أعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأحد، البدء بمخطط تطوير حديقة الحيوان التاريخية في محافظة الجيزة، استجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن المخطط يرتكز على محاور عدة، أهمها تنفيذ مسارات وطرق جديدة، وأماكن ترفيهية ومطاعم وفندق داخل الحديقة، حتى تكون تجربة ترفيهية متكاملة.
وقال مدبولي، في اجتماع عقده مع وزير الزراعة السيد القصير، ووزير الدولة للإنتاج الحربي محمد أحمد مرسي، ورئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربي للمشروعات ماجد السرتي، المسؤولة عن تنفيذ مشروع تطوير الحديقة، إن المخطط يشمل تحديث المناخات الحاضنة للحيوانات، وتوفير بيئة طبية بيطرية عالية المستوى، ووحدة زراعية متخصصة للإشراف على الزراعات، إلى جانب تطوير البنية التحتية والإنشاءات داخل الحديقة.
وأعرب مدبولي عن تطلع الحكومة إلى إعادة إحياء كافة الحدائق، وتعزيز دورها كمناطق مفتوحة ومساحات خضراء داخل المدن، بما يمثل متنفساً للمواطنين، فضلاً عن العمل على تطوير الأصول المملوكة للدولة من حدائق ومتنزهات في نطاق محافظات القاهرة الكبرى، عن طريق إقامة المطاعم والأماكن الترفيهية لتقديم الخدمات لروادها.
ووجّه مدبولي بصياغة التصور النهائي لمشروع تطوير حديقة الحيوان، وتفاصيل التمويل والعائد من المشروع، والعرض على مجلس الوزراء، مع إعداد مذكرة تفاهم بشأن تنفيذ المشروع بين الجهات المعنية، في إطار إعادة تطوير وتحديث الحديقة بشكل كلي، وكذلك ترميم وإعادة توظيف المباني ذات الأهمية الأثرية والتاريخية، وتقديم أنواع جديدة ومثيرة من الحيوانات، وتدريب وتطوير الموظفين من ذوي الكفاءات العالية.
وختم قائلاً إن تطوير حديقة الحيوان بالجيزة يستهدف تقديم تجربة ترفيهية تليق باسم مصر، وبما يحقق الحفاظ على القيمة الفنية والأثرية للحديقة، لا سيما أنها تعد جزءاً من موروث مصر الترفيهي على مدار الأجيال، إلى جانب ما تتمتع به من قيمة أثرية وتاريخية، بوصفها ثالث أقدم حديقة حيوان في العالم بعد حديقتي برلين ولندن، وكانت تنافسهما في ندرة الحيوانات وأعدادها.
وافتتحت حديقة الحيوان في الجيزة عام 1891، على مساحة تقدر بنحو 80 فداناً، وهي أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول حدائق الحيوانات في قارة أفريقيا، وكانت تسمى في السابق "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا"، إذ تضم قرابة 6 آلاف حيوان من 175 نوعاً، من بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.
وكان مصدر حكومي مطلع قد قال لـ"العربي الجديد" إن توجيه السيسي بتطوير حديقتي الحيوان والأورمان التاريخيتين في الجيزة يعني تحويلهما إلى أماكن للمطاعم والمقاهي الحديثة، بعد إزالة وتجريف أكبر قدر ممكن من المساحات الخضراء، على غرار ما حدث في حديقة الطفل بحي مدينة نصر، وحديقة قصر عابدين في وسط القاهرة.
وأفاد المصدر بأن حصيلة تأجير الأنشطة التجارية المقررة في الحديقتين ستذهب على الأرجح إلى صندوق جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش، للاستفادة من عوائدها بعيداً عن الموازنة العامة للدولة، في تكرار لما حدث مع بعض الحدائق والمتنزهات الشهيرة في مناطق القاهرة، والتي تحولت تدريجياً إلى تجمعات للمطاعم والكافيهات.