خلال العام الماضي، تفوقت مجموعة قراصنة دولية، ضمنها الكثير من المراهقين، على بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، ودوافعهم كانت غير عادية في بعض الأحيان، كما قال خبراء أمنيون حققوا في الأحداث، لموقع "وول ستريت جورنال".
شركة أوبر تكنولوجيز إنك، قالت الاثنين إنها كانت ضحية لمجموعة تدعى "لابسوس" تمكنت من الوصول إلى الأنظمة الداخلية للشركة، ونشرت رسائل، بما في ذلك صورة كاريكاتورية للموظفين.
كان هذا هو الأحدث في سلسلة من الاختراقات الجديرة بالملاحظة. في الشهر الماضي، قالت شركة "سيسكو سيستم" إنها تعرضت للاختراق، على الأرجح من قِبل متسلل تابع لمجموعة "لابسوس". وأوضحت الشركات أنه خلال فورة استمرت شهراً تقريباً في شهر مارس/ آذار، اقتحمت المجموعة شبكات شركة "نفيديا كورب" و"مايكروسوفت" و"أوكتا" و"سامسونغ".
تقوم بعض مجموعات القرصنة بتثبيت برامج الفدية أو سرقة البيانات بهدوء، مثل معلومات بطاقة الائتمان أو أرقام الضمان الاجتماعي، التي يقومون ببيعها بعد ذلك. البعض الآخر مدعوم من الحكومات ويحاول سرقة أسرار الشركات أو إجراء التجسس. إلا أن مجموعة "لابسوس" مختلفة، وفق "وول ستريت جورنال".
في بعض الأحيان، تطالب المجموعة بأموال للابتزاز. قالت أليسون نيكسون، كبيرة مسؤولي الأبحاث في شركة الأمن السيبراني "يونيت 221"، إن "الدافع غالباً ما يبدو أنه الدعاية: نوع من الشهرة يستخدم كمصداقية في الشارع مع قراصنة آخرين حتى يتمكنوا من التعاون في مساعي إجرامية مستقبلية".
وشرحت نيكسون، التي تتبعت المجموعة منذ العام الماضي: "إنهم في الأساس أطفال نشأوا في مجتمعات على الإنترنت تهيئ الأطفال لارتكاب جرائم إلكترونية".
ويشرح تقرير وول ستريت جورنال أن هذا الفريق يختبئ وراء أسماء مستعارة مجهولة على الإنترنت، لكن أعضاء المجموعة تركوا ما يكفي من الآثار ليجري التعرف إليها من قبل جهات إنفاذ القانون والباحثين الخاصين.
من المحتمل أن تضم المجموعة أعضاءً من البرازيل والمملكة المتحدة، العديد منهم من المراهقين، وفقاً لباحثين أمنيين ومسؤولين عن إنفاذ القانون. ورغم أنها ليست متطورة تقنياً، فقد أثبتت المجموعة في فترة قصيرة فعاليتها المدمرة في اقتحام بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
العديد من هذه الهجمات تفترس الأنظمة التي أنشأتها الشركات للعمل بكفاءة خلال عصر العمل عن بعد، وتستهدف مكاتب مساعدة الشركة والأنظمة التي تستخدمها الشركات لإعادة تعيين كلمات المرور والوصول إلى شبكات الشركات عن بُعد.
ويقول مارك روجرز، المدير التنفيذي السابق للأمن في شركة "أوكتا"، الذي يشغل الآن منصب كبير مسؤولي الأمن في "كيو نت" لـ"وول ستريت جورنال": "لقد طور هؤلاء الأطفال منهجية ناجحة للغاية بشأن من يستهدفون وكيف يستهدفون".
في بعض الحالات بعد الاختراق، يقفز المتسللون إلى مكالمات اتصالات الأزمات الخاصة بضحاياهم وأنظمة الرسائل الداخلية لاكتساب "نظرة ثاقبة على الحالة الذهنية للضحية، ومعرفة ثغرة لبدء طلبات الابتزاز"، كما تقول الصحيفة.
في إبريل/ نيسان، اتهمت شرطة مدينة لندن مراهقين على صلة بعمليات الاختراق، وفقاً للمحققين وشرطة لندن. وقال مايكل أوسوليفان مفتش شرطة المدينة، إن المراهقين، اللذين يبلغان من العمر 16 عاماً و17 عاماً، يخضعان حالياً للكفالة المشروطة. ومن المقرر إجراء محاكمة في يوليو/ تموز من العام المقبل.