محمد يونس... رئيس الوزراء الحائز على نوبل ملاذ فقراء بنغلادش

08 اغسطس 2024
محمد يونس بعد الرد على استفسارات مكتب لجنة مكافحة الفساد في 2023 (سيد محمود الرحمن/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تولي محمد يونس الحكومة الانتقالية في بنغلادش**: بعد استقالة الشيخة حسينة، لجأ الطلبة إلى محمد يونس لقيادة الحكومة الانتقالية. أعلن يونس استعداده للعمل في المجال المصرفي والاقتصادي، ودعا إلى انتخابات حرة.

- **إنجازات محمد يونس**: حاز على جائزة نوبل للسلام في 2006 بفضل "غرامين بنك". رغم نأيه عن السياسة، كان منافساً قوياً للشيخة حسينة وساهم في مكافحة الفقر.

- **رؤية يونس الاقتصادية**: تأثر بالمجاعة في 1974 وأسس "غرامين بنك" لتقديم قروض للفقراء، مع التركيز على دعم النساء.

 

لاذ الطلبة الغاضبون في بنغلادش بـ"مصرفي الفقراء"، محمد يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام، حيث اعتبر الطلبة أنه أهل لتولي أمر حكومة بلادهم في هذا الوقت الحرج، بعدما أرغمت التظاهرات الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار إلى الخارج بطائرة عسكرية.
ولم يخيّب الاقتصادي العالمي والأستاذ الجامعي البالغ من العمر 84 عاماً ظن الفقراء في بلاده، وهو الذي بقي بعيداً عن السياسة طوال عمره، حيث أعلن أنه مستعد للعمل من أجل بلده في المجال المصرفي والاقتصادي الذي يتقنه، داعياً إلى تنظيم انتخابات حرة، وهو الذي يرى أن مواطنيه أضحوا أحراراً بعد تنحي الشيخة حسينة وفرارها إلى الهند.
وقرر رئيس بنغلادش، محمد شهاب الدين، تكليف محمد يونس رئيساً للحكومة الانتقالية في البلاد. وحسب صحيفة دكا تريبون نقلاً عن مسؤولين، تم تعيين محمد يونس رئيساً للحكومة المؤقتة نتيجة اجتماع بين رئيس البلاد، وقيادات الحركة الطلابية المناهضة للتمييز.

شهرة عالمية

حاز محمد يونس شهرة عالمية عندما نال جائزة نوبل للسلام في عام 2006، حيث كوفئ على مساهمته في مكافحة الفقر، عبر اقتراح قروض صغرى للأسر الفقيرة في الأرياف من خلال تجربة "غرامين بنك" الفريدة.
راودت يونس الذي اعتبر عند تسلّمه جائزة نوبل أن الناس لم يولدوا كي يعانوا من البؤس والجوع والفقر، فكرة الانخراط في العمل السياسي عبر تأسيس حزب سياسي، لكنه ما لبث أن رجع عن تلك الفكرة.

غير أن نأيه عن العمل السياسي المباشر رغم انتقاده للأوضاع في بلده، لم يله السلطة عنه، حيث كان مناصروه يدركون أن شخصيته تحظى باحترام كبير، ما يجعل منه، وهو الذي ساهم في انتشال الملايين من مواطنيه من الفقر، منافساً محتملاً قوياً للشيخة حسينة، التي تآكلت شرعيتها بعد انتخابات تشريعية قاطعها أهم حزب في البلد.
عانى الاقتصادي العالمي من العديد من المحن، فقد أُجبر من قبل الحكومة على مغادرة "غرامين بنك" في عام 2011.

قرار أيّدته أعلى هيئة قضائية في البلد. وفي يناير/كانون الثاني الماضي أدين بالسجن ستة أشهر بمعية ثلاثة من زملائه في شركة "غرامين تيليكوم"، بعد اتهامهم بانتهاك قوانين العمل، قبل أن يخلى سبيلهم بكفالة في انتظار الاستئناف.
غير أن ذلك لم يكن كافياً لخصومه، حيث أكد محمد يونس بعد ذلك أنه تم الاستيلاء على المبنى الذي يضم العديد من شركاته وحيل بين الموظفين والدخول إليه.

من أسرة غنية

ينحدر من أسرة غنية في منطقة شيتا غونغ Chittagong، وتأثر بوالدته التي كانت دائمة الاعتناء بالفقراء. درس في بلده والولايات المتحدة التي عاد منها إلى بلده في 1971، كي يتولى أمر قسم الاقتصاد بجامعة شيتا غونغ.
تأثرت أبحاثه بالمجاعة التي عرفها بلده في 1974، حيث انصبت بمعية طلبته على الفقر، الذي لم يستطع تجاهله، هو الذي يؤكد أنه لا يمكنه الاكتفاء بتدريس نظريات اقتصادية. فقد قرر اتخاذ مبادرة يساعد بها أبناء بلده الفقراء.
بلور تصوراً يريد من ورائه بناء اقتصاد يقوم على الإيثار ويقطع مع الأنانية التي تذكيها الرأسمالية. ذلك تصور ضمّنه في كتابين بعنوان "ريادة الأعمال الاجتماعية" و"عالم من ثلاثة أصفار: اقتصاد جديد بصفر فقر، وصفر بطالة، وصفر تلوث".

محمد يونس الداعم للفقراء

يرى الاقتصادي الداعم للفقراء والذي يدافع عن مجتمع يقوم على توزيع عادل للثروة ومحافظ على البيئة، أن الاقتصاد ليس سوى وسيلة من أجل تحقيق الأهداف التي يتم التوافق حولها، معتبراً أنه يتوجب التركيز من قبل الدول على توجيه الأموال إلى المشاريع ذات النفع الاجتماعي والبيئي.

عانى الاقتصادي العالمي من العديد من المحن، فقد أُجبر من قبل الحكومة على مغادرة "غرامين بنك" في عام 2011.


تقوم الفكرة التي جعلت منه مرجعاً عالمياً على إقراض القليل من المال بدون ضمانات من أجل مساعدة الأكثر فقراً على التخلص من وضعيتهم تلك. هذا ما دفعه في 1983 إلى تأسيس بنكه "غرامين بنك"، الذي أحدث نقلة في توفير قروض للفقراء.
يوجد ذلك البنك اليوم في حوالي 94% من القرى البنغالية. وهي تجربة ألهمت العديد من الناس في بلدان أخرى. فقد تمكن محمد يونس من إخراج الملايين من الفقر عبر قروض بدون ضمانات سداد.
 

اهتمام بالنساء

آمن بأن للنساء دوراً اقتصادياً. فلم تكن النساء يحظين سوى بنسبة 1% من القروض المصرفية في بلده، هذا ما دفعه إلى التشديد على ضرورة أن تمثل النساء نصف المقترضين. ذلك توجه لم يستسغه البعض في المجتمع.
غير أن إيمانه بدور النساء في إخراج الأسر من الفقر، حرّضه على المضي في ما عقد عليه العزم.

فقد أضحت النساء يمثلن 97% من الأعضاء المقترضين البالغ عددهم حوالي 10.50 ملايين في المصرف الذي أسسه محمد يونس.
أياً كان الموقع الذي سيحتله محمد يونس بعد طي صفحة الشيخة حسينة، إلا أنه تمكن، رغم المحن التي واجهها، من كسب ثقة فقراء بلده الذين سعى إلى تحسين أوضاعهم بقروض صغيرة بدون ضمانات سوى الثقة فيهم، والتضامن الذي يعد قيمة إنسانية لا تعلمها الكثير من النظريات الاقتصادية.

المساهمون