مجموعة نجيب ميقاتي تنقذ شركة في ميانمار وسط انهيار الاقتصاد اللبناني: "الأسواق الصعبة مهمتنا"

04 سبتمبر 2021
رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي (حسين بيضون)
+ الخط -

تعهدت شركة الاستثمار اللبنانية M1 Group، التي يمتلكها رئيس حكومة لبنان المكلّف نجيب ميقاتي مع عائلته، بإنفاق 330 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لتوسيع أعمال شركة اتصالات في ميانمار بعد شرائها من شركة "تيلينور" النرويجية.

وترافقت هذه الخطوة مع تحركات العديد من المستثمرين الدوليين للخروج من الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا بعد استيلاء الجيش على السلطة في فبراير/ شباط، وفق تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

هذه الخطوة المعاكسة بررها ابن شقيق رئيس الحكومة، عزمي ميقاتي، بـ"دعم الأشخاص في البيئات الصعبة"، في المقابل يعيش لبنان، وهو مسقط رأس العائلة التي تضم اثنين من أكبر المليارديرات في العالم، نجيب وأخاه طه، أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه وسط انهيار اقتصاده وتخارج الشركات والمستثمرين منه. 

ويواجه اللبنانيون أزمات مترابطة وفق متابعين للملف اللبناني، مع انهيار العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، وسط شح المحروقات الذي يكوّن طوابير يومية أمام محطات الوقود، إضافة إلى مشكلات في إمدادات الخبز والغاز وانقطاع الكهرباء والمياه، وكذا تزايد مشكلة انقطاع الاتصالات والإنترنت، تضاف إلى احتجاز ودائع اللبنانيين منذ العام 2019 في المصارف بعد تهريب عدد من السياسيين وكبار رجال الأعمال أموالهم إلى خارج البلاد. 

وتتمسك الأحزاب السياسية، التي أوصلت البلد إلى الانهيار، وفق المتابعين، بالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والأمنية، مانعة أي نوع من المحاسبة، بالتزامن مع إمساكها بالأسواق عبر الاحتكارات والسوق السوداء والتهريب. 

وحتى اليوم، لم يستطع نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة بعد تكليفه بهذه المهمة في يوليو/ تموز الماضي وسط خلافات سياسية متواصلة حول تحاصص المواقع الوزارية ما بين الأحزاب السياسية الأساسية في البلاد.

وقال عزمي ميقاتي، الرئيس التنفيذي لمجموعة M1، وهو ابن طه ميقاتي، في مقابلة مع "بلومبيرغ"، إن الأموال ستستخدم لتوسيع الشبكة والبنية التحتية للنطاق العريض والخدمات.

وتم الاتفاق على بيع تلينور ميانمار في يوليو/ تموز مقابل 105 ملايين دولار. وفي انتظار الموافقة التنظيمية، ستمنح المجموعة، التي تتخذ من بيروت مقراً لها، السيطرة على واحدة من أربع شركات اتصالات رئيسية، مع 19 مليون عميل في بلد يبلغ عدد سكانه 55 مليون شخص.  


وتابع ميقاتي في المقابلة: "بدلاً من الابتعاد عن البيئات الصعبة، نحن ملتزمون بدعم الأشخاص الذين يعيشون فيها بخدمة ذات مستوى عالمي، بغض النظر عن الوضع السياسي. الاتصالات السلكية واللاسلكية خدمة أساسية، لا سيما في الظروف الصعبة".

وM1 Group هي شركة قابضة تابعة لعائلة الملياردير ميقاتي، والتي تضم نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني المعين، ولديها استثمارات في شركة الاتصالات MTN Group Ltd المدرجة في جنوب أفريقيا، ومتاجر الأزياء بالتجزئة Pepe Jeans، وعقارات في نيويورك ولندن ودبي وبيروت، وفقًا لموقعها على الإنترنت. كما أنها تمتلك حصة في مشغل أبراج اتصالات في ميانمار، وفق "بلومبيرغ". 
وقال عزمي ميقاتي، الذي سيبلغ الخمسين من العمر العام المقبل: "الاستعداد للعمل في بعض أكثر الأسواق تحديًا في العالم اليوم هو جزء من مهمتنا". 

وأطاح جيش ميانمار بحكومة مدنية بقيادة أونغ سان سو كي في فبراير/ شباط. وجاء الاستيلاء على السلطة في الوقت الذي كانت فيه إحدى أفقر دول المنطقة تتعامل مع جائحة كورونا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "تيلينور" في بيان عندما تم الإعلان عن البيع: "لقد أصبح الوضع في ميانمار على مدار الأشهر الماضية يمثل تحديًا متزايدًا للشركة لأسباب تتعلق بأمن الأشخاص والتنظيم". وأعلنت الشركة النرويجية في مايو/أيار أن وحدتها في ميانمار، التي تأسست في عام 2014، "ضعيفة بالكامل"، وفق "بلومبيرغ".

المساهمون