعوبات في التعامل مع تداعيات تلك العملات ويبحثون عن أفضل طريقة لتنظيمها.

المساهمون