تراجعت أسهم جميع شركات مجموعة أداني اليوم الإثنين، على الرغم من دحض التكتل الهندي في عطلة نهاية الأسبوع لادعاءات الاحتيال من قبل شركة "هيندنبورغ" للأبحاث.
وأدت عملية البيع التي استمرت ثلاثة أيام إلى محو ما يقرب من 72 مليار دولار من القيمة السوقية للمجموعة، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".
وبينما صورت مجموعة أداني مزاعم "هيندنبورغ" على أنها "لا أساس لها من الصحة وهجوم على الهند نفسها"، فإن الأزمة تعيد إحياء مخاوف تسيطر على المستثمرين منذ فترة طويلة بشأن حوكمة الشركات في المجموعة، كما أنها تهدد بإضعاف الثقة على نطاق أوسع في الهند، التي كانت حتى وقت قريب وجهة استثمارية رئيسية لوول ستريت.
"لست متأكدا مما إذا كان دحض أداني كافيا لتهدئة مخاوف المستثمرين"، قال بريان فريتاس، المحلل في سمارت كارما لوكالة "بلومبيرغ"، معتبراً أن مجرد الكشف عن الأشياء لا يجعلها صحيحة.
وفي ردها الذي نُشر يوم الأحد، قالت مجموعة أداني إن حوالي 65 من الأسئلة الـ88 التي أثارتها "هيندنبورغ" قد تم تناولها في الإفصاحات العامة للتكتل. وكررت المجموعة: "سنمارس حقوقنا في متابعة سبل الانتصاف لحماية أصحاب المصلحة لدينا أمام جميع السلطات المختصة".
وقالت "هيندنبورغ" إن بيان المجموعة فشل في الإجابة عن 62 سؤالاً من أسئلتها البالغ عددها 88 سؤالاً، واعتبرت أن الرد خلط بين "صعود الشركة السريع" وثروة أغنى رجل في آسيا "بنجاح الهند نفسها".
وكانت أسهم أداني من بين أفضل الأسهم أداءً العام الماضي، ليس فقط في السوق المحلية، ولكن أيضاً على مؤشر MSCI Asia Pacific. واستمرت عمليات البيع يوم الإثنين مع انخفاض شركة أداني توال غاز، وأداني للنقل بما يصل إلى 20%. كما تخلصت أداني للشركات الرائدة أيضاً من مكاسبها السابقة البالغة 10% لتتداول على انخفاض بنسبة 2%.
وتسعى الشركة لجمع 200 مليار روبية (2.5 مليار دولار) من اكتتاب يغلق الثلاثاء، وقدم المستثمرون الأفراد عطاءات على 3% من الأسهم المعروضة عليهم، بينما قدم موظفو الشركة 10% من الأسهم لفئتهم. أما الجزء غير المؤسسي الذي يشمل الأفراد الأثرياء فقد تم شغله بنسبة 1%. وقدم المستثمرون المؤسسيون عطاءات لشراء 4576 سهماً، وهو جزء بسيط من 12.8 مليون سهم معروض.
وينتظر المستثمرون في العروض العامة الهندية عادة حتى اليوم الأخير من البيع لتقديم العطاءات، وتزايدت المخاوف من أن تقرير "هيندنبورغ" سيضر بالاكتتاب.
وقال شارو شانانا، محلل استراتيجي في ساكسو كابيتال ماركت: "لقد اتخذت المخاطر في الأسواق الهندية منعطفاً نحو الأسوأ. تراجعت ثقة المستثمرين الأجانب وسيستغرق إصلاحها بعض الوقت. بدأت الهند على أي حال هذا العام التداول بعلاوة على الأسواق الناشئة الأخرى، وتطرح قضية أداني أسئلة حول إذا كان ذلك مبرراً".