مباحثات مصرية إيرانية لتبادل رحلات السياحة والطيران
كشف رئيس جمعية "خدمات الرحلات الجوية والسياحية" الإيرانية، حرمت الله رفيعي، لـ"العربي الجديد" عن مباحثات مع مصر لإطلاق الرحلات السياحية من إيران إلى مصر قريبا، معربا عن أمله في تسيير أول رحلة سياحية رمزية من طهران إلى القاهرة خلال مدة أقصاها 45 يوما.
وأضاف رفيعي أنه أجرى، الأسبوع الماضي، مباحثات مع وزارة السياحة المصرية والقطاع الخاص المصري بشأن تدشين الرحلات السياحية، مشيرا إلى أن وفدا مصريا يترأسه المدير العام لوزارة السياحة المصرية سيزور طهران خلال الأسبوع المقبل لاستكمال المشاورات والمباحثات.
وأوضح أن زيارته إلى القاهرة تمت بعد تلقيه دعوة، وأنه قام بها بعد التشاور مع الحكومة الإيرانية، قائلا إن مباحثاته في مصر كانت ثلاثية بحضور وفود من إيران ومصر والعراق.
وتابع رئيس الجمعية الإيرانية أن محور تلك المفاوضات كان إطلاق أول رحلة بين طهران والقاهرة بـ"شكل رمزي"، على أن تتبع رحلات أخرى عبر بلد ثالث، لافتا إلى أن هذا البلد سيكون العراق لقربه الجغرافي مع إيران.
وفي معرض رده على سؤال ما إذا كانت الزيارة قد تمت بوساطة عراقية، نفى ذلك، وقال إن القطاع الخاص لا يحتاج إلى وساطة، عازيا الجهود العراقية لإطلاق رحلات السياحة بين إيران ومصر إلى منافع وفوائد تترتب على ذلك للعراق نفسه في ضوء عدم وجود علاقات دبلوماسية بين طهران والقاهرة.
وفي السياق، أكد أن العراق سينتفع من تسيير الرحلات السياحية من إيران إلى مصر لكونها ستنظم عبر بغداد من خلال طيرانها، وهذا له مردود مالي للعراق، كما أن السياح الإيرانيين الذين يقصدون مصر من خلال العراق ربما يفضلون المكوث فيه لأيام قبل التوجه إلى الوجهات السياسية المصرية.
وأمل رفيعي أن تصل المفاوضات إلى "نتائج مطلوبة"، مؤكدا أن مسارها يظهر أن هذا الأمر سيتحقق، غير أنه قال في الوقت ذاته إن تلك المفاوضات لم تصل بعد إلى تفاهمات واتفاقيات وهي مستمرة. ومضى قائلا إن العمل حاليا يجري لإعداد مسودة الاتفاقيات السياحية وسيتم الإعلان عنها بعد إتمامها.
وفي معرض رده على سؤال بشأن المباحثات الجارية والاتفاقيات المحتملة في ضوء مصير غير موفق لاتفاقيات سابقة في عامي 2010 و2013 بشأن تسيير الرحلات السياحية والتي لم تنفذ، قال رفيعي إنه دخل في المباحثات مع المصريين بصفته رئيسا لجمعية سياحية للقطاع الخاص.
مصادر: العراق سينتفع من تسيير الرحلات السياحية من إيران إلى مصر لكونها ستنظم عبر بغداد من خلال طيرانها
وأضاف أنه إذا ما توجت المباحثات باتفاقيات سياحية فلا يوجد سبب لفشلها وعدم تنفيذها.
ودعا إلى التريث حيال "مدى النجاح الذي سيتحقق في المفاوضات"، لافتا إلى وجود هواجس ثنائية بين البلدين بشأن الرحلات السياحية، مع القول إن العمل جار للوصول إلى "نقطة مشتركة" حولها.
وأكد أنه كمسؤول في القطاع السياحي الإيراني الخاص يسعى إلى تسيير السياحة بين إيران ومصر بموازاة مساعي سلطات البلدين السياسية لإحياء العلاقات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن القطاع السياحي الإيراني يسعى إلى إطلاق الرحلات المباشرة بين إيران ومصر لإلغاء تكاليف السفر الإضافية عبر بلد ثالث.
وشدد رئيس جمعية خدمات الرحلات الجوية والسياحية الإيرانية على أنه في المباحثات مع المصرين، تأخذ التجارب الفاشلة السابقة في الحسبان لمنع تكرارها والوصول إلى نتائج واتفاقيات تنفذ هذه المرة.
وأوضح أن المباحثات السياحية مع مصر هي أكثر سرعة من المفاوضات السياسية لإحياء العلاقات الدبلوماسية، مؤكدا أن الجهود تنصب على كسر حاجز السفر من وإلى مصر والعكس، لكن ذلك لن يحصل بمعزل عن السلطات، مع الإشارة إلى أن الروابط السياسية والشعبية التي تجمع بين البلدين حكومة وشعبا أكبر وأكثر من غيرهما. وعن آلية استصدار تأشيرات السفر إلى مصر، قال رفيعي إنها ستصدر في المطار.
وبشأن إمكانية تسيير رحلات سياحية من مصر إلى إيران أيضا، توقع الخبير السياحي أن يتم ذلك، لكنه قال إن الإيرانيين هم الأكثر رغبة للسفر إلى مصر من رغبة المصريين لزيارة إيران.
وسبق أن أعلنت وزارة السياحة المصرية، أن زيارة الإيرانيين ستقتصر على شرم الشيخ، لكن رئيس جمعية خدمات الرحلات الجوية والسياحية الإيرانية، قال لـ"العربي الجديد" إن ذلك لم يطرح خلال المباحثات، ولم يتم الحديث بعد عن "خطوط حمراء" في الزيارات السياحية.
لكنه لم يخف وجود هواجس في مصر بشأن أهداف الرحلات السياحية، ليشير إلى زيارته إلى تونس قبل فترة.
السياح الإيرانيون يريدون زيارة الوجهات السياحية المصرية، وشرم الشيخ إحدى تلك الوجهات
وقال إنه بعد الوصول إلى هناك تم بث تقرير تلفزيوني مباشر عن الزيارة، وقيل إن لها أهدافاً غير سياحية. وأكد أن بلاده يهمها احترام كرامة السياح الإيرانيين وعدم إثارة مشاكل لهم أينما يتوجهون.
وأضاف أن السياح الإيرانيين يريدون زيارة الوجهات السياحية المصرية، وشرم الشيخ إحدى تلك الوجهات، وأنه إذا تم اقتصار الزيارة على شرم الشيخ، فذلك على الأغلب سيفشل المباحثات، لأن شرم الشيخ لن تلبي وحدها رغبة السياح الإيرانيين في السفر إلى مصر، إذ إنهم يريدون زيارة الأهرامات الثلاثة ومواقع أثرية أخرى.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
