تحول الجنيه الإسترليني إلى عملة سياسية أكثر منها عملة تجارة وسوق صرف في السنوات الأخيرة، حيث باتت تتأرجح تبعاً لقرار بريكست ومزاجية الأحزاب السياسية في البرلمان، وبالتالي ترتفع العملة البريطانية وتنخفض بناء على القرار السياسي، وليس السوق حسب محللين.
لكن بعض المصارف ترى أن صرف العملة البريطانية الحالي لا يعكس سعرها الحقيقي، وأنه متى ما تم البت في موضوع مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي "بريكست"، فإن الإسترليني سيقفز من مستوياته المتدنية حالياً بين 1.23 ـ 1.24 مقابل الدولار إلى مستويات فوق 1.3 دولار.
في هذا الشأن، أشار استراتيجي سوق الصرف بشركة "سي بي أيه"، في لندن، كيم موندي، إلى أن الإسترليني سيتحرك خلال الأسبوع تبعاً لنتائج المحادثات التي ستجريها حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون مع المفوضية في بروكسل، وعما إذا كانت التنازلات التي قدمتها الحكومة حول موضوع أيرلندا ستكون مقبولة.
وقال موندي في تعليقات لموقع "باوند سترلينغ" البريطاني المتخصص في تحليل العملات، "بينما يتضاءل احتمال خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق تظل نتيجة المحادثات مهمة لتحديد مستوى التعامل في الإسترليني".
ويتوقع موندي ألا يتمكن رئيس الوزراء جونسون من توقيع اتفاق بريكست خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وقال إنه من المحتمل تأجيل البت في موضوع بريكست حتى نهاية أكتوبر من العام المقبل 2020".
وعزا البنك الاستثماري الأميركي توصيته إلى أن "توزيع المخاطر يرجح كفة الصعود، رغم أن المسار الدقيق للخروج البريطاني يظل غير أكيد".
وأشار إلى أن القانون يلزم رئيس الوزراء جونسون بالسعي للحصول على تمديد لموعد الخروج لكنه، قال أيضاً إن أحدث مقترحات الحكومة البريطانية بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي زادت تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق.
وقال "غولدمان ساكس"، في مذكرة يوم الاثنين "فرص التوصل إلى اتفاق بحلول موعد نهاية أكتوبر/تشرين الأول قد تكون مازالت أقل من 50 بالمائة، لكن توزيع المخاطر على الإسترليني تحسن على مدار الشهر المنقضي بسبب التغييرات في موقف المملكة المتحدة في عدد من القضايا وجهود شتى الأحزاب لمنع خروج بريطانيا دون اتفاق".
وأضافت المذكرة أن إجراء بريطانيا انتخابات مبكرة أرجح من خروجها دون اتفاق. وجرى التعامل في الإسترليني منخفضاً، اليوم الثلاثاء، عند 1.2296 دولار.
وفي حال تأجيل موعد بريكست حتى أكتوبر المقبل، فمن المتوقع أن تشهد بريطانيا تحولات رئيسية وربما ستجرى الانتخابات البرلمانية التي تحدد القيادة المقبلة لإخراج بريطانيا من أكبر مأزق تشهده منذ سقوط الإمبراطورية البريطانية.
وارتفع اليوان الصيني في التعاملات الداخلية والخارجية مع عودة الأسواق الصينية للعمل عقب عطلة استمرت أسبوعاً.
وحسب رويترز، فإن الآمال بحدوث انفراجة في المحادثات التجارية ليست كبيرة، ولكن بعض المستثمرين يحاولون تقليص مراكزهم، ولو مؤقتاً في بعض العملات، نظرا لصعوبة توقع نتيجة المفاوضات التجارية.
وارتفع الدولار في التعاملات الآسيوية، بنسبة 0.14 بالمئة إلى 107.18 ين ياباني مقترباً من أعلى مستوى في أسبوع الذي بلغه يوم الاثنين. ومقابل سلة من العملات، صعد الدولار إلى 98.959.
وارتفعت العملة الصينية في السوق الداخلية وجرى تداول اليوان عند 7.1263 مقابل الدولار مرتفعاً عن الإغلاق السابق عند 7.1480 مقابل الدولار في 30 سبتمبر/أيلول.
وفي السوق الخارجية، كسب اليوان 0.1 بالمئة إلى 7.1257 مقابل الدولار. واستقر اليورو عند 1.0975 دولار مع صعود العملة الموحدة ببطء من أقل مستوى في عامين ونصف العام الذي سجلته الأسبوع الماضي.