مخاطر على البنوك الألمانية بفعل تراجع أسعار العقارات

18 مارس 2024
تحذير من الأعباء طويلة المدى الناجمة عن انخفاض أسعار العقارات التجارية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تشهد العقارات التجارية في ألمانيا انخفاضًا تاريخيًا في الأسعار بنسبة 12.1% مقارنة بالعام السابق، مما يهدد بأزمة طويلة الأمد قد تستمر لسنوات وتؤثر سلبًا على البنوك والمؤسسات المالية.
- رئيس هيئة الرقابة المصرفية الأوروبية يحذر من أن العقارات التجارية تمثل واحدة من أكبر المخاطر للقطاع المصرفي، مشيرًا إلى ضرورة الاستعداد لأزمة ممتدة والتعامل مع مخاطر أسعار الفائدة والتحديات الاقتصادية والجيوسياسية.
- دويتشه بنك، الذي يشارك بشكل كبير في سوق العقارات التجارية الأمريكية بقروض تصل إلى 17 مليار يورو، يزيد من مخصصات المخاطر لمواجهة الأزمة، فيما تحذر الهيئات الرقابية والمؤسسات المالية من تداعيات انخفاض أسعار العقارات.

تسجل العقارات التجارية في ألمانيا تراجعات ملحوظة في الأسعار، الأمر الذي بدأ يشكل خطرا على البنوك ويهدد بأزمة قد تستمر سنوات.

وعن مدى تأثير ذلك، قال رئيس هيئة الرقابة المصرفية في الإتحاد الأوروبي (إيبا) خوسيه مانويل كامبا، في مقابلة مع هاندلسبلات، اليوم الاثنين، إنه يتعين على البنوك أن تستعد لأزمة ستستمر عدة سنوات.

وحذرت المؤسسات المالية من الأعباء طويلة المدى الناجمة عن انخفاض أسعار العقارات التجارية، ويمكن للمؤسسات المتخصصة في العقارات أن تواجه تحديات أكبر من البنوك الأخرى.

وأفاد بأنه ليس فقط المساحات التجارية الفارغة وأزمة البناء التي تتسبب باضطرابات في سوق العقارات التجارية فحسب، بل تفرض الأزمة الآن ضغوطا على الميزانيات العمومية للبنوك.

وفي رد على سؤال حول مدى خطورة أزمة العقارات التجارية على البنوك، أوضح كامبا أن العقارات التجارية تعد حالياً واحدة من أكبر المخاطر التي يواجهها القطاع المصرفي، إلى جانب التعامل مع مخاطر أسعار الفائدة وعواقب عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي على التنمية الاقتصادية.

وأضاف أنه لحسن الحظ، فان نسبة القروض العقارية التجارية في المحفظة التمويلية للبنوك الأوروبية ليست عالية جدا، لكن الوضع يتطلب العناية، مفيداً بأنه من غير المرجح أن يكون تأثيرها في أوروبا كما هو الحال في الولايات المتحدة.

واعتبر كيبا أن بعض البنوك الألمانية منخرطة أكثر من غيرها في سوق العقارات التجارية الأميركية، ولم يتحدث عما يسمى "أموالاً غبية".

وأبرز في حديثه أن هناك فائضاً في الودائع الادخارية في ألمانيا، ولذلك من المنطقي أن تضطر البنوك الألمانية إلى الاستثمار في الخارج، وقد تكون استثمارات جيدة وفي أحيان أخرى يتخذون قرارات استثمارية سيئة.

ويشارك دويتشه بنك بشكل كبير نسبياً في سوق العقارات التجارية الأميركية، وقد منح قروضاً للعقارات في الولايات المتحدة بمبالغ تصل إلى 17 مليار يورو.

وفي سياق متصل، ذكرت تقارير إعلامية، بينها لشبكة إن تي في الإخبارية، اليوم، أن "دويتشه بفاند بريف بنك" اضطر إلى زيادة مخصصات المخاطر الخاصة به ضد الأزمات في الربع الأخير من العام الماضي، وحاول خلال الأسابيع الماضية طمـأنة المستثمرين ببيان حول وضع السيولة لديه.

وأكدت جمعية بنوك بفاند بريف الألمانية أخيراً أن انخفاض أسعار العقارات في ألمانيا لم يسبق له مثيل، وأنه في نهاية العام 2023، سجلت أسعار العقارات التجارية تراجعات تاريخية، إذ بلغت النسبة 12.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

هذا وكانت هيئة الرقابة الفيدرالية الألمانية حذرت أيضا من المخاطر التي تواجه البنوك في البلاد بسبب تراجع أسعار العقارات، كما توقف الاقتراض وتعرض قيمة ضمانات القروض لضغوط، وكل ذلك بعد أن كانت الأسعار والتقييمات ارتفعت على مدى سنوات طويلة، ونمت المحافظ العقارية لدى العديد من المؤسسات الائتمانية.

المساهمون