محكمة بريطانية تكشف أخطر شبكة لغسل الأموال متورط فيها مليونير شهير

16 مايو 2023
المليونير جواد ماراندي مع زوجته في إحدى المناسبات بلندن (getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "إيفنينغ ستاندرد" في لندن، مساء الإثنين، أن المليونير البريطاني جواد ماراندي، الذي يمتلك مجموعة من متاجر الماركات في لندن والأعمال التجارية متورط في شبكة دولية لغسل الأموال تعرف باسم "مغسلة أذربيجان"، وأن القضاء البريطاني ينظر الآن في القضية.

والمليونير ماراندي من كبار الممولين لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، حسب ما ذكر تقرير الصحيفة. ويمتلك متجر Conran الشهير في لندن وحصة في متجر Anya Hindmarch لحقائب اليد في لندن.

وكان مكتب مكافحة الجرائم الخطيرة قد كشف الشبكة الإجرامية، وأظهرت المرافعات القضائية أن ماراندي شخصية رئيسية مرتبطة بعملية غسيل أموال كبرى في بريطانيا ودول العالم، ولكن دفاع ماراندي تمكن من إصدار أمر قضائي بعدم الكشف عن اسمه.
وأظهرت السجلات المصرفية التي قدمها مكتب مكافحة الجرائم الخطيرة للمحكمة أن جواد ماراندي، الذي كان عضواً في مجلس استشاري حزب المحافظين المكون من كبار الأثرياء في بريطانيا على صلة بشركات متورطة في "غسل الأموال"، وتنقل مبالغ ضخمة من الأموال غير المشروعة في بريطانيا وفي العديد من دول العالم.
وحسب السجلات، فقد تلقى المليونير ماراندي 49 مليون دولار مباشرة من الحساب المصرفي لإحدى الشركات المستخدمة لغسل أموال الجريمة في شبكة "مغسلة أذربيجان"، وأن إحدى الشركات المملوكة لجواد ماراندي، كما تلقت 107 ملايين دولار أخرى من نفس حساب الشركة. كذلك أظهرت أن ماراندي كان وسيطاً للأموال القذرة التي تم تحويلها من أذربيجان.
وماراندي، وهو أحد أباطرة الثروة في لندن الأكثر نجاحاً ولديه منزل في منطقة "إيتون سكوير" الشهيرة بحي بلجرافيا وسط لندن.

وحسب تقرير "إيفنينغ ستاندرد"، نفى ماراندي بشدة ارتكاب أية مخالفات وتمكن من الحفاظ على سرية علاقته بقضية "غسيل الأموال" من خلال أمر قضائي بعدم الكشف عن هويته.

وكان المليونير قد ادعى أن الكشف عن اسمه من شأنه أن يلحق الضرر به وبشركاته والتي تشمل ماركة أزياء Emilia Wickstead ومتاجر التجزئة لملابس الزفاف Wed2B.
والثري ماراندي البالغ من العمر 55 عاماً، هو أيضاً مالك عقار "سوهو فارم هاوس" الشهير في منطقة "أوكسفوردشاير" وصاحب امتياز ماكدونالدز للوجبات السريعة في أذربيجان.

وتشمل أعماله الخارجية الأخرى فندق خمس نجوم في بروكسل. كما لديه أيضاً مؤسسة خيرية وأعمال تجارية أخرى، من بينها مدرسة "سانت بول" و"سنتربوينت" في لندن.

وتم حجب ارتباطه بقضية غسيل الأموال من الجمهور بسبب الأمر القضائي وعدم الكشف عن هويته طوال مرافعات قضية غسيل الأموال. وكانت صحيفة "إيفنينغ ستاندرد" قد طعنت في هذا الأمر عندما تم فرضه لأول مرة، قبل أن تتم إزالته اليوم.

وقال قاضي المقاطعة الذي ينظر القضية، جون زاني، إنه أزال الأمر القضائي عن عدم الكشف عن هويته على أساس أن ماراندي كان "شخصاً ذا أهمية" في إجراءات المحكمة التي رفعها مكتب مكافحة الجرائم الخطيرة التي أدت إلى مصادرة 5.6 ملايين جنيه إسترليني من الحسابات المصرفية في لندن لثلاثة أفراد من عائلة الأوليغارشية الآذرية جافانشير فيزييف الأذربيجاني.

ووجدت المحكمة بعد ذلك أن الثلاثي، زوجة فيزييف بارفانا فيزييفا وابنهما أورخان وابن أخيه إلمان جافانشير، قد استفادوا جميعاً من الأموال التي تم تحويلها إليهم من قبل فيزييف وآخرين عبر غسل الأموال بما يعرف بـ"مغسلة أذربيجان" وقد تم استخدام شبكة معقدة من الشركات الخارجية والمملكة المتحدة لتحويل مبالغ ضخمة حول العالم.

وقال القاضي زاني الذي ينظر القضية إنه رفض ادعاء المليونير ماراندي بأنه كان "شخصية هامشية" في القضية المرفوعة ضد عائلة فيزييف.

وبدلاً من ذلك، قال إن ماراندي "ظهر بشكل مباشر (وغير مباشر) في عدد من المناسبات في المذكرة الافتتاحية المفصلة التي أعدها مكتب مكافحة الجرائم الخطيرة التي توضح غسل الأموال المزعوم، وفي الأدلة التي قدمها المحقق الرئيسي في وكالة إنفاذ القانون.
وقال القاضي إنه خلص أيضاً إلى وجود "مخطط كبير لغسيل الأموال في أذربيجان وإستونيا ولاتفيا" يشمل مجموعة من الشركات والأعمال التجارية.

وأشار إلى أنه تم دفع "أموال كبيرة من هذا المشروع الإجرامي" في الحساب المصرفي لشركة تدعى Avromed Company في جزيرة سيشيل والتي أظهرت السجلات المصرفية أنها مملوكة للمليونير ماراندي.
كذلك وجدت المحكمة أن ماراندي تلقى بدوره ما يقرب من 49 مليون دولار من هذا الحساب المصرفي، وأن الشركة التي يملكها تلقت كذلك 107 ملايين دولار، بينما تلقى فيزيف وأفراد عائلته أيضاً مبالغ بملايين الدولارات.
وأضاف القاضي أن هناك "أدلة دامغة على أن "الفواتير"و"العقود" التي تزعم أنها تدعم المعاملات التجارية المشروعة كانت وهمية واستخدمت لإخفاء أنشطة غسيل الأموال الأساسية.

واستشهد القاضي زاني أيضاً بحكم مصادرة ضد عائلة فيزييف يُظهر أن وديعة بقيمة 500 ألف دولار من قبل المليونير ماراندي كانت أحد مصادر مبلغ مليون جنيه إسترليني تمت مصادرته من حساب أورخان جافانشير من قبل الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة على أساس أنها أموال غير مشروعة.

ويذكر أن وحدة مكافحة الجرائم المالية الخطيرة في بريطانيا قد أطلقت قبل أيام صفارة الإنذار حول التهديد المباشر الذي تمثله عمليات غسل الأموال للاقتصاد البريطاني.

ووصف رئيس الوحدة في تقرير عمليات غسل الأموال بأنها "خطر استراتيجي يهدد الاقتصاد البريطاني".

وحسب أرقام حصلت عليها صحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن حجم الأموال القذرة التي تم غسلها عبر شراء عقارات بريطانية فقط يقدر بنحو 122 مليار جنيه إسترليني (حوالى 190 مليار دولار).

المساهمون