مزيد من الإضرابات وغلاء وصقيع في "عيد الميلاد" البريطاني

09 ديسمبر 2022
من التحركات الاحتجاجية لعمال البريد اليوم الجمعة في لندن (Getty)
+ الخط -

دعت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان البريطانيين الراغبين في السفر خلال فترة الأعياد إلى التريّث قبل اتّخاذهم هذا القرار و"التفكير مليّاً"، بعد أن انضمّ موظّفو الحدود إلى قافلة "المضربين" عن العمل.

وكان المسعفون قد انضمّوا أخيراً إلى الإضراب الذي أعلن عنه الممرضون في هيئة الخدمات الصحية (NHS)، والمقرّر يومي الـ15 والـ20 من الشهر الجاري، أي قبل أيام من عطلة عيد الميلاد ورأس السنة، إضافة إلى عمّال التوصيل والبريد وعمّال الإطفاء.

وتأتي دعوة برافرمان في الوقت الذي تشهد فيه الحكومة انتقادات لاذعة، كونها لم تطرح حتى اللحظة سوى حلول آنية للحدّ من الاضطرابات التي ستتسبّب بها الإضرابات، بدلاً من أن تخوض حواراً حقيقياً ومفاوضات فعّالة للاستجابة للمطالب، وسط غلاء المعيشة ووصول التضخّم إلى مستويات قياسية. 

وحذّرت برافرمان من أن إضراب عمّال الحدود سيؤدي إلى "اضطراب خطير في خطط آلاف الأشخاص ممن قرّروا قضاء هذه العطلة خارج البلاد"، مضيفة أنها لن تتنازل عن الأولوية القصوى المتمثلة بأمن الحدود، في إشارة إلى ما قد تتخذه من إجراءات "صارمة" لسدّ الفراغ الذي سيخلّفه إضراب موظّفي الحدود، ما سيزيد من عرقلة الحركة.

وقال الأمين العام للاتحاد الوطني للسكك الحديدية مايك لينش، لشبكة "سكاي نيوز"، إن الحكومة "نسفت" المحادثات بين شركة تشغيل القطارات وبين العمّال، وإنها بدلاً من الاستجابة لوثيقة المطالب التي جمّعتها الشركة بعد أشهر من المفاوضات، رفضت المطالب وأعلنت عن الاستعداد لمواجهة عقبات الإضراب. 

ومن المقرّر أن يضرب عمّال السكك الحديدية يومي 13 و14 ديسمبر/كانون الأول، ويومي 16 و17 ديسمبر، إضافة إلى إضراب "موجع" يبدأ عشية عيد الميلاد ويستمرّ حتى صباح 27 ديسمبر، تتبعه سلسلتان من الإضرابات بداية العام الجديد من 3 إلى 4 يناير ومن 6 إلى 7 يناير/كانون الثاني 2023.

أما إضراب موظّفي الحدود، فمن المقرر أن يمتد من 23 إلى 26 ديسمبر ومن 28 إلى 31 ديسمبر، ومن المتوقع أن يؤثّر بشكل أساسي على حركة مطارات برمنغهام وكارديف ومانشستر وغلاسكو والمطارين الأساسيين في لندن، هيثرو وغاتويك، إضافة إلى ميناء نيوهافن.

وقامت العديد من المطارات باستباق تصريحات وزيرة الداخلية بالتحذير من احتمال حدوث بعض الإلغاءات، بينما من المتوقّع أن تشهد المطارات خلال هذه الفترة طوابير طويلة قبل الحصول على ختم الدخول عند موظّفي الهجرة. 

من جهته، طلب "داونينغ ستريت" من الأشخاص الراغبين في السفر خلال فترة الأعياد أن يراجعوا شركات الطيران للحصول على معلومات حول إلغاء الرحلة أو تأجيلها.

ولن تقتصر إذاً حركة الإضرابات والاحتجاجات على قطاعات النقل الجوي والبري والبحري، بل ستشمل أيضاً الكثير من القطاعات الحيوية، كالصحة والإسعاف والتعليم، حيث تتسع كل يوم دائرة المطالب المتعلقة بالأجور، التي لم تعد تتناسب مع الحدود التي وصل إليها التضخّم ومع حالة الركود الاقتصادي في المملكة المتحدة. 

يُذكر أن بعض البريطانيين ترجع به الذاكرة اليوم إلى السبعينيات، وتحديداً إلى "شتاء السخط" كما أطلق عليه في ذلك الحين، والممتد من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1978 إلى شهر فبراير/شباط 1979، حيث شهدت المملكة حركة إضرابات كثيفة عطّلت الحياة وشلّت الحركة وأسقطت حكومة جيمس كالاهان العمّالية، وعبّدت الطريق لحزب "المحافظين" وزعيمته مارغريت تاتشر. وهذا الشتاء يبدو قارساً أيضاً أكثر من السنوات الماضية، وقد تدنّت فيه الحرارة إلى ما تحت الصفر، وسط أزمة غلاء معيشة جعلت ملايين البريطانيين "ساخطين".

المساهمون