استمع إلى الملخص
- خفضت تركيا سعر إعادة الشراء إلى 47.5%، مع توقعات بوصوله إلى 27.5% بنهاية العام المقبل، مما يعكس سياسة نقدية متشددة وتوقعات بتخفيضات أكبر.
- تراجع سعر صرف الليرة بنسبة 0.3%، مع توقعات متباينة حول مستوى الفائدة المستهدف، وتوقع البنك المركزي تباطؤ التضخم إلى 21% بنهاية 2025.
يتوقع محللون أن تمضي تركيا باتجاه المزيد من قرارات تخفيض أسعار الفائدة في العام 2025، بعد الخفض المفاجئ للمرة الأولى منذ نحو عامين أمس الخميس، لسعر الفائدة القياسي بمقدار 250 نقطة أساس، وفقاً لتقرير أوردته شبكة بلومبيرغ الأميركية اليوم الجمعة. واللافت أن هؤلاء يتوقعون خفضاً لسعر الفائدة في كل اجتماع للسياسة النقدية في عام 2025، بعد التخفيض الذي فاق التوقعات أمس، رغم تحذيرات عديدة من دورة تخفيف نقدي متواصلة.
وقد خفضت السلطة النقدية الخميس، سعر إعادة الشراء القياسي لمدة أسبوع واحد إلى 47.5% من 50% في أول خطوة من هذا القبيل منذ ما يقرب من عامين، في حين ضيقت ممر أسعار الفائدة وهي خطوة اعتبرت متشددة، بحسب بلومبيرغ. ولتعزيز هذه النقطة، أكد صناع السياسات أن توقيت المزيد من التخفيضات سيكون معتمداً على البيانات. لكن هذا لم يمنع العديد من المحللين من توقع المزيد من تخفيضات الأسعار الأكبر للعام المقبل، عندما من المقرر أن يعقد البنك المركزي التركي ثمانية اجتماعات للسياسة، انخفاضاً من 12 اجتماعاً في عام 2024.
وتراجع سعر صرف الليرة التركية بنحو 0.3% اليوم الجمعة، لتتداول عند 35.2678 مقابل الدولار، بما يرفع خسائرها على مدى الأسابيع الأربعة الماضية إلى 1.8%. وهذا هو سادس أسوأ أداء بين 23 عملة من الأسواق الناشئة التي تتبعها بلومبيرغ خلال نفس الفترة.
وبعد خفض سعر الفائدة المفاجئ يوم الخميس، قال خبراء الاقتصاد في مورغان ستانلي إنهم يرون أن الأسعار ستصل إلى 42.5% بحلول مارس/آذار، مقارنة بتوقعاتهم السابقة البالغة 44%، مع خفضين بمقدار 250 نقطة أساس في الربع الأول. ومن المقرر عقد الاجتماعين التاليين في 23 يناير/كانون الثاني والسادس من مارس 2025. كما قال كل من أوكان إرتيم من بنك تركي إيكونومي إيه إس وخبير الاقتصاد في باركليز إركان إرغوزيل إنهما يتوقعان الآن خفضاً بمقدار 250 نقطة أساس في جميع الاجتماعات الثمانية المقرر عقدها العام المقبل.
ومن شأن ذلك أن يخفض الأسعار إلى 27.5% في نهاية العام. في وقت سابق، توقع إرغوزيل أن يتم الوصول إلى هذا المستوى بحلول أغسطس ثم الحفاظ عليه حتى نهاية العام. ووفقاً لإركين إيشيك، كبير خبراء الاقتصاد في بنك قطر الوطني، فإن خفض عدد اجتماعات المصارف المركزية يعني أن حجم التخفيضات قد يكون أكبر. وقال: "نعتقد أن فرص خفض الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس في كلا الاجتماعين في الربع الأول قوية"، بينما توقع أن ينخفض سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع واحد إلى 28.5% بحلول نهاية العام.
كما توقع محللو سيتي غروب إنك، بما في ذلك إيلكر دوماك، أن تكون الأسعار عند 30% خلال نفس الفترة، محذرين من أن "الموقف الأكثر تيسيراً" من صناع السياسات قد يقلل من شهية أصول الليرة، فيما أبقى محللو غولدمان ساكس غروب إنك على توقعاتهم لأسعار الفائدة عند 39% بحلول يونيو/حزيران، قائلين إن المخاطر التي تهدد توقعاتهم "ضئيلة".
وفي السياق أيضاً، ذكر المحللان في دويتشه بنك، ييجيت أوناي وكريستيان فيتوسكا، أن تركيز البنك على القرارات القائمة على البيانات من المرجح أن يؤدي إلى توقف صناع السياسات عن تخفيف السياسة بعد تحديد سعر الفائدة عند 45% في يناير. وقالا إن السلطة ستخفض في نهاية المطاف سعر الفائدة الرئيسي إلى 30% بحلول نهاية عام 2025. وكان البنك المركزي التركي قد توقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن يتباطأ التضخم الاستهلاكي إلى 21% بحلول نهاية عام 2025، مقارنة مع 47.1% الشهر الماضي. وسيكشف البنك عن توقعاته الفصلية القادمة للأسعار في فبراير/شباط، والتي ستكون بمثابة أهداف جديدة قصيرة الأجل للسلطة، علماً أن الهدف الرسمي للبنك هو 5%.