قالت المسؤولة البارزة في المصرف المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، إنّ رفع أسعار الفائدة قبل الأوان قد "يخنق التعافي"، وهي التعليقات التي تأتي في الوقت الذي وصل فيه التضخم في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة إلى مستويات قياسية.
وفي مقابلة مع عدد يوم السبت من صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية اليومية، شددت عضو المجلس التنفيذي للمصرف المركزي الأوروبي على توقعات البنك بقولها إن " التضخم سينخفض كثيراً على المدى المتوسط"، مضيفة أن "هذا هو السبب في أننا لا نرفع أسعار الفائدة الآن كما يدعو البعض".
وأشارت شنابل إلى توقعات المصرف المركزي الأوروبي بانخفاض التضخم على المدى المتوسط إلى ما دون هدف البنك البالغ 2 بالمائة، على الرغم من وجود "حالة عدم يقين كبيرة" بشأن التوقعات.
وقالت شنابل إن "هذا هو السبب في أننا لا يجب أن نرفع أسعار الفائدة قبل الأوان، لأن ذلك قد يخنق الانتعاش. لكننا سنتصرف بسرعة وحسم إذا توصلنا إلى أن التضخم قد يستقر فوق 2 بالمائة".
ويعتبر التضخم مصدر قلق حاد بشكل خاص في ألمانيا بلد شنابل، التي لديها أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي في 7 يناير/كانون الثاني إنّ معدل التضخم السنوي ارتفع إلى 5 بالمائة في ديسمبر/كانون الأول، وهو أعلى مستوى في منطقة اليورو منذ بدء حفظ السجلات عام 1997، محطماً الرقم القياسي السابق البالغ 4.9 بالمائة في نوفمبر/تشرين الثاني. وهو ما زاد من الضغط على المصرف المركزي الأوروبي للتصرف بشأن التضخم، لأنه أبقى أسعار الفائدة منخفضة للغاية لتحفيز الاقتصاد على التعافي من الجائحة.
ويعد رفع الفائدة تقليدياً السلاح الأنسب لمواجهة التضخم، إلا أنه من ناحية أخرى يؤدي إلى تباطؤ النمو والاستثمارات، لذا تتباطأ كثير من البنوك المركزية العالمية في قرار رفع الفائدة بمواجهة التضخم، مثل المركزي الأميركي الذي لم يرفع الفائدة حتى الآن، رغم وصول التضخم إلى أرقام قياسية تاريخية، وكذلك المركزي الأوروبي الذي يتوقع ألا يرفع الفائدة قبل عام 2023، والمركزي التركي الذي اتخذ خطوات عكسية بخفض الفائدة في مواجهة التضخم.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)